التعليم من التمكين إلى المستقبل

أكثر من سنة فى الإتحاد

في إطار جهود تحفيز عمليات التعليم واستكشاف رؤى وآفاق المستقبل، تُنظم جائزة خليفة التربوية، مؤتمرها الدولي الثالث، بعنوان «التعليم من التمكين إلى المستقبل»، وذلك يومَي 14 و15 مايو 2024 (أي اليوم وغداً) بفندق قصر الإمارات بأبوظبي تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة ورئيس مجلس أمناء جائزة خليفة التربوية.ويعد هذا المؤتمر إضافة مهمة للجهود المتواصلة التي تبذلها جائزة خليفة التربوية، التي استحدثت، كما يقول سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، أملاً في أن تكون رافداً من روافد الميدان التربوي الإثرائية، ووعاءً لتفاعل الطاقات التربوية المحلية والعربية والدولية، مما يؤدي إلى إحداث نشاط مؤثر في العملية التعليمية، وتطوير ميدانها، بما يواكب التفاعلات الكونية المتسارعة في مجال التقنية وثورة العلم والمعلومات.وفي الواقع، فإن هذا المؤتمر، الذي يواكب ما يشهده قطاع التعليم في الدولة من نهضة وتميز في جميع مراحله، يستمد أهميتَه من عاملين أساسيَّيْن:- الأول يتعلق بأهدافه، التي تتركَّز على استعراض التجارب العالمية في تطوير التعليم وربطه بعملية التنمية والحفاظ على الهوية الوطنية، وبيان دور التكنولوجيا في تطوير العملية التربوية وتحقيق التفاعل بين المؤسسات التي ترعى عملية التربية والتعليم داخل الدولة وخارجها لضمان الاستفادة المتبادلة، بالإضافة إلى نَشْر ثقافة الجودة والتميُّز المؤسسي وتعزيز تنسيق الجهود بين المؤسسات ذات العلاقة.- أما العامل الثاني، فهو مرتبط بمستوى المشاركة في المؤتمر، إذ من المُقرَّر حضور عدد من الخبراء والمتخصصين في قطاع التعليم، والتعليم المبكِّر من مختلف أنحاء العالم، الذين سيركِّزون خلال فعالياته على الجوانب التطبيقية، التي تُكسِب المشاركين من أعضاء الهيئات الإدارية والتدريسية والجهات المجتمعية ذات العلاقة المهارات اللازمة لدفع المسيرة التعليمية وتمكين أولياء الأمور من مواكبة ما يشهده هذا القطاع الحيوي من تطور مُتسارع خاصة في ضوء توظيف التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية.وتكشف أجندة المؤتمر عن مناقشته العديد من القضايا الحيوية، إذ يشتمل برنامج اليوم الأول على جلسة رئيسة بعنوان «التعليم: النتائج والإنجازات - مرحلة التمكين»، وكذلك جلستَيْن حول التعليم المبكر من حيث الاحتياجات والتطلعات، والتعليم الرقمي والإعداد لمستقبل مستدام. كما يتضمن اليوم الثاني جلسة رئيسة بعنوان «سياسات وهياكل ونظم التعليم: السياسات ومستقبل التعليم»، وكذلك 3 جلسات تناقش مستقبل التعليم وتكامل دور المؤسسات التعليمية، والتعليم العام والجامعي والدراسات العليا والتطورات المستقبلية وأفضل الممارسات في التعليم.وقد أكدت أمل العفيفي الأمين العام لجائزة خليفة التربوية على أهمية هذا المؤتمر بالنظر إلى كونه يمثل منصة لنشر ثقافة التميز على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، إذ يُخصص المؤتمر جناحاً لمشاركة الجوائز التعليمية والمجتمعية المتخصصة بعرض رسالتها وأهدافها والمجالات المطروحة في كل منها بما يتيح لجميع المشاركين والحضور الاطلاع عليها والتفاعل معها.ومما لا شك فيه أن هذا المؤتمر ينطوي على العديد من الدلالات المهمة، إذ يُجسِّد حِرص القيادة الرشيدة على الاستثمار في تأهيل الكوادر المواطنة، وهو في الوقت نفسه يعد استكمالاً لمسيرة جائزة خليفة التربوية ورسالتها وبرامجها التنفيذية، في ظل نجاحتها المتواصلة على مدار الـ 17 عاماً الماضية التي أحدثت خلالها نقلة نوعية في الميدان التعليمي، من خلال دعم ثقافة التميُّز وتحفيز العاملين في قطاع التعليم على الإبداع والابتكار، ما كان له أكبر الأثر في المكانة المتميزة التي تحظى بها الجائزة على المستويات الإقليمية والدولية.وما يمكن التأكيد عليه في نهاية المطاف أن تنظيم هذا المؤتمر، الذي تنطلق فعالياته اليوم، ليس سوى غَيْض من فَيْض ما توليه دولة الإمارات من اهتمام كبير بالتعليم بصفته الركيزة الأساسية للنهضة والتنمية، والرهان الأساسي لتحقيق طموحاتنا الوطنية الكبرى في النصف قرن الثاني من عمر تأسيس دولة الاتحاد.
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على