ومضات غيرت مساري

حوالي شهر واحد فى الإتحاد

تعودت كلما مرت بي حالة من الكآبة وانطفاء الرغبة في الإبداع، وممارسة هواياتي العديدة، وحتى الرغبة في الخروج من البيت، استجابة لدعوات صديقاتي للخروج معهن إلى متنزه أو مطعم، بسبب حالة الكآبة التي تجعلني أجلس وأتذكر أحلامي ومشاريعي التي لم تتحقق، ثم أذهب إلى الأطباء النفسيين وأشرح لهم حالتي فيكدسون لي الأدوية كمضادات للكآبة، لكني أتردد في تناولها لاعتقادي أنني أستطيع أن أعالج نفسي بالقراءة في كتب علم النفس المتراكمة في مكتبتي، ثم أبدأ في قراءة التمارين المقترحة في هذه الكتب، لكني سرعان ما أنسى اتباع النصائح، وأفتح كتاب «ومضات من فكر» أحد مؤلفات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لعظمة الكتاب وقوة تأثيره على نفسي وحياتي، فالكتاب زاخر بالجواهر التي يمكن أن تغير مسيرة حياة كل من يقرؤه، ففي قوله: «نظم وقتك، واعرف أولوياتك واستمتع بحياتك..» حكمة بالغة الأهمية لمن لا يحسن تنظيم وقته مثلي، وقد أعجبني قول سموه عن الشاعر: «..عين الشاعر ليست كبقية العيون، وقلبه ليس كبقية القلوب»، فبدأت قراءته بانتباه وتركيز أعلى، وشعرت قليلاً قليلًا بتحسن حالتي النفسية، واستيقظت في نفسي رغبة الإبداع والإصرار على تحقيق طموحاتي التي طمسها التأجيل، فعن التأجيل يقول سموّهُ: «السعادة شيء غير قابل للتأجيل.. اضرب كل يوم تأخير في تعداد شعبك لتعرف كم من السنوات تضيع في التأجيل»، وإذا كانت هذه الحكمة صادرة من قائد إلى شعبه، فإنني سأحوّرها بتغيير بسيط لتتفق مع رغبتي وحالتي: «إذا كان هدفي تحقيق السعادة لنفسي فإن السعادة غير قابلة للتأجيل.. فلو ضربت كل يوم تأجيل في تعداد سنوات عمري لعرفت كم من السنوات ضاعت في التأجيل»!، ولأن التأجيل أصبح عادة مضرة لمسيرة حياتي فقد وجدت في هذه الومضة المضيئة ما سوف يعينني على تجاوز كل عادة لا تفي بغايتي. ويقول سموّه: «سألني أحدهم: كيف تكون مبدعاً؟ فقلت له: تعود على ألا تتعود» يا الله.. ما أجمل وأبدع هذه الجملة البسيطة في لغتها والعميقة في دلالتها وتأثيرها لمن يبرمج دماغه عليها حتى تتوغل في لا وعيه الباطن، ويصبح منتبهاً لكل عادة سلبية تحكمه دون وعي منه.. إن جوهر الومضات وقيمتها يكمن في أنها مجسدة على أرض الواقع، وليست مجرد كلمات تنظيرية في كتاب منسي.

شارك الخبر على