من الأشهر اليوم؟

وطنية ndash; كتبت صحيفة quot;الشرق الأوسطquot;: ينتظر لبنان استلام ورقة المقترحات الفرنسية التي ناقش وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه تفاصيلها مع المسؤولين اللبنانيين الأحد، ضمن مساعي باريس لوضع حد للتصعيد بين laquo;حزب اللهraquo; وإسرائيل، وتتضمن حلاً على ثلاث مراحل، تبدأ بوقف العمليات العسكرية وإعادة النازحين اللبنانيين والإسرائيليين، وإطلاق مسار تفاوضي يستنسخ laquo;تفاهم نيسان 1996raquo;؛ وذلك لـlaquo;تثبيت الاستقرار على ضفتي الحدودraquo; بشكل كامل ونهائي.

واختتم سيجورنيه زيارة إلى بيروت الأحد، التقى فيها المسؤولين اللبنانيين وطرح عليهم تفاصيل المبادرة التي يحملها، وسيحملها إلى تل أبيب الثلاثاء. وقال في ختام زيارته: laquo;نحن نرفض السيناريو الأسوأ في لبنان، لا مصلحة لأحد بأن تواصل إسرائيل و(حزب الله) هذا التصعيدraquo;. وأكد أن laquo;مسؤوليتنا تقتضي تجنّب التصعيد وهذا دورنا أيضاً في (يونيفيل)، ولدينا 700 جندي هناraquo;.

وتحمل الورقة تعديلات طفيفة عن الورقة السابقة التي كان لبنان تسلم النسخة الأولى منها في وقت سابق، عبر وفد مشترك من وزارتي الخارجية والجيوش الفرنسيتين، وتلقت باريس الرد عليها. أما الورقة المعدّلة، فقد حمل سيجورنيه بنودها إلى المسؤولين اللبنانيين الأحد، وتم التباحث بها، ومن المتوقع أن تصل رسمياً إلى السلطات اللبنانية في وقت لاحق عبر السفارة في بيروت، أو عبر وفد يحملها من باريس، عملاً بالعُرف القائم.

3 مراحل تنفذ تدريجياً

وقال مصدر دبلوماسي لـlaquo;الشرق الأوسطraquo; إن المقترحات laquo;تم البحث بها، وناقش سيجورنيه مضمونها مع جميع المسؤولين في لبنانraquo;، في إشارة إلى رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب وقائد الجيش جوزف عون الذين التقاهم الأحد، لافتة إلى أن الورقة تتضمن حلاً على ثلاث مراحل.

وأوضح المصدر أن المرحلة الأولى، على المدى القصير، تقضي بـlaquo;وقف العمليات العسكرية للمجموعات المسلحة اللبنانية، مقابل وقف الخروق الإسرائيليةraquo;، وتشمل أيضاً laquo;إعادة تموضع لـ(حزب الله) في مناطق انتشاره في الجنوبraquo;.

ولا يحدد مصطلح laquo;إعادة التموضعraquo; مسافة انسحاب الحزب من المنطقة الحدودية، وستكون هذه النقطة خاضعة لمسار تفاوضي وتفصيلي، علماً أن هذه العبارة تعدّ تطويراً عن المبادرات الدولية السابقة التي تحدثت بشكل واضح عن انسحاب الحزب إلى مسافات تتراوح بين 7 و10 كيلومترات من الحدود مع إسرائيل.

ويقول المصدر الدبلوماسي إن المرحلة الثانية، التي تُنفذ على المدى المتوسط، laquo;تتضمن عودة النازحين اللبنانيين إلى قراهم، بالتزامن مع عودة النازحين الإسرائيليين من شمال البلادraquo;، وتتم العودة laquo;بشكل كاملraquo;، في إشارة إلى نحو 100 ألف نازح لبناني من المنطقة الحدودية اللبنانية الجنوبية، ونحو 100 ألف نازح إسرائيلي أيضاً من المنطقة الحدودية بشمال إسرائيل.

ويشير المصدر إلى أن المرحلة الثالثة التي تُنفذ على المدى الطويل، laquo;تتضمن استنساخاً لاتفاقية (تفاهم نيسان 1996)، وتقوم على تشكيل لجنة رباعية أو خماسية مؤلفة من ممثلين عن الجيشين اللبناني والإسرائيلي، وممثلين عن (يونيفيل)، وممثلين عن الجيشين الفرنسي والأميركي، ومهمتها حل النزاع الحدودي القائم في 13 نقطة حدودية، إضافة إلى الخلافات حول بلدة الغجر، ومشكلة مزارع شبعا وتلال كفرشوباraquo; التي احتلتها إسرائيل في العام 1967 ويؤكد لبنان أنها أراضي لبنانية وليست سورية.

وتضطلع اللجنة الخماسية المزمع تشكيلها بمناقشة التفاصيل التقنية المتصلة بتثبيت الحدود المرسمة مع فلسطين في عام 1926 ومثبتة ضمن اتفاق الهدنة مع إسرائيل في عام 1949، وإجراء محادثات حول الخلافات الحدودية على الخط الأزرق. وقالت المصادر إنها laquo;ستكون فرصة لإرساء استقرار مستدام على الحدود الجنوبيةraquo;.

وفي حال إيجاد حل كامل للنزاع الحدودي الذي يتضمن 13 نقطة حدودية من ضمنها نقطة الـB1، ومزارع شبعا وكفرشوبا والغجر، سيتخطى الاستقرار ما شهدته المنطقة الحدودية من هدوء بين عامي 2006 و2023 التي لم يطبق فيها القرار 1701 بشكل كامل، حيث بقيت النقاط الحدودية عالقة كما بقيت الخروق الجوية الإسرائيلية قائمة، لكن لم تشهد المنطقة مواجهات وتصعيداً عسكرياً.

1701 يكفي لاستقرار مستدام

وأكدت المصادر الدبلوماسية أن إطار الورقة الفرنسية laquo;يقوم على إطار الـ1701 الذي سيكون كافياً لاستقرار مستدام، ولم يكن هناك ضرورة لإطار جديد أو آلية جديدة مختلفة عن الـ1701raquo;. وشددت المصادر على أن laquo;الدور الفرنسي فاعل لجهة تثبيت الاستقرار عبر 700 جندي يشاركون ضمن بعثة (يونيفيل)، وتمتلك باريس دوراً كبيراً تلعبه لإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة الحدوديةraquo; لجهة laquo;زيادة الدوريات اليومية لـ(يونيفيل) وتثبيتها وإيضاح مهام (يونيفيل) وصلاحياتها بالتعاون مع الجيش اللبنانيraquo;، وهي أمور جرت مناقشتها خلال زيارة قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون إلى باريس أخيراً.

وعليه، تؤكد المصادر أن هناك laquo;شقاً عملياً وعسكرياً وأمنياً ودبلوماسياً يُبذل بالتوازي، لتثبيت الاستقرار وإنهاء التصعيدraquo;، ويجري على أساسه تحضير أرضية لـlaquo;استقرار مستدامraquo; تكون جاهزة للتنفيذ لحظة إعلان وقف إطلاق النار في غزة، والتزام laquo;حزب اللهraquo; بوقف القتال في جنوب لبنان بعد وقف النار في غزة؛ التزاماً بموقفه المعلن والذي استنسخته الدولة اللبنانية بالردود الرسمية، والقائل إن انخراطه في القتال في الجنوب حيث افتتح حرب laquo;دعم ومساندةraquo;، سيتزامن مع إنهاء الحرب في غزة.

وتنشط واشنطن من جهتها أيضاً على خطّ احتواء التصعيد عند الحدود اللبنانية - الإسرائيلية وقام مبعوثها آموس هوكستين بزيارة إلى القدس الأحد أيضاً.

موقف laquo;حزب اللهraquo;

وفي أول موقف لـlaquo;حزب اللهraquo; بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي، قال عضو كتلة laquo;حزب اللهraquo; البرلمانية (الوفاء للمقاومة) النائب حسن فضل الله إن laquo;أي مبادرة خارجية تجاه لبنان هدفها إراحة حكومة (بنيامين) نتنياهو لتركز كل جهدها على غزة، هي مبادرة محكوم عليها بالفشلraquo;.

وقال فضل الله في كلمة له خلال حفل تأبين إن laquo;البحث عن الحل لا يكون بمعالجة النتائج، بل معالجة الأسباب التي أدت إلى هذه النتائجraquo;، مشيراً إلى أن laquo;ما يحصل على جبهتنا الجنوبية من مساندة لغزة، له سبب رئيسي، وهو العدوان الإسرائيلي على غزة، وسبب آخر هو منع العدوان على بلدناraquo;، مضيفاً: laquo;لذلك؛ من يرِد إيجاد الحلول، فعليه أن يذهب بالدرجة الأولى إلى الكيان الصهيوني ويمارس الضغط عليه كي يوقف هذه المذبحة في غزةraquo;.

وعن مستقبل الجنوب بعد الحرب، قال فضل الله: laquo;هذا ما يقرره الشعب اللبناني ودولته ضمن قواعد الحماية للجنوب، ومن ضمنها معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وأيضاً عدم المس بسيادتنا الوطنيةraquo;.

nbsp;nbsp;nbsp;nbsp; ===