شهوة السلطة
ما يقرب من ٨ سنوات فى الراكوبة
مصعب محجوب الماجدي
هل تسأم الشعوب ممن يحكمها؟ ملكاً كان أو أميراً أو رئيساً، لمجرد أنه بقي متمسكا بمقاليد الحكم والسلطة، عاضاً عليها بالنواجذ؟ لماذا لا تتكرّر ظاهرة نيلسون مانديلا في محيطنا العربي؟ فقد أصبح زعيماً عالمياً ونال ما لم يكن له ليناله، لو بقي على سدة الحكم طوال حياته، إذ ختار لنفسه أن يتربع على عرشٍ هو أرقى وأسمى من هذا العرش الذي كان سيفارقه غصباً أو اختياراً، ولو بعد حين.
كثيراً ما نسمع شعارات الشورى والديمقراطية تملأ دنيانا ضجيجاً، لكننا نفتقدها في كل شيء من حولنا، فهي شعارات خاوية، لا تمثل الواقع الذي نعايشه. بل كأن لسان حال حكامنا يقول: من الكرسي إلى القبر ولا أبالي. هل يدرك هؤلاء الزعماء أن الشعوب تمل وتسأم بطبيعتها البشرية التي تحب التغيير؟ لماذا تشيخ الكراسي بهؤلاء، وتشكو من وطأتهم وتئن من طول الجلوس، وهم في سُبات عميق! ولسان حالهم يستلذ بترديد "ما علمت لكم من حاكم غيري". يولد الطفل في بلادنا ويترعرع، ويدرس كل المراحل الدراسية إلى ما بعد الجامعة، وينخرط في دولاب العمل، ويرى العالم يتغير، والحكام يتعاقبون على إدارة البلاد في كل الدنيا، بينما يلازمه وجه حاكم واحد طوال حياته، لا يفتأ يطل عليه في كل يوم، مهيمناً على أجهزة الإعلام عبر أخبار روتينية مملة، يكاد المتلقي أن يقرأها قبل حدوثها، ويعرف تعليقات أصحاب الشأن عليها. أليس هذا، في حد ذاته، مملاً ورتيباً حد الضجر؟
تريد الشعوب من يعبِّر عنها، ويواكب متطلباتها، ومتغيرات الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، لا من يجثم فوق صدورها بقوة السلاح وأجهزة الأمن والمخابرات التي تبذل قصارى ما في وسعها لتوطيد الحكم والسلطة وإحكام القبضة الأمنية على كل مفاصل الدولة، والضرب بيد من حديد لكل من يخالف ما يهواه السلطان. تغيرت الصورة النمطية للحاكم الفرد الذي عركته السنين، وهو يكابد الوعكات الصحية التي أوهنت جسده. لِمَ يصر هؤلاء الحكام على غرز أنيابهم في خاصرة الأوطان، وه --- أكثر