فلسطينيون لـ«التحرير» لن نسمح بسرقة القدس.. والجامعة العربية لن تفعل شيئا

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

موجة غضب عارمة انتابت جميع البلدان العربية والإسلامية، وعددا كبيرا من الدول الأجنبية عقب القرار الذى أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد اعترافه بأن القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهو ما نجم عنه نشوب اشتباكات دامية بين أبناء الشعب الفلسطيني والكيان الصهيوني المحتل وخروج مظاهرات حاشدة من عدد من الدول العربية تندد بالقرار.

"التحرير" استطلعت آراء عدد من الباحثين والمحللين الفلسطينيين حول تداعيات القرار، وما إذا كان الشعب الفلسطيني على أعتاب انتفاضة جديدة، والنتائج المترتبة عليه، وما إذا كان سيكون لانعقاد مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية تأثير فى عرقلة القرار من عدمه.

قال الدكتور أسامة شعث، المحلل السياسي الفلسطيني والخبير المتخصص فى العلاقات الدولية، إن الشرعية الدولية باتت عرجاء طالما أن الولايات المتحدة الأمريكية عضو لديها الفيتو تستخدمه وقتما تشاء، متوقعا ألا يصدر عن مجلس الأمن قرارا ضد ترامب نتيجة الفيتو الأمريكي الذي سيقف حائلاً أمام حقوق الشعب الفلسطيني.

وأوضح أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بتمرير أي مخطط لسرقة مدينته وسيدافع عنها كما فعل منذ فجر التاريخ، وسيهزم الغزاة كما دحرهم منذ احتلال الهكسوس مرورًا بالاحتلال الفارسي والتتار والمغول وصولًا بالاحتلال الإسرائيلي.

وفيما يتعلق بجامعة الدول العربية، علق قائلاً: "رغم أهمية اجتماع جامعة الدول العربية فإنني غير متفائل باستصدار أي قرار يجبر الولايات المتحدة على التراجع، وذلك لأن الدول العربية فى حالة تمزق وتشرذم لا أول لها أو آخر".

وأعرب عن تمنيه أن تخرج الجامعة غدا "السبت" بتفعيل قرارين فقط من قراراتها السابقة الأول الصادر عام 1980 الذي يلزم جميع الدول العربية بمقاطعة أي دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أما القرار الثاني فهو الالتزام بتعهدات جامعة الدول العربية التى صدرت في قمة سرت عام 2010، الذي يلزم أعضاء الجامعة بتخصيص مبلغ مالي بقيمة نصف مليار لتوفيرها لدعم صمود المرابطين فى مدينة القدس الذين يدافعون عن هويتهم العربية الأصيلة، مستطردا: "للأسف حتى هذه اللحظة لم تصل هذه المبالغ إلى أصحابها رغم مرور 9 سنوات على إصدار القرار".

 وقال إن الدول العربية لديها القدرة على إنفاق مئات المليارات على الحروب والدماء وتدمير بعضها، وعلى إهداء ترامب وحاشيته مئات المليارات، بينما تعجز عن توفير نصف مليار لمدينة السلام والأنبياء.

بينما قال بركات الفرا السفير الفلسطيني الأسبق بالقاهرة، إن هناك حالة غضب عربي وإسلامي من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس واعترافه بأنها عاصمة إسرائيل، مشيرا إلى أن الحديث عن عملية تسوية وسلام فى ظل الأوضاع الحالية أصبح أمرا صعبا، قائلاً: "لمصلحة من يفعل ترامب ذلك؟"، لافتا إلى أن القرار انتهاك واضح لكل القرارات والمواثيق الدولية والقانونية، وسيؤدي إلى تصاعد الغضب والتوتر فى المنطقة برمتها.

وكان عشرات الآلاف من الفلسطينيين خرجوا عقب صلاة الجمعة فى مسيرات حاشدة من جميع أرجاء مساجد فلسطين فى قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، تعبيرا عن غضبهم للقرار الأمريكى القاضى بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

واندلعت مواجهات عنيفة بين عدد من الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلى فى منطقة باب الزاوية وسط الخليل، كما اندلعت تظاهرات بساحة الجامع الأزهر، اعتراضًا على قرار الرئيس الأمريكي ترامب، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها. وردد مئات المصلين هتافات: "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، "فلسطين عربية والقدس برضه عربية"، و"تسقط تسقط إسرائيل"، و"بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، و"بالدم بالروح.. القدس مش هتروح".

وقال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الأزهر الشريف يتابع بغضب ورفض واستنكار ما أقدمت عليه الإدارة الأمريكية من إعلان مدينة القدس الشريف عاصمة لكيان الاحتلال الصهيوني الغاصب، في خطوة غير مسبوقة وتحدٍّ خطير للمواثيق الدولية ولمشاعر أكثر من مليار ونصف مليار مسلم حول العالم، ولمشاعر ملايين المسيحيين العرب الذين جمعتهم على مر التاريخ مساجد وكنائس القدس العتيقة مع أشقائهم من المسلمين. 

ودعت كل من مصر فرنسا وبريطانيا وإيطاليا والسويد والأوروجواى وبوليفيا والسنغال، وهى دول أعضاء فى مجلس الأمن، إلى عقد جلسة عاجلة في هذا الشأن.

وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن قرار ترامب "اعتراف بواقع حالي وتاريخي" وليس موقفًا سياسيًا، وأنه لن يغير الحدود الفعلية أو السياسية للقدس.

ويعقد مجلس الأمن اليوم "الجمعة" جلسة خاصة بالوضع فى القدس وعملية التسوية الفلسطينية الإسرائيلية فى تحرك عاجل قررته سبع دول أعضاء به، ردا على إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والبدء بإجراءات نقل السفارة الأمريكية إليها.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على