(وداعا جوليا).. فيلم سوداني يخطف الأنظار ويحصد الجوائز في زمن الحرب

٣ أشهر فى كونا

من محمد عبدالعزيز

(تقرير) الخرطوم - 8 – 4 (كونا) -- اعتمادا على بناء درامي يجسد الانفصال بأوجاعه وأزماته نجح الفيلم السوداني (وداعا جوليا) في الخروج من معاناة الحرب ليسلك رحلة مثيرة في حصد الجوائز والتألق في دور العرض والمهرجانات المختلفة.
وينتمى الفيلم إلى الدراما الاجتماعية مع جانب تشويقي له طابع مستلهم من السينما الواقعية يبرز الجوانب المتعددة للثقافة السودانية التى لم يسبق لها العرض على شاشة السينما من قبل وذلك من خلال جميع عناصر الفيلم سواء الموسيقى أو طاقم العمل أو أسلوب التصوير.
وتوج الفيلم بنحو 25 جائزة عربية وعالمية من أبرزها الجائزة الكبرى لأفضل فيلم روائي طويل في الدورة ال27 من مهرجان (سونوما) السينمائي الدولي في كاليفورنيا ليحقق المعادلة الصعبة بين النجاح الجماهيري إلى جانب النجاح النقدي.
كما حصل الفيلم على جائزة الحرية لمهرجان (كان) السينمائي في نسخته لعام 2023 وجائزة أفضل فيلم افريقي في جائزة (سبتيموس) وجائزة (روجر إيبرت) في مهرجان شيكاغو الدولي للسينما وجائزة السينما من أجل الإنسانية وجائزة أحسن فيلم في مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في مصر وفي مهرجان بغداد السينمائي في العراق.
وأعلن مهرجان (مالمو) السويدي للسينما العربية ان (وداعا جوليا) سيفتتح النسخة ال14 من المهرجان المقرر اقامته في الفترة من ال22 إلى ال28 من أبريل 2024.
ويقول منتج الفيلم أمجد أبوالعلا في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان ظروف إنتاج وتصوير الفيلم كانت صعبة وفي أجواء سياسية وأمنية معقدة قبل أربعة أشهر من اندلاع الحرب.
وأضاف أبوالعلا انه "في ظل الاوضاع التي يشهدها السودان اتجهنا للانتاج الخارجي المشترك مستفيدين من خبراتنا السابقة ومن حكايات لم ترو بعد عن السودان".
وأكد ان السينما السودانية وبعد غياب لعقود شهدت خلال الخمسة أعوام الماضية حالة من الانتعاش في الانتاج السينمائي لتقفز إلى العالمية.
وحول مستقبل السينما في السودان يرى ابوالعلا ان الأمر رهين بمصير السودان نفسه مشيرا الى ان الانتاج السينمائي رهين بمغامرة تصوير وانتاج قصص الحرب الحالية لكن في مناطق آمنة لضمان سلامة طاقم العمل.
من جانبه قال المخرج محمد كردفاني بعد نجاح الفيلم في صالات العرض المصرية في لقاء مع (كونا) "تمنيت أن يعرض الفيلم في السودان ولدي شعور غير مفهوم أن تكون هذه الحرب التي أكرهها وأنادي بوقفها من أسباب تأثير الفيلم على الناس".
وأضاف كردفاني "لا يجب أن يتوقف الفن أو يؤجل أو يلغى فنحن نحتاجه في الظروف الحالكة أكثر من حاجتنا اليه في الظروف العادية".
ويعتبر الفيلم إنتاجا مشتركا يشمل مشاركين من السودان والسويد وألمانيا والسعودية وفرنسا ومصر وتدور أحداثه في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب عام 2011 ورغبة السودانيين في التعايش السلمي بعيدا عن النزاعات.
ويشارك في بطولة الفيلم الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف وعارضة الأزياء وملكة جمال السودان السابقة سيران رياك والممثل المخضرم نزار جمعة وقير دوينى الذي اختارته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سفيرا للنوايا الحسنة عن منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي. وتدور أحداث الفيلم حول المرأة الشمالية "منى" التي تعيش مع زوجها "أكرم" وتتسبب بمقتل رجل جنوبي ثم تقوم بتعيين زوجته "جوليا" التي تبحث عنه كخادمة في منزلها ومساعدتها سعيا للتطهر من الإحساس بالذنب.
يدور الفيلم على مدى ستة أعوام حتى انفصال جنوب السودان عن الشمال بعد استفتاء شعبي وخلال تلك السنوات تكشف لنا الدراما جانبا من طبيعة العلاقة بين الشماليين والجنوبيين على المستوى المجتمعي.(النهاية) م ع م / م ج ز

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على