كامل الشناوي.. حكاية عاشق اكتوى بنار الحب «من طرف واحد»

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

يفقد الشاعر إلهامه بمجرد أن تنطفئ بداخله نيران الحب والولع بالمحبوبة، لذا حرص معظم الشعراء على العزوف عن الزواج لفترات طويلة، خشية أن يفارقهم ذلك الوحي، الذي يحمل إليهم أعذب الكلمات، والبعض منهم قد يرسم في خياله صورة لتلك المحبوبة، حتى تكون هي الدافع بداخله لنظم أبيات الشعر، التي تتفاوت حبكتها الرومانسية طبقًا لتجربة كل شاعر، ومدى قسوتها عليه.

خدمت الظروف الشاعر كامل الشناوي، الذي سقط في غرام مطربة شهيرة، أحبها بل عشقها، لكنها أبت ألا تريح قلبه من الآلام، فذرف دموعًا، كتب بها أروع قصائده، وهي "لا تكذبي"، التي استوحى كلماتها من مشهد الخيانة الذي رآه بين تلك الفنانة وشخص آخر في عيد ميلادها، فكتب: "لا تكذبي إني رأيتكما معا.. ودعي البكاء فقد كرهت الأدمع.. ما أهون الدمع الجسور إذا جرى.. من عينِ كاذبةٍ.. فأنكر وادّعى".

جميع الدلائل الموثقة أشارت إلى أن الفنانة المقصودة بتلك القصيدة كانت هي "نجاة الصغيرة"، حيث كان الوسط الصحفي على علم بعشق الشاعر كامل الشناوي لها، لكنها لم تصرح يومًا بحقيقة ذلك الأمر، بل طاردت قضائيا كل من ادعى ذلك، وأولهم الكاتب الكبير مصطفى أمين، الذي كتب قبل 37 عامًا في جريدة "أخبار اليوم" صفحة كاملة عن الشاعر الولهان "كامل الشناوي"، وأشار إلى أنه كان شاهد عيان على ولادة قصيدة "لا تكذبي"، التي كتبها "الشناوي" بدموعه، وأن نجاة هي المقصودة، لدرجة أنه ذهب بها إليها ليسمعها الكلمات، فأجابت ببرود

"حلوة أوي لازم أغنيها"، دون أن تشعر أن تلك الكلمات لها، إلا أن نجاة أقامت دعوى قضائية ضد مصطفى أمين ولم تكسبها، لأنه لم يكتب اسمها صراحة بل أشار فقط إليها.

وروى الناقد الكبير رجاء النقاش أن الشناوى كان صاحب فلسفة خاصة فى حبه، فكان يرى أن الحب والعذاب فيهما شىء واحد، لافتًا إلى أن الشناوي لم يكن يميل إلى الحب السهل الخالى من الآلام، لذلك لم يتزوج ولم يعرف فى حياته إلا قصة حبه للفنانة نجاة الصغيرة، وكانت هذه التجربة العاطفية بالنسبة للشناوى، مليئة بالعذاب، فنجاة كانت تصغره بثلاثين عامًا، وكانت تحبه كحب الابنة لأبيها، بينما كان يعشقها هو كعشق الحبيب لمحبوبته، لكن نجاة تزوجت من "كمال منسي" في عام 1955، وتركت عاشقها غارقًا في دموعه، التي ولدت بداخله إنتاجًا شعريا متفردًا.

شارك الخبر على