كشف المستور في شخصية عرمان (٦)

أكثر من ٦ سنوات فى الراكوبة


في الحلقة الفائتة تحدَّثنا باستفاضة عن الانتهازية، أما موضوع هذه الحلقة فيدور حول الاستغلال بالمفهوم السياسي والذي لا يخرج عن دائرة "استخدام جماعة معينة كوسيلة لتحقيق أهداف مرحلية محدَّدة بطريقة ظالمة لمصلحة شخصية أو لفائدة جماعة أخرى". ودائماً ما يوظِّف الشخص المستغِل العلاقة الاجتماعية المستمرة بينه وبين الجماعة المستغلَّة بطريقة ذكية، ثم يتخلى عنها متى ما رأى أنَّه حقق غاياته أو أغراض الجماعة المحسوبة له. وقد يكون التخلي عن المجموعة بشق صفوها وخلق نوعاً من العداوة لتشتيتها وإضعافها، والبحث عن مجموعة أخرى لاستمرار دورة حياة الاستغلال. وفي أحايين كثيرة يتم "استقطاب حاد" لبعض أفراد المجموعة المستغلَّة للاستفادة منها لإنجاز مهام معينة ومحدودة وغالباً ما تكون تشويه صورة الجماعة الرئيسة. أما أساليب الاستغلال السياسي فمتعدِّدة ويتم اختيارها بناءً على الجمهور المستهدف، من حيث طيبته وسلامة نيته، أو عفويته أو لسذاجته، وليس لافتقاره إلى الذكاء والحكمة والحنكة، والصبر كما يتبادر إلى أذهان بعض الناس. فمن أدوات التأثير الفعَّال على الجمهور المستهدف استخدام الرموز المؤثرة التي تحمل معاني استجابة إيجابيَّة لرسالة معينة. وقد تكون الأداة صورة قائد ملهم للجماعة أو زعيم ديني أو علم وطني إلخ... ومهمة تلك الأداة هي خلق نوعاً من العاطفة تجاه الرسالة أو إقناع الجمهور للاستجابة الإيجابيَّة لها ودعم أصحابها بالتأييد بغض النظر عن الحقيقة العميقة من وراء الرسالة.
هذا، فلقد أشرنا في الحلقة الثالثة على عجل بشاعة استغلال صورتي الدكتور جون قرنق دي مبيور أتيم، والمعلِّم يوسف كوة مكي في شعار المسى الجديد "الحركة الشعبية لتحرير السُّودان- شمال" ناقصاً الجيش الشعبي. فالحق – والحق يُقال- إنَّ هذا الاستخدام لهي قمة الاستغلالية لهذين البطلين. ففكرة "السُّودان الجديد" بلا شك، نابعة من أفكار الدكتور قرنق العميقة والذي رحل فجأة وترك وراءه فكراً لم ولن يمت برحي --- أكثر

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على