لبنان الجديد والإعلام القبّيض (نقولا الشدراوي)

٣ أشهر فى تيار

نقولا الشدراوي-
كان ولا يزال الإعلام العميل المأجور يهاجم الأوادم ويهادن الزعران، يهاجم رجال الدولة ويهادن أذناب الميليشيات ، يهاجم دعاة الإصلاح والتفاهم والوحدة ويتملّق حماة الفساد والكيدية والتشرذم.أيام الوصاية والإحتلال وحكم الميليشيات كانوا يقبضون ويصمتون ، إذ كان "السحسوح" وازناً فوق رقابهم ، أما بعد زوال الإحتلال وانتشار لوثة المال، فُكّت عقدة لسانهم وأطلقوا لقلّة أخلاقهم العنان ، هم الجبناء الذين لم يفتحوا أفواههم أو يسخّروا أقلامهم أيام الإحتلال والوصاية إلا للإشادة بكل محتل وعميل ومهاجمة كلّ وطني حرّ .
بفضل الإعلام الفاسد المأجور أصبحَ الزعيم الإقطاعي الطائفي أو الميليشيوي الفاسد منقذاً وداعية إصلاح ، بينما الزعيم العصامي الإصلاحي النظيف والنشيط أصبح فاسداً عظيماً لا بل شيطاناً رجيماً .
لمَ لا يسأل الإعلام مثلاً عمّن يؤمّن الحماية لرياض سلامة ، ومن هو الزعيم الفاسد حامي الفساد الذي يحميه ؟
طيلة ٧ سنوات بقيت شحنة النيترات مخزنة في العنبر رقم ١٢ في مرفأ بيروت قبل أن تنفجر ،ولم يعلمنا بها أحد من وسائلنا الإعلامية الفذة . ولنفترض أنهم لم يعلموا بعد مرور كل تلك السنوات ، ألم يتحرك حسّهم الإعلامي عندما كان ينوي الرئيس حسان دياب زيارة المرفأ لتفقّد المواد المشبوهة وقيل له آنذاك إنها مجرد أسمدة زراعية ؟
أين كانوا عندما حصلت سرقة العصر في سوليدير ؟لماذا لم نسمع عنهم أو نقرأ لهم شيئاً عن هدر المليارات في التلزيمات خصوصاً في الأوتوسترادات ومعامل إنتاج الكهرباء ومطار بيروت ؟ماذا فعلوا عندما رُفعت فوائد سندات الخزينة إلى 40% ونُهبت جراء ذلك مليارات الدولارات من المال العام ؟
وماذا عن الكازينو وشراء السيارات الفاخرة من دون جمرك في العهود السابقة ؟
أما القروض السكنية وغير السكنية المدعومة من مصرف لبنان ، أين الإعلام الذي يفضح المسؤولين وأبناءهم ومحظياتهم المستفيدين منها ؟
لماذا لا يسأل الإعلام ولا يحاسب مَن رفضَ رفع تعرفة كهرباء لبنان منذ ١٩٩٢ لوقف خسائر المؤسسة وعجزها بمليارات الدولارات على مر السنين ؟
ثم أين مقالاتكم وتقاريركم الإعلامية عن مافيا الدواء والمحروقات والفيول والبنزين والمازوت المدعوم وغير المدعوم ؟ الحكومة دب فيها الحياء وفرضت عليهم رسوماً وضرائب ، أما أنتم فيعلو صوتكم باسم المافيات فقط عندما يُرفع الدعم ، لأنكم عملاء المافيات أيضاً تقبضون منهم دورياً فكيف تهاجمونهم ؟
فقط محترفون في بث السلبية والتبشير بالانهيار قبل عشر سنوات من حصوله ، لا ترون الإيجابيات إلا عندما ترون الدولارات في جيوبكم من السفارات و الميليشيات والمصارف والإقطاعيين ،فهنيئاً لكم في ما أنجزتموه لوطنكم.
ليس عتبي عليكم إنما عتبي على الأوادم الذين كان باستطاعتهم وضع حدّ لفساد إعلامكم بقوة الحق والقانون ولم يفعلوا .
ختاماًإن لبنان الجميل النظيف المضيء عائدٌ من جديد ، برغم إعلامكم الفاسد المأجور الزائف القبّيض .
كاتب سياسي

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على