سياسون عرب وأجانب حشد الجهود لإنهاء الصراع بالأراضي الفلسطينية وتحقيق السلام العادل

شهران فى كونا

إعادة مستكملة

من محمد المطيري

القاهرة - 20 - 2 (كونا) -— دعا سياسيون عرب وأجانب اليوم الثلاثاء إلى ضرورة حشد الجهود لنشر السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط ووضع حد للصراع الدامي في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي تشهد حرب إبادة جماعية.

جاء ذلك في كلمات متفرقة لعدد من المسؤولين العرب والأجانب السابقين في افتتاح أعمال المنتدى العالمي الثالث لثقافة السلام العادل الذي يقام بالشراكة بين وزارة الثقافة المصرية ومؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الذي يعقد في الفترة من 20 إلى 22 فبراير الجاري في القاهرة تحت رعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وحضور وزير الاعلام والثقافة الكويتي عبدالرحمن المطيري ووزيرة الثقافة المصرية نيفين الكيلاني.

وأكد هؤلاء المسؤولين أهمية مواجهة التحديات الراهنة من خلال إرادة وطنية صلبة تنهض بشعوب المنطقة العربية متحدية كل العقبات لتحقيق تطلعاتها في حياة حرة كريمة لمستقبل أجيالها معتبرين أنه لا تنمية بدون سلام ولا سلام بدون عدالة.

ومن جهته أكد رئيس مجلس الأمة الكويتي السابق مرزوق الغانم أهمية الارث الذي تركه الشاعر والاديب الكويتي الراحل عبد العزيز البابطين معتبرا إياه شخصية عالمية وصانع سلام ورائد تنمية أثرى الثقافة العربية في ربوع العالم العربي.

واستذكر الغانم مآثر الراحل عبدالعزيز البابطين منذ بدايات عمله في مرحلة الشباب الى اخر لحظة من عمره وتكريسه حياته في العمل والاجتهاد ونشر مفاهيم السلام في الدول العربية كافة.

وأضاف الغانم "حصلت بفضل الله وكرم من الشعب الكويتي شرف تمثيل المجلس في 8 فصول تشريعية ورئيسا لثلاثة مجالس ألقيت خلالها العديد من الكلمات في الكثير من المحافل لكني وجدت صعوبة في كتابة كلمتي هذه".

وأشار إلى صعوبة لغة الضاد في وصف شخصية مثل عبدالعزيز البابطين مضيفا "لن أتحدث عنه كالعم او رجل الأعمال أو الاديب وصاحب الأيادي البيضاء أو المحسن الكبير أو الوطني الغيور أو الأب الحنون فهذه صفات أغلب من في القاعة يعرفها لكني سأتكلم اليوم عن الشاب عبدالعزيز البابطين حتى تتعلم الأجيال وتبقى قصته قدوة ومصدر إلهام".

واستعرض الغانم سيرة عبدالعزيز البابطين ومشواره في الحياة مطالبا الشباب بأن يتخذوا العبر من هذه السيرة.

وأضاف أن البابطين يعد انعكاسا لصلابة الشخصية الكويتية التي تضع مصلحة الوطن فوق كل مصلحة رغم ما تعرض له من هجمات في بعض الأحيان متسائلا "أو ليست هذه أخلاق السلام".

وشدد الغانم على أن الراحل خلد لنا مكتبة عظيمة ذاخرة تاركا لنا ذرية كريمة مضيفا "كان البابطين شخصية عالمية وصانع سلام ورائد تنمية".

ومن جانبه دعا رئيس وزراء لبنان الأسبق فؤاد السنيورة في كلمته إلى "ضرورة مواجهة العديد من العقبات أهمها التحديات الراهنة في منطقتنا العربية لاسيما ما يحدث من مجازر بشعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل الكيان الصهيوني".

وقال إن "الاضطراب الضارب في فلسطين وغيرها من الدول العربية يزداد انتشارا" داعيا إلى "أن يهب العالم العربي هبة واحدة للتحرر من حالة الشتات والتشرذم ومواجهة تفشي الصدامات والنزاعات التي تفتك بنا".

وأضاف "إن لم نبادر بالتحرك معا سنفشل في تحويل الحق إلى استحقاق في فلسطين وفي لبنان وفي كل بلد من بلداننا العربية التي تعاني من التدخلات الخارجية ومن استعصاء مزمن داخليا على الاصلاح من أجل تعزيز الحوكمة الصحيحة والمحاسبة الدستورية للجميع.

من جهته أكد الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى في كلمته أن القضية الفلسطينية هي قضية أمن وقضية ثقافة وقضية تنمية ولا يمكن تحقيق السلام بدونها.

ودعا موسى إلى ضرورة حشد الجهود العربية والاقليمية والدولية لنشر السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط ووضع حد لحرب الابادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.

وقال إن "الدولة الفلسطينية الحقيقية القادرة على البقاء هي الهدف أن نعترف به اليوم أما التفاصيل فتأتي بالمفاوضات فقيام دولة فلسطين ليست من الأمور التي يمكن تأجيلها".

وأضاف أن "ما حدث في 7 أكتوبر يجب البناء عليه والتفسير الحقيقي له أنه رد فعل ضد سياسة الظلم التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة وسوء معاملة الشعب الفلسطيني" داعيا إلى تأييد الموقف الفلسطيني لمواجهة التحديات الراهنة.

وأكد موسى أن التحدي الثقافي الأكبر هو مواجهة الخطر الثقافي على مجتمعاتنا العربية حرصا على السلام بين الثقافات وعلى دور تلك المؤسسات في الحفاظ على السلام العادل والتاريخ الثقافي والحضاري للمجتمعات المختلفة ومنها المجتمع الفلسطيني.

وأوضح أن "صراع الحضارات لا يقتصر فقط على إسرائيل وسياساتها بل هناك ما يجري في بعض دول آسيا وأوروبا ضد المسلمين ويجب التوصل إلى سلام عادل".

من ناحيته أكد رئيس تيار الحكمة في العراق عمار الحكيم في كلمته أن ما يتعرض له الشعب في فلسطين في غزة والضفة من إبادة جماعية تحت مبررات غير منطقة وتحت صمت دولي مريب تعد من أبرز التحديات التي تواجه إرساء ثقافة السلام ودفع عجلة التنمية بالمنطقة.

وأوضح أنه "لا يمكن الحديث عن السلام دون إرادة حقيقية ولا يمكن تطبيقها بالارادة بدون قدرة حقيقية" مشيرا إلى أن صناعة السلام لا يمكنها إنتاج سلام دائم بدون آليات جدية لحفظ هذا السلام.

وأشار إلى أن هذه الاليات لا يمكن اكتمالها من دون عملية تنموية لبناء السلام واستدامته بشكل نافع ودائم موضحا أن السلام العادل يتضمن حماية حقوق الانسان وضمان الحريات الاساسية للجميع ويشمل الحق في الحياة والحرية والسعي نحو العيش الكريم.

وقال الحكيم إن خيار السلام العادل أشمل وأوسع من قيام الصراعات ويقوم على أسس العدل والتسامح واحترام حقوق الانسان ونحن في أمس الحاجة إليه من أجل حماية حقوق الانسان ويشمل حقه في الحياة والحرية والعيش الكريم.

وأضاف "لا يمكن أن نتخيل وجود تنمية حقيقية ووجود سلام دائم بوجود أراض محتلة وحقوق مسلوبة وسياسات تدميرية ومتهورة تؤثر على أمن شعوبنا ودولنا".

وأكد أن "القضية الفلسطينية ليست شعارا سياسيا بل هي قضية تمسك إرادة المواطن العربي والمسلم ولا يمكن التغاضي عنها أو تعويمها بأساليب بعيدة عن معنى الكرامة الانسانية".

ودعا الحكيم إلى اعتبار التنمية المستدامة في المنطقة العربية هي القضية الأولى لدولنا وحكوماتنا ومجالسنا التشريعية كل حسب اهتماماته وأن نشهد خطوات عملية ذات أولوية بنتائج الاجتماعات الدورية لجامعة الدول العربية والمنظمات العربية والإسلامية لتأمين مستقبل أفضل لأجيالنا وتحقيق حياة كريمة.

كما دعا إلى ضرورة الاستفادة من المشاريع العربية في التنمية المستدامة مثل مشروع الكويت في مجال الطاقة المتجددة والبنى التحتية كمشروع مدينة الحرير الذي يهدف الى تقليل الاعتماد على النفط ومشاريع قطر لتعزيز التنمية المستدامة ونقل المياه بالاردن وغيرها.

من جانبه قال الرئيس التركي السابق عبدالله غول إن "أهم الركائز الأساسية للحياة هي أن ننعم بالسلم والسلام ونحن اليوم نعيش في عالم هش للغاية وهناك الكثير من المشاكل التي تبعدنا عن ثقافة السلام".

وشدد على أن الشرق الأوسط يحتاج إلى السلام أكثر من أي وقت مضى مبينا أن ما حدث في العراق وسوريا أثر بشكل سلبي على التنمية في الشرق الأوسط وأصبح له مخرجات سلبية على دول المنطقة ولم نتعاف بعد من هذه الأزمات.

وأكد غول أن الجرائم التي ترتكب في غزة من الصعب أن يتقبلها أي ضمير إنساني وكذلك احتلال الأراضي الفلسطينية بشكل غير عادل وغير قانوني مشيرا إلى استشهاد أكثر من 30 ألف شخص 35 في المئة منهم من الأطفال "وستكون كارثة إن لم نضع حد لهذا الوضع ولابد من محاسبة إسرائيل".

وأشار إلى أهمية حل هذه الأزمة من خلال حل الدولتين حتى يعم السلام مضيفا "اننا نحتاج إلى وقف إطلاق نار دائم ونحتاج إلى دم جديد للتعاون".

ولفت الى أهمية العودة الى مائدة المفاوضات من خلال إرسال بعثة تاريخية إلى فلسطين لوقف جذور الحرب قائلا "حان الوقت لأن نخرج من الظلام إلى النور".

من جانبه أكد رئيس ألبانيا الأسبق إيلير ميتا أن السلام لا يمكن تحقيقه من دون احترام حقوق الإنسان والمساواة الاجتماعية والحقوق الأساسية في الحرية والأمن.

وأضاف "نحن نعيش في عالم مليء بالحروب والوضع المأساوي الذي نعيشه الآن ليس فقط في فلسطين ولكن في العديد من الدول ولابد من التوصل لحل الدولتين لمعالجة المشكلة على مستوى الشرق الأوسط".

وأشار الى التدهور البيئي وندرة الاحتياجات الأساسية التي يعاني منها الكثير من سكان العالم فضلا عن تأثير التغيرات المناخية على الدول من كوارث طبيعية وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير مما ادى إلى ارتفاع أسعار الغذاء وزعزعة الاستقرار مشددا على ضرورة إرساء السلام لإقامة التنمية المستدامة.

وأكد ميتا أن المؤسسات السياسية عليها ضمان سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان مشددا على ضرورة بناء الثقة وحماية حقوق الشعوب ودعم السلام والعدالة الاجتماعية والقضاء على التمييز وتنمية المجتمعات المهمشة.

وعدد المشاركون والمتحدثون خلال فعاليات المنتدى مناقب ومآثر الراحل عبد العزيز سعود البابطين ودوره الثري في نشر الثقافة العربية في مختلف ارجاء العالم العربي موضحين أن البابطين عمل بهمة عالية طوال عقود في رعاية الشأن العربي قديمه وحديثه.

وأشاروا الى منح مؤسسة البابطين الكثير من الجوائز للشباب العربي في مختلف فروع الثقافة مؤكدين ان البابطين هام بالشعر العربي باعتباره خيارا وتحديا كبيرا.

ويعقد المنتدى العالمي الثالث لثقافة السلام العادل في القاهرة بالشراكة بين وزارة الثقافة المصرية ومؤسسة عبد العزيز سعود البابطين ويستمر حتى 22 فبراير الجاري بحضور نخبة من رؤساء الدول والحكومات ورؤساء البرلمانات والوزراء ومشاركة كبيرة من السياسيين والمفكرين والمثقفين والاعلاميين من مختلف دول العالم. (النهاية)

شارك الخبر على