حول الصراع المسلح في السودان وافاق التسوية

أكثر من ٦ سنوات فى الراكوبة

قبل دخول المستعمر التركى للسودان لم تك هنالك ثمة دولة واحدة كانت تبسط سيطرتها على السودان الحالى (الجنوب والشمال). وحين حكم الانجليز السودان قاموا بطريقة اعتباطية برسم الحدود النهائية للدولة. هذه الحدود لم تراعى البنية الديموغرافية اوالثقافية للمجتمع السودانى. ان طبيعة المجتمع السودانى تتميز بالحركة المستمرة والاختلاط. والحركة اما حركة داخلية حيث يتحرك الرعاة مثلا الى مناطق الكلأ والعمال الزراعيين الى مشاريع الزراعة, او حركة عبر الحدود واوضح امثلتها التدفق المستمر للمهاجرين والعابرين من شرق السودان وغربه وجنوبه. وعلى الرغم من انتشار الاسلام واللغة العربية فى معظم تراب الوطن وعلى الرغم من الدأب الشديد للنخب الحاكمة والذى ظل يسعى الى تشجيع او فرض الهوية العربية الاسلامية الا ان السودان ظل محتفظا بالتنوع والتعددية الثقافية والديموغرافية.

ان الصراعات المسلحة فى السودان ما انفكت تصور على انها صراعات حول السلطة والثروة وهذا محض توهم . والسودان هو القطر الافريقى الثالث من حيث المساحة ويعد من اغنى الدول الافريقية باراضيه الصالحة للزراعة ومياهه وثرواته فى باطن الارض. لهذا فان اى نظام حكم عادل يستطيع ان يجد طريقة مثلى لتوزيع السلطة بين مجموعات المجتمع السودانى المختلفة. اما موضوع الثروة فتدحضه الامثلة الجيدة لدول استطاعت ان تسخر مواردها الشحيحة وتوفر لشعوبها عيشا كريما ورفاهية عالية, خذ هولندا كمثال, فهى تتمتع بغنى مميز وبمعدل رفاهية هو من اعلى المعدلات فى العالم على الرغم من ان مساحتها اصغر من مساحة اصغر ولاية من ولايات السودان.

لقد قامت النخب السياسية المختلفة التى تعاقبت على حكم السودان بفرض الهوية العربية الاسلامية على بلد يتميز بالتنوع والتعددية. وقد شعرت الاقليات الاثنية والدينية والجهوية وغيرها ومنذ وقت مبكر بانها وان اشتد دأبها للحاق بقطار التعريب والاسلمة المتسارع, فانها سوف لن تجد لها الا مقاعد قليلة فى الدرجات الدنيا منه. و --- أكثر

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على