صعيدي كسر التقاليد وقتله «إدمان المسرح».. ما لا تعرفه عن فاخر فاخر

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

ملامح سينمائية من الطراز الأول، دفعت بصحابها إلى تجسيد مختلف الأدوار، حيث نجح في تطويعها لخدمة أدوار الشر تارة، والأدوار الخير والطيبة تارة أخرى، لكن ورغم ذلك لم تتح له فرصة الفوز ببطولة مطلقة، ومات قبل أن يشاهد أدواره في ثلاث أفلام من أروع أعمال السينما المصرية، وهى "شفيقة القبطية وألف ليلة وليلة والمماليك".

في التقرير التالي نرصد لكم لقطات من حياة الفنان الراحل فاخر فاخر..

صعيدي تمرد على التقاليد

اسمه بالكامل فاخر محمد فاخر، إلا أنه اشتهر فنيًّا بـ "فاخر فاخر"، وهو من مواليد الصعيد، تحديدًا في مركز "أبو تيج" التابع لمحافظة أسيوط يوم 3 مارس من عام 1912.

تملك منه حب الفن، لكن بحكم نشأته في أسرة صعيدية، واجه صعوبة بالغة في بداية مشواره الفني، حيث اعترضت أسرته على تلك المهنة، لكنه أصر على المضي قدمًا في طريق الفن، خاصة بعدما اكتشفه الفنان أحمد علام، وأقنعه  بضرورة الالتحاق بمسرح رمسيس.

وقدم على خشبة مسرح "رمسيس" العديد من العروض منها: "منها في بيتنا رجل"، و مسرحية "شجرة الدر"، و"غرام لص"،  و"المحروسة" و"السلطان الحائر" و"اللعب بالنار"، وبعد فترة من العمل قدم استقالته وتوجه للعمل السينمائي.

وكانت أول تجاربه السينمائية مع الفنانة الراحل أمينة رزق، وسليمان نجيب، في فيلم "قلب امرأة" عام 1940، ثم توالت الأعمال السينمائية تباعًا، حتى وصلت إلى ما يزيد على 70 فيلمًا، شارك خلالهم بالتمثيل أمام كبار النجون والفنانين، من بينهم فريد شوقي، إسماعيل ياسين، أحمد مظهر، شكري سرحان، صباح، نادية لطفي، شادية، فريد الأطرش، و الكثير.

ومن أشهر أفلامه: "الخرساء، وصلاح الدين الأيوبي، وأولاد الفقراء، والبؤساء، وسلامة واليتيمتان، ومغامرات عنتر وعبلة، والبيت الكبير، وكرسي الاعتراف، وبيومي أفندي، والأفوكاتو، مديحة وكيد النساء، وأولاد الشوارع.. وغيرهم الكثير"، قدمهم على مدار 20 عامًا تقريبًا.

على الرغم من كثرة ظهوره الفني بداية من عام 1940 حتى عام 1960، إلا أنه لم يحقق النجاح الذي تمناه طوال حياته، نظرًا لأنه لم يحالفه الحظ في الحصول على دور بطولة واحد، كالعديد من أبناء جيله.

حياته الشخصية

تزوج من الفنانة "ابتسام" التي تخلت عن فنها تقديسًا لحياتها الزوجية، وأنجبا بعد عام واحد ابنتهما الوحيدة "هالة"، التي واجهت هي الأخرى صعوبة بالغة من أجل إقناع والدها بامتهان الفن.

وكان حريصًا ألا ينشغل عن بيته وعن تربية ابنته، فكان يقضى ساعات طويلة فى منزله يمارس الأعمال المنزلية كالنجارة والسباكة وما إلى ذلك.

جمعته بأسرته الصغيرة العديد من الصور الخاصة في المنزل، وأصبحت ابنته "هالة" فاخر نجمة غلاف مجلة "الإثنين" وهي لم تزل طفلة صغيرة.

مرضه ورحيله

البداية كانت بإصابته بأزمة قلبية في عام 1955، وبأخرى في عام 1958 أثناء وجودة بدولة الكويت، وفي عام 1960 أُجريت له جراحتان أحدهما في القلب، وكان ذلك على نفقة الدولة بأمر من الوزير ثروت عكاشة .

نصحه الطبيب بالراحة التامة والالتزام بتناول أطعمة معينة، ولحبه للفن وإدمانه للمسرح لم يعمل بهذه الوصية وظل يعمل حتى آخر يوم فى حياته فقد عمل فى مسرحية "السلطان الحائر" وهو مريض وكذلك فى مسرحية المحروسة، حتى إنه صور دوره فى فيلم الخطايا وهو فى المستشفى يتلقى العلاج.

إلى أن جاء ذلك اليوم الموعود حينما كان متوجهًا لحضور اجتماع بالمسرح القومي، وفي الطريق له سقط مغشيًّا عليه إلا أنه استفاق وأصر على الذهب حضور اجتماع المسرح، خاصة وأنه كان شديد الإخلاص لعمله، وما إن وصل حتى راح فاخر فاخر فى غيبوبة عميقة، ووصل النبأ إلى زملائه فى الاجتماع فأسرعوا إليه وركبت بجواره أمينة رزق وأسرعت بالسيارة إلى مستشفى الجمهورية، وفي 1 ديسمبر 1962 رحل الفنان الكبير عن عمر ناهز 50 عامًا.

شارك الخبر على