عموتة.. «النهاية السعيدة» بتضحيات «النشامى»

أكثر من سنة فى الإتحاد

مراد المصري (أبوظبي)بعد 20 عاماً من المشاركة الأولى في نهائيات كأس آسيا في عام 2004، نجحت الكرة الأردنية أخيراً من الوصول إلى مبتغاها، في حلم تحول إلى حقيقة بانتظار «النهاية السعيدة» في المباراة النهائية لنسخة 2023، التي سيخوضها منتخب «النشامى» يوم السبت المقبل على ملعب لوسيل في العاصمة القطرية الدوحة.ما حققه المنتخب الأردني من إنجاز تاريخي في المشاركة الخامسة في النهائيات الآسيوية، لم يأتي وليد الصدفة، وإنما بعد أجيال متعاقبة، حيث كانت البداية القوية التي أعلن فيها «النشامى» عن أنفسهم مع المدرب المصري الراحل محمود الجوهري، ببلوغ ربع النهائي في نسخة 2004 في الصين، ثم التأهل إلى ذات الدور مع المدرب العراقي عدنان حمد في نسخة عام 2011، وبعد الخروج المبكر من الدور الأول في نسخة عام 2015، عاد المنتخب ليقدم أداءً قوياً في نسخة عام 2019، لكنه غادر في الدور الثاني بشكل مفاجئ أمام فيتنام، لينجح هذه المرة من الذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة، والتواجد في المباراة النهائية لأول مرة في تاريخه.ويمكن ربط هذا الإنجاز بشكل مباشر بالتضحيات الكبيرة التي بذلها لاعبو «النشامى»، حيث اختار عدد كبير منهم خوض غمار تجارب احتراف خارجية، في ظل ما تعانيه المسابقة المحلية والأندية من ضعف مردود مادي وترويجي، وتراجع فني.ويقدم موسى التعمري لاعب مونبيليه الفرنسي، درساً في الإرادة، بحثاً عن خوض تجربة مع نادٍ أوروبي كبير، وهو الذي استهل على عاتقه رحلة احتراف خارجية في ملاعب قبرص ثم بلجيكا، وحالياً فرنسا، بانتظار أن تساهم هذه البطولة بمنحه الفرصة التي طال انتظارها خصوصاً أنه يقف على مفترق طرق بعمر 26 عاماً.ويتواجد يزن النعيمات في صفوف الأهلي القطري، ويزن العرب الذي انتقل إلى معيذر القطري قبل أيام من الشرطة العراقي، ويتواجد يزيد أبو ليلي حارس مرمى المنتخب المتألق في دوري الدرجة الأولى السعودي وليس دوري المحترفين، مع فريق الجبلين، فيما اختار لاعبون التوجه للعب في ماليزيا وليبيا ولبنان وغيرها، في الوقت الذي يظهر الحضور الأكبر من أندية الوحدات والفيصلي والحسين أربد على الصعيد المحلي في قائمة الفريق.ويبلغ إجمالي القيمة السوقية للمنتخب الأردني بحسب موقع ترانسفر ماركيت، نحو 13.65 مليون يورو، ورغم ذلك فإن الشجاعة التي ظهر عليها في هذه البطولة، جعلته يتفوق على منتخبات تفوقه على صعيد القيمة المالية والفنية، وآخرها كوريا الجنوبية في نصف النهائي.من جانبه نال المغربي الحسين عموتة مدرب «النشامى»، الإنصاف من الجماهير والإعلام الأردنية، وذلك بعد صدمة البدايات له مع الفريق، والتي تخللها الخسارة بسداسية أمام كل من النرويج واليابان، إلى جانب التعادل بشق الانفس أمام طاجيكستان في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم، والانتقادات بسبب إيقاف المسابقات المحلية لفترة أطول من المقرر، لتحضير المنتخب لخوض النهائيات، قبل أن يثبت صحة قراراته ورؤيته الفنية، على أمل أن ينجح بكتابة التاريخ بإحراز اللقب القاري.

شارك الخبر على