خبراء إسرائيل تتوغل بشراسة داخل دول حوض النيل.. وتسهم في بناء سد النهضة

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

تعد زيارة نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى كينيا والتي التقى خلالها عددا من رؤساء الدول الإفريقية، بالإضافة إلى افتتاح سفارة جديدة لإسرائيل برواندا، إحدى الطرق التي تستخدمها إسرائيل للتوسع والتوغل فى القارة الإفريقية بهدف التضييق على مصر، حسب ما أكده خبراء بالشأن الإفريقي.

قال اللواء يحيى كدواني، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي بعدد من زعماء الدول الإفريقية وسعيه للتوغل داخل القارة السمراء جاء نتيجة وجود عدد من الانقسامات والصراعات المحتدمة بالمنطقة العربية، وغياب دور الجامعة العربية، وعدم التوافق العربي فى الدفاع عن الأمن القومى العربي بشكل فعال، وعدم منع التدخل الأجنبي فى الشئون العربية، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يؤدى لفتح المجال على مصراعيه للتحرك الإسرائيلي على مدى واسع وتوطيد علاقتها مع دول العالم عامة والدول الإفريقية بشكل خاص.

وأوضح كدواني، فى تصريح لـ«التحرير» أن «إيران وإسرئيل وغيرهما» يسعون للتوغل داخل الدول الإفريقية وتحاول التقليل من الأنظمة العربية، لافتًا إلى وجود خطط من جانب هذه الدول تستهدف الإضرار بالدول العربية، ومحو ثقلها الإقليمي والدولي.

وتابع: «إسرائيل دعمت إثيوبيا فى إنشاء سد النهضة، وأجرت اتصالات مع دول حوض النيل بهدف التضييق على مصر، وخلق مشكلات تهدد الأمن القومى المصري، وذلك من أجل أن تأمن إسرائيل لأمنها القومي»، لافتًا إلى أن إسرائيل تنجح فى ذلك بسبب عدم وعى الدول العربية بخطورة التدخل الأجنبي فى الشئون العربية.

وعن تصريحات الوزيرة الإسرائيلية «جيلا جملئيل» المطالبة بتوطين الفلسطينيين فى جزء من سيناء لحل القضية الفلسطينية، أشار كدواني، إلى أن هذه التصريحات تهدف لإحداث فرقعة إعلامية، وقد اعتدنا ذلك من الجانب الإسرائيلي، مؤكدًا أن القيادة السياسية لن تسمح بالمساس بحبة رمل واحدة من أرض مصر.

واستطرد: «بتماسك الشعب المصري ووحدته الوطنية ووقوفه خلف القيادة السياسية الرشيدة التى نثق فى قدرتها لن يؤثر فيها ما يحدث».

الدكتورة نانيس فهمي الباحثة في الشئون الإفريقية قالت لـ"التحرير" إن إسرائيل تعد من القوى الإقليمية في الشرق الأوسط ولها تاريخ طويل كدولة استعمارية لها أهدافها التوسعية، ومياه النيل هي هدف استراتيجي لها حتى إن ثمة شعارا لهم، سواء في العلم الإسرائيلي أو حتى العملة لديهم، يحمل خريطة توسعهم من النيل إلى الفرات، ومهما اختلف رؤساؤها فالجميع ينفذون هذا الهدف الاستراتيجي ولن يتخلوا عنه.

وأضافت "فهمي" أن توغل إسرائيل في القارة الإفريقية ليس بجديد، ولها علاقاتها القوية وموجودة اقتصاديا وعسكريا وحتى ثقافيا ورياضيا، ووجودها في إفريقيا بهذا الشكل هو نوع من أنواع الوجود والسيطرة على القارة الإفريقية واستفادت إسرائيل من تراجع الدور المصري بالقارة الإفريقية في فترة التسعينيات وتوغلت أكثر بعلاقاتها، وافتتاحها للسفارة الإسرائيلية في رواندا، لأن بها تجربة للإصلاح وإعادة البناء بعد سنوات من الحرب، لذا زارها الرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن جولته الإفريقية التي شملت رواندا وتشاد والجابون.

وأشارت "فهمي" إلى أن إسرائيل استطاعت أن تلمس مشكلات القارة الإفريقية في مختلف المجالات حتى سد النهضة تساعد إثيوبيا في بنائه، وهذا يعود إلى إدراكها لأهمية العلاقات مع إفريقيا وكونها المستقبل لما تحويه من أهمية سواء اقتصايا أو سياسيا، موضحة أن مصر في حاجة إلى آلية المتابعة والتواصل في علاقاتها مع الدول الإفريقية وكذلك التعامل أكثر وأعمق مع مشكلات الدول الإفريقية وتقديم معونات حقيقية فاعلة لهم.. فالأهم هو نوعية المساعدات ثم عددها حتى تتمكن من إثبات وجودها وموازنة الوجود الإسرائيلي في القارة الإفريقية.

الدكتور محمد حجازي عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، ومساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الإفريقية، قال لـ"التحرير" إن: "التحركات الإسرائيلية في إفريقيا تسبق هدف حصولها على مقعد غير دائم بمجلس الأمن، ولا بد من أن تتابع مصر هذا النشاط وتضعه في نصابه، لافتا إلى أن الدول الإفريقية تسعى إلى تحقيق مكاسب تنموية قد تقدمها إسرائيل من خلال خبراتها في مجالات متعددة لما تتميز به في التعامل مع المجالات المهمة بالقارة مثل الزراعة والري.

وأضاف حجازي أن مصر تسعى إلى تنفيذ سياسات فاعلة تجعلها أقرب للدول الإفريقية ومن بين هذه السياسات دعم القارة في المجال التنموي وعقد المؤتمرات الاقتصادية مثل مؤتمر الكوميسا الذي عقد بشرم الشيخ في فبراير الماضي، وكذلك مؤتمر إفريقيا 2017 الذي سيعقد مع بداية شهر ديسمبر المقبل، وهذه المؤتمرات يخصصها الرئيس عبد الفتاح السيسي للاستثمار في إفريقيا.

وأشار حجازي إلى أن الأنشطة التي تقوم به مصر، بالإضافة إلى مشاركة الرئيس في القمم الإفريقية، علاوة على النشاط الذي تقوم به الأجهزة والمؤسسات الإفريقية، والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية جميعها عوامل تسهم في تعزيز علاقات مصر الإفريقية والتي مع زيادتها وتنميتها يمكن أن تشكل حائط الصد الذي يواجه أي نشاط مغاير لمصالحنا الوطنية في القارة الإفريقية، ولذلك لا بد من المتابعة لأي نشاط قد يتعارض مع مصالحنا المهمة والضرورية ولكن الأهم هو إبقاء مستوى العلاقات الإفريقية في جميع المجالات في أعلى معدلات التنفيذ والدعم والمشاركة الفعالة، ودون أن نستشعر وبشكل غير مبرر القلق من أي نشاط من حق الدول الإفريقية القيام به، ومن حق أي دولة ساعية لتحقيق مصالحها، متابعته وتنفيذه، ويجب فهم الرسائل ومعرفة أن حضورنا القوي وحده هو الكفيل بالتصدي لأي أنشطة قد تأتي على حساب المصالح المصرية والعربية.

جدير بالذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعرب أثناء مشاركته أمس في حفل تنصيب الرئيس الكيني أوهورو كينياتا عن أمله في أن تنضم إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي بصفة مراقبا، قائلا: "لدينا ثقة بمستقبل إفريقيا، وأرغب بشدة في التعاون شخصيا مع أي دولة من الدول الإفريقية، بل مع الاتحاد الإفريقي".

شارك الخبر على