إمارات العطاء
أكثر من سنة فى الإتحاد
شاركت الإمارات العالم، أمس الأول، إحياء اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة الذي يصادف الثلاثين من يناير، والذي كان هذا العام تحت شعار «نتحد.. نعمل.. نحقق الهدف»، وهو اليوم الذي جرى اعتماده إثر الجهود الدبلوماسية الرائدة لدولة الإمارات مع شركائها، حيث جرى الإعلان في منتدى بلوغ الميل الأخير الذي استضافته عاصمتنا الحبيبة أبوظبي في عام 2019، واعترفت به بعد ذلك رسمياً منظمة الصحة العالمية.كانت المناسبة سانحة للإضاءة على الإسهام الإماراتي المتميز لمشاركة العالم جهوده للقضاء على هذه النوعية من الأمراض التي تفتك بمئات الألوف من البشر في دول عدة، وبالأخص القارة الأفريقية، حيث تتعطل الطاقات والموارد، وتنال من مسارات التنمية فيها.سانحة استحضرنا معها الدور الاستثنائي لقائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي أطلق عام 2017، صندوق بلوغ الميل الأخير، والذي أُعلن عن زيادة ضخمة في حجمه لترتفع مخصصاته إلى 500 مليون دولار أميركي لدعم جهود القضاء على اثنين من الأمراض المدارية المهملة في قارة أفريقيا.في منتدى بلوغ الميل الذي أقيم على هامش أضخم مؤتمر للعمل المناخي «كوب 28» الذي استضافته الإمارات أواخر العام الماضي، انضمت الدولة إلى عدد من قيادات الدول الأفريقية والشركاء العالميين في التعهد بتقديم أكثر من 777 مليون دولار أميركي لمكافحة الأمراض المدارية المهملة.نهج تواصل معه الإمارات العطاء بجهودها ومبادراتها المتعددة لتحقيق عالم خال من الأمراض المدارية المهملة التي تؤثر على حياة أكثر من 1.6 مليار نسمة، امتداداً للنهج الراسخ الذي حدده الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي كان، رحمه الله، قد قدم في عام 1990 إلى مركز كارتر تبرعاً شخصياً سخياً لاستئصال مرض دودة غينيا، وهو أحد الأمراض المدارية المهملة، حيث شكل ذلك التبرع الكريم «باكورة» التزام قيادة دولة الإمارات بالقضاء على المرض الذي امتد عقوداً من الزمن.وقد «أسهمت الشراكة الطويلة الأمد والمستمرة للإمارات مع مركز كارتر في منع 80 مليون حالة من مرض دودة غينيا، حيث لم يتم الإبلاغ سوى عن 13 حالة فقط على مستوى العالم في عام 2023، وسيكون المرض ثاني مرض بشري يتم استئصاله في تاريخ الإنسانية»، كما جاء في التقارير الواردة بالمناسبة.إسهام إماراتي متميز يقود اليوم الجهود العالمية للتصدي للأمراض والأوبئة التي تعصف بالعديد من المجتمعات في مناطق عدة من العالم. حفظ الله إماراتنا عاصمة للإنسانية ومنارة للخير والعطاء.