بعد إشعالها احتجاجات في باكستان.. ما أهداف حركة «لبيك يا رسول الله»؟

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

كتب: محمود عبد العزيز
اندلعت أزمة بين الحكومة الباكستانية وإسلاميين ينتمون إلى حركات وأحزاب سياسية، على رأسها حركة "لبيك يا رسول الله"، بعد تعديل مادة دستورية تنكر أن الرسول هو خاتم الأنبياء، الأمر الذي تسبب باحتجاجات عارمة في إسلام أباد.

وشهد الشارع الباكستاني صدامات خلال الأسبوعين الماضيين أسفرت عن سقوط قتيلين وجرح 250 شخصا، ما دفع الحكومة لطلب الجيش التدخل وإعادة الهدوء إثر إغلاق المحتجين لشارع رئيسي يربط إسلام أباد بمدينة روالبندي المجاورة، وحاول بعض المحتجين أيضا الوصول إلى منزل وزير العدل زاهد الحامد، واقتحامه، ما ألحق أضرارا بالموقع.

وامتدت الاحتجاجات إلى مدن أخرى في البلاد، بينها روالبندي وكراتشي ولاهور، وفقا للصحف المحلية، وقد أصدرت السلطات الباكستانية أوامرها لشبكات التلفزيون الخاصة في البلاد بالامتناع عن تصوير ما يحصل بالشارع وحصرت الأمر بالقناة الحكومية.

ورغم تراجع الحكومة واعترافها بالخطأ، إلا أن ذلك لم ينه الغضب الذي سيطر على الحركات الإسلامية، التي اتهمت وزير العدل زاهد الحامد، بتغيير القسم البرلماني عن عمد بغرض إرضاء بعض الأقليات في البلاد، وقادت حركة "لبيك يا رسول الله" غضب المواطنين الباكستانيين تجاه الحكومة.

وفي هذا التقرير نلقي الضوء على واحدة من أحدث الجماعات الإسلامية في باكستان، والتي اعتبرتها المحكمة العليا تسير على خطى الإرهاب.

النشأة

في الأول من أغسطس 2015 اجتمع 72 شخصًا بمدينة كراتشي ليعلنوا عن تشكيل حزب إسلامي يطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في كافة مواد القانون الباكستاني، أطلقوا عليه "تحريك لبيك باكستان"، واستغل الحزب من ظروف إعدام "ممتاز قدري" أداة للحشد والاستقطاب.

و"ممتاز قدري" هو ضابط شرطة إسلامي كان يحرس "سلمان تيسير" حاكم إقليم البنجاب، واغتاله في عام 2011، بعد دفاع "تيسير" عن إحدى المواطنات المسيحيات التي هاجمت الإسلام، ومطالبة الأخير بتعديل قانون منع ازدراء الأديان "التجديف"، المحظور لدى الحركة الإسلامية في باكستان، الذي يعاقب من يهين الإسلام بعقوبة الإعدام.

النشاط السياسي

طالبت الحركة بتحقيق الاستقلال الوطني لباكستان والتحرر من الإرث الاستعماري، من خلال الاستغناء عن (سياسة القروض الدولية) التي تتبعها الحكومات هناك، والاعتماد على الذات في بناء الاقتصاد الوطني، وكذلك تطبيق الشريعية الإسلامية بشكل تدريجي في كافة مناحي الحياة، إضافة إلى محاسبة المسؤولين الحكومين السابقين والحاليين، وتنفيذ كل مواد القانون الباكستاني، وتحقيق العدالة، وتوفير وسائل الرعاية الصحية والتعليم مجانا للجميع، وإعادة هيكلة المؤسسات الأمنية والقانونية، وتحرير إقليم كشمير.

وشاركت الحركة في الانتخابات الأولى التي تلت تنحية نواز مشرف الرئيس الباكستاني الأسبق، واحتلت المركز الثالث في انتخابات أعضاء الجمعية الوطنية الباكستانية، نظرًا لشعبيتها الواسعة في بعض المناطق، وهو ما انعكس في تحقيق نتائج جيدة بمنطقة بيشاور.

ويطالب البرنامج السياسي للحزب بتطبيق المحاسبة على المسؤولين الحكوميين السابقين والحاليين، وتنفيذ كل مواد القانون الباكستاني، وتحقيق العدالة السريعة لكل المواطنين، وتوفير وسائل الرعاية الصحية والتعليم المجانى للجميع، وإعادة هيكلة المؤسسات الأمنية والقانونية، وتحرير إقليم كشمير.

المعتقدات الدينية

ما أن تفتح الصفحة الرئيسية لموقع الحزب على الإنترنت تجد مُنشدًا يشدو بحماس عن الجهاد، معتبرًا إياه أحد المعتقدات الرئيسية للحركة كسبيل لتغيير البلاد.

وفقهيًا تنتمي الحركة للفرقة "البريلوية"، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مدينة بريلي الهندية مسقط رأس مؤسسها، وهى فرقة صوفية تدعِي الانتساب إلى مذهب أبو حنيفة في المسائل الفقية، ونشأت على يد رجل هندي يدعى أحمد رضا خان إبان الاستعمار البريطاني، وتعتبر أن للرسول والأولياء مكانة فوق البشر العاديين، وتعتقد في تحكمهم بالكون ومشاهدتهم لجميع أعمال البشر، وعلمهم بالغيب، إضافة إلى أنها تعتقد أن التخلف عن بعض العبادات مثل الصوم والصلاة يمكن المغفرة لها، أما السيئات التي لا توبة لها هي "التخلف عن الاحتفال بالمولد النبوي".

كما تتوسع الحركة في تكفير من خارجها، وسبق أن كفرت الشاعر الباكستاني الراحل محمد إقبال والرئيس الباكستاني الراحل ضياء الحق، وتعتبر ابن تيمية وتلميذه ابن القيم من الكفار أيضًا.

شارك الخبر على