سقوط نظريات الترشيحات

٥ أشهر فى الإتحاد

في جولة الحسم في دور المجموعات، يواجه منتخب الإمارات نظيره الإيراني متصدر المجموعة الثالثة، والمباراة اختبار قوة للأبيض، ترسم طريقه فيما بعد في الأدوار التالية. والترشحيات تضع إيران والإمارات للتأهل عن المجموعة بأرقام الأداء والنقاط وفروق المستوى، ولكن من ظواهر مباريات كأس الأمم الآسيوية، وكذلك كأس الأمم الأفريقية، تغير وتذبذب النتائج، فكان منتخب إيران قد فاز في الجولة الأولى على منتخب فلسطين 4-1، ثم تغلب على هونج كونج بهدف للاشيء، بينما فاز الأبيض على هونج كونج 3-1 ثم تعادل مع منتخب فلسطين 1-1.وصحيح أن كل مباراة لها ظروفها، إلا أن النتائج متغيرة ومختلفة ومحيرة، ولا شك أن حماس لاعبي منتخب فلسطين في مباراتي إيران والإمارات أنتج أمرين متناقضين: الأول ارتباك وعدم تنظيم أمام المنتخب الإيراني، ثم تنظيم وجهد بدني كبير عوض فارق التكتيك والخبرات الدولية أمام منتخب الإمارات.«الأبيض» أمامه اليوم أكثر من احتمال للتأهل إلى دور الستة عشر، فهناك احتمال الفوز للصدارة، والتعادل للوصافة، وحتى الخسارة لأحسن الثوالث، لكنه احتمال فيه مغامرة، إلا أن الرغبة في الفوز تبدو جماهيرية، بينما الحسابات تختلف عند الجهاز الفني، إلا أنني أرى دائماً أن الفريق الذي يلعب بهدف البطولة عليه أن يقدم في كل مباراة دليلاً على قدرته لتحقيق هذا الهدف، ولا أعني بالدليل ضرورة الفوز، وإنما شكل الأداء الجماعي والتكتيكي والمهارات الخططية وكيفية تنفيذها، وأظن أن هذا يملكه منتخب الإمارات الذي يضم بين صفوفه العديد من اللاعبين المميزين، كايو وفابيو ليما وعلي مبخوت هداف المنتخب، وحارس المرمى البارع خالد عيسى، وسلطان عادل، ويغيب خليفة الحمادي المدافع الصلد الذي أخطأ في مباراة فلسطين وطرد، وفي المقابل يملك منتخب إيران مهارات ونجوماً وحشداً جماهيرياً كبيراً في مبارياته.أفترض هنا أن خط سير أي منتخب في الأدوار الإقصائية يخضع لحسابات المدرب، والفريق الذي يخطط للهدف المستقبلي في البطولة وهو الفوز باللقب. فمن يواجه في الدور التالي بدراسة قوة المجموعات؟إن خريطة كرة القدم في آسيا أفرزت نتائج فيها عنصر المفاجأة، فالعراق هزم اليابان، والأردن ضاع منه الفوز وتعادل مع كوريا الجنوبية، ومنتخب تايلاند احتل المركز الثاني بعد السعودية في المجموعة السادسة وعلى حساب عُمان، والأمر مستقر بالنسبة لبقية المجموعات وترتيبها، بينما في أفريقيا تشهد الخريطة انقلابات، فكأس الأمم لم تكن قوية بمشاركة 12 بطلاً سابقاً، وإنما بوجود 7 منتخبات مرشحة في مواقف صعبة، وبظهور 6 منتخبات جديدة وغير مرشحة كمراكز قوة ومقاومة.لقد سقطت نظريات الترشيحات للألقاب بالتاريخ، والبطولات السابقة، والأرقام، والقيمة السوقية، وعدد النجوم، وعدد اللاعبين المحترفين في أوروبا..ويبقى السؤال: هل يعني ذلك أن يفوز منتخب جديد بالبطولة في آسيا وأفريقيا، أم يظل اللقب في أحضان المنتخبات الكبيرة؟ نصف السؤال يحمل الإجابة: ما زلنا في مرحلة فوز الكبار!

شارك الخبر على