الأزمات تلاحق المهرجانات المصرية.. «استقالة» و«لفظ خارج» و«هرجلة»

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

لا أحد يتعلم من الأخطاء السابقة.. فعلى مدار ثلاثة أشهر متتالية شهدت الساحة عددًا من الأزمات التي لاحقت المهرجانات الفنية واحدًا تلو الآخر، دون أن ينتبه الجميع إلى أن المحافل الفنية هي انعكاس لصورة مصر أمام العالم عن مدى استقرارها وثقافتها وتحضرها، في القوة الناعمة والأكثر تأثيرًا بطريقة غير مباشرة، وتمتلك مصر أكثر من مهرجان، من بينها «القاهرة السينمائي» واحد من أهم أحد عشر مهرجانًا على مستوى العالم، وعلى الرغم من ذلك فإن الدورة التاسعة والثلاثين التي ستختتم فعالياتها يوم الخميس المقبل، لم تسلم من الأزمات.

ونستعرض من خلال «التقرير» التالي الأزمات التي لاحقت المهرجانات بداية من «القاهرة السينمائي» وحتى « الإسكندرية السينمائي»..

ماجدة واصف.. تخطف أنظار «القاهرة السينمائي»

أحدث خبر استقالة الدكتورة ماجدة واصف، رئيسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بلبلة كبيرة خلال الساعات الماضية، إذ تأتي الاستقالة بعد مرور 6 أيام على انطلاق الدورة الحالية، وهو ما أثر بالضرورة على سير الأحداث وكيف يتم إعلان هذا الخبر أثناء الدورة، حيث يعد مهرجان القاهرة السينمائي واحدا من أهم المهرجانات السينمائية فى العالم والوطن العربي، والأكبر حضورًا.

تأتي الاستقالة بمثابة القنبلة التي انفجرت مساء أمس الأحد، حيث تفاجأ الجميع، خاصة المهتمين بالمهرجان، وعلمت «التحرير» أن هذه الخطوة التي أقدمت عليها «واصف» كانت قبل أسبوعين من بدء المهرجان، لكن وزير الثقافة حلمي النمنم أرجأ البت فيها لوقت آخر، لتستمر ماجدة واصف في عملها.

أوضح الناقد مجدي الطيب مدير المركز الصحفي للمهرجان، في تصريحات خاصة لـ«التحرير»، أن ماجدة واصف كانت قد تقدمت باستقالتها إلى وزير الثقافة حلمي النمنم قبل أسبوعين من بدء فعاليات المهرجان، مضيفًا أنها طالبت في استقالتها باستكمال الدورة الحالية للمهرجان لكنها ستكون الأخيرة لها، وستقدم مهرجانا خاليا من الديون أو المستحقات للرئيس الجديد، ولن تكرر مأساة الدورة الماضية حينما أنهتها وهي عليها مستحقات لجهات وأفراد.

فلماذا قبل وزير الثقافة الاستقالة فى هذا التوقيت بالتحديد؟، فهذا التساؤل الملح يدور حاليا في أذهان الجميع، ولماذا لم ينتظر الأربعة أيام المتبقية على ختام الدورة الـ39 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ويعلن هذا، ورجع البعض أن سبب الاستقالة يعود إلى الاتفاق الذي أبرم مع شبكة قنوات DMC، وسيطرتها على أمور عديدة بشأن المهرجان، وهذا بدا واضحًا في حفل الافتتاح ووضع الإدارة في موقف محرج مع الإعلام والقنوات المدعوة لتغطية الحفل بسبب احتكار DMC للنجوم وعدم السماح لهم بالحديث مع أي كاميرا أخرى.

لفظ الفيشاوي فى مهرجان الجونة

وأتى الفنان أحمد الفيشاوي الذي عكر صفو مهرجان الجونة السينمائي في دورته الأولى، والذي احتضنته المدينة الساحلية فى سبتمبر الماضي، حيث أدلى بـ«لفظ خارج» على الهواء مباشرة أثناء حفل افتتاح، بسبب استيائه من اهتزاز شاشة العرض أثناء عرض فيلمه «شيخ جاكسون»، مما أثار حفيظة الجميع، فكيف له أن يقول هذا اللفظ أمام وفود عربية وأجنبية من كل أنحاء العالم!

سبق «واقعة الفيشاوي» الأزمة التي اشتعلت بين الصحفيين والقائمين على مهرجان الجونة السينمائي، بعد منعهم من حضور حفل الافتتاح بدعوى عدم وجود أماكن شاغرة داخل قاعة الحفل، وأنهم سيتابعون الحفل من خلال شاشة عرض داخل الفندق الذي يقيمون فيه، وعلى أثر ذلك انسحب عدد كبير من الصحفيين وأعلن مقاطعته للمهرجان، بالإضافة إلى تأجيل الندوات والعروض غير المبررة، وغيرها من المشكلات التنظيمية.

«مهرجان شرم الشيخ الإفريقي الآسيوي».. ينتهي قبل البداية

تسببت الأزمة المالية التي مرت بها الدورة الأولى من مهرجان شرم الشيخ الإفريقي الآسيوي للسينما والفنون والسياحة، والتي انطلقت في الرابع عشر من سبتمبر الماضي، في تشويه سمعة مصر دوليا، حيث أُلغيت دعوات الصحفيين والإعلاميين قبل انطلاق المهرجان بيوم واحد وسط دهشة واستياء الجميع، كما تم إلغاء دعوات لأكثر من ٤ من أعضاء لجنة تحكيم للأفلام القصيرة والطويلة، بسبب عدم وجود سيولة مالية.

وجاءت بعد ذلك المشكلة الأكبر وهي مطالبة إدارة الفندق الوفود المشاركة ولجنة التحكيم والإعلاميين والصحفيين بمبالغ مالية نظير إسكانهم، وذلك لعدم سداد المستحقات المالية للفندق من قبل القائمين على مهرجان شرم الشيخ الإفريقي الآسيوي للسينما، ومنعهم من المغادرة قبل سداد المستحقات المالية، مما أدى إلى انسحاب أعضاء لجنة التحكيم من المهرجان، نظرًا لإغلق القاعات المخصصة لمشاهدة الأفلام.

كما تعرض الفنان عزت العلايلي، الذي تم تكريمه فى المهرجان، لإهانة كبيرة عندما تم نقله إلى موقع الندوة من خلال ميكروباص وليس سيارة خاصة كما هو معتاد بأي مهرجان أو حدث فني.

وقالت سهير المرشدي، رئيسة المهرجان، في تصريحات صحفية، إنها فوجئت بطرد الوفود من الفنادق لعدم دفع المستحقات، مؤكدة أنها غير مسئولة عن ذلك، بينما يسأل عنها راعى المهرجان المكلف بالماديات، كما أنها وعدت من قبل المسئولين بالوزارات والمحافظين برحلة بحرية للوفود المشاركة للتعرف على معالم شرم الشيخ، بالإضافة إلى تخصيص الأتوبيسات لزيارة دير سانت كاترين ولكن هذا لم يحدث.

الهرجلة.. تقص شريط مهرجان الإسكندرية السينمائي

جاء سوء التنسيق و الهرجلة عنوان افتتاحية الدورة الثالثة والثلاثين من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، الذي أقيمت فعالياته في أكتوبر الماضي، حيث شهد الفندق الذي يستضيف الفعاليات سوء تنظيم أثناء توزيع دعوات الحضور على الصحفيين، التي كان من المقرر لها أن يتم تسليمها فى اليوم السابق للمهرجان،، ولكن عند حضور الصحفيين فوجئوا بعدم وجودها.

بينما ساد أيضًا الحفل سوء تنظيم كبير من قبل القائمين عليه، حيث اشتكى عدد من الإعلاميين المكلفين بتغطية افتتاحية مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، من منع دخول كاميرات تابعة لبعض القنوات الدولية، دون إبداء أي أسباب، واقتصر وجودهم فقط على باب الحفل، ووجد بعض الصحفيين صعوبة في الحصول على المعلومات حول المهرجان أو مادة مصورة بديلة عن منعهم من الدخول والتصوير، واتهم البعض مكتبة الإسكندرية بعدم قدرتها على تنظيم مهرجان دولي كبير.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تسجل أزمات تنظيمية، حيث شهدت الدورة الماضية للمهرجان مشكلات مالية أدت إلى إلغاء يوم من فعاليات المهرجان، وأشار الناقد الأمير أباظة، رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، في تصريحات صحفية سابقة، إلى أنه اضطر إلى إلغاء يوم من فعاليات المهرجان، ليكون حفل الختام قبل الموعد المحدد له بيوم وذلك لتوفير مبلغ 150 ألف جنيه من الميزانية، مؤكدًا أن الغرض من إلغاء اليوم الأخير هو عدم ترك مديونية مالية على المهرجان وجمعية كتاب ونقاد السينما مديونة.

 

شارك الخبر على