بطلة فيلم «جسد غريب» «لو جيت مصر هبقى نجمة».. لكن هل ستضيف لي؟ (حوار)

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

- بعض الفنانين يحضرون المهرجانات بسبب السجادة الحمراء.. ولا يعلمون شيئا عن الأفلام المشاركة

معاناة إنسانية نقلها فيلم جسد غريب «Foreign Body» والذي يعرض خارج المسابقة الرسمية بالدورة التاسعة والثلاثين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والذي تناول مأساة المهاجرين التونسيين وعواقب الهجرة غير الشرعية متطرقًا إلى الأفكار المتطرفة التي تقود العالم العربي إلى طريق مسدود، كل هذه الزوايا تم تناولها من خلال «سامية» بطلة الفيلم والتي تحمل بداخلها صوت الحرية والطموح وإثبات الذات والخوف من أخيها المتشدد، والتي بسببه تلجأ للهروب.

«التحرير» التقت النجمة التونسية سارة حناشي بطلة الفيلم، تحدث حول عرض الفيلم بالمهرجان؟ تفاصيل دورها بالفيلم؟ وعن السينما التونسية في الوقت الحالي؟ والبحث عن فرصة الظهور بالسينما المصرية..

- كيف ترى عرض الفيلم ضمن فعاليات الدورة الـ39 من مهرجان القاهرة السينمائي؟

أنا سعيدة جدا بمشاركة الفيلم في مهرجان على الرغم من عرض «جسد غريب» في مهرجانات عالمية منها تورنتو وكان العرض الأول هناك، إلا أن «القاهرة السينمائي» واحد من أهم المهرجانات في العالم التي أتمني أن تشارك أفلامي فيه كونه مهرجانا عربيا، والفيلم يتناول قضية عربية عاشها الكثيرون في مختلف الدول العربية، والعام الماضي بفيلم «زيزو» للمخرج فريد بوغدير، وحصلنا على جائزة آفاق السينما العربية.

- كلميني عن دورك في فيلم «جسد غريب»؟

الدور يحكي عن بنت تونسية تدعى «سامية» تعيش في حي شعبي، ومعها شهادة ولكن عوامل كثيرة تدفعها للهجرة، كالفقر والبطالة وأفكار أخيها الجهادية، والذي صعب الحياة عليها، بسبب تداخله في حياتها بشكل كبير؛ لذلك قررت الهروب للتخلص من هذا الماضي المؤلم، بحثًا عن الحب والأمان والحرية والتقدير فى مكان آخر، فهي شخصية شجاعة أخذت قرارها وهاجرت إلى فرنسا.

- هل قصة تلك الفتاة جعلتك توافقين على المشاركة في الفيلم تضامنا معها؟

بالتأكيد، عندما قرأت السيناريو شعرت بالمسئولية والأمانة تجاه تلك الشخصية وضرورة تقديمها والتحدث عنها، لأن «سامية» شخصية ليست سهلة ونرى منها كثيرًا فى تونس وخارج تونس.

- «سامية» شخصية مركبة تمزج بين البساطة والعمق.. كيف تعاملت معها؟

أنا اندمجت جدا مع الشخصية وحاولت أن أعيش بنفسي تجربتها وظروفها وشفت نفسي فيها، وحضرت نفسي كويس جدا للدور من خلال التحدث مع بعض الأشخاص الذين عانوا من نفس الظروف، ولكن «سامية» فريدة من نوعها فحاولت أشتغل على الحاجات التي أعرفها والتي سمعت عنها ورأيتها بنفسي.

- ما أصعب المشاهد التي واجهتك أثناء التصوير؟

أول مشهد بالفيلم هو غرق المركب الذي كان يحمل المهاجرين التونسيين، لأني اضطررت إلى أنزل تحت المياه ثمانية أمتار، وتم ثقل جسمي أسفل المياه بثمانية كيلو، وكنت أشعر بالاختناق حقيقي فأنا عشت تجربة «سامية» فى فيلم «جسد غريب» بكل شيء، حتى مشهد الرقص اللي جمع بين الشخصيات الرئيسية «سامية» و«عماد» و«ليلي» لأنه شيء صعب أن تندمجي في رقص مع أشخاص غرباء عنك، أشخاص ما بينهم غير سلام، سواء الفنانة هيام عباس والفنان سالم كيشوشي، كيف نرقص «رقصا ساخنا».

- هل مشهد «الرقص» سبب مشكلات عند عرضه فى تونس؟

خالص، أنا في رأيي يجب أن تكون الاعتراضات على المشهد المجاني الذي يتم حشوه داخل الفيلم للتسويق له فقط، وليس له معنى وفقًا لسياق الأحداث، ولكن مشهد الرقص بين الثلاثي كان له معني فى الفيلم، لأن بالنسبة لـ«سامية» شخصية «ليلى» هي النموذج، والعكس صحيح «ليلي» بدها تصبح «سامية» فتاة طموح ومصرة، لديها عزيمة.

- كيف تلقيت ردود الأفعال على الفيلم بعد عرضه؟

أمي كانت فخورة بيّ جدا، وقالت لي ماكنتش أتصور أنه يطلع منك كل ده، لأنها كانت معارضة التمثيل في البداية خوفًا علي، لأن الجيل الأكبر عندنا بتونس ينظر للممثلين بطريقة وحشة، ولكن أمى مع الوقت نظراتها تغيرت تماما للتمثيل بعد مشاركتي في أكثر من تجربة سينمائية، بعضهم ذهب لمهرجانات فنية دولية، وكمان أقاربي وأصحابي كانوا فرحانين بي جدا.

- هل تتدخل والدتك في اختيار أدوارك؟

فى البداية بس كانت بتعترض على المشاهد التي بها عري أو جرأة، وقتها كانت بتتدخل وترفض، ولكن بعد مشاركتى في أكثر من فيلم وحصلت على خبرة لم تعد تتدخل وأصبح لديها ثقة في اختياراتي، لأني شاركت في تسعة أفلام طويلة حتى الآن، أنا أكثر بنت في تونس مصورة أفلام، ومن المؤكد أن هذه الأدوار لم تأتني بالصدفة لو لم أكن أستحق ذلك.

- هل هناك تحفظات على بعض المشاهد في السينما التونسية وسقف لتناول الموضوعات؟

لا يوجد حتى الآن أي حدود للقضايا المجتمعية والسياسية التي يتم تناولها، خاصة بعد الثورة التونسية التي طالبت بالحرية، بس ممكن العيب أرفض إني أعمل مشاهد معينة، لكن مفيش تابوهات فى السينما، وإذا كان هناك ضرورة من تقديم دور في قضية مثيرة لا أمانع إذا كان عاجبني والقضية مستني، فورا سأخدمها بكل تأكيد.

- قدمت شخصيتي «سامية» و«عايدة» في فيلم «بدون 2» الثنائي عاش ظروف متشابهة.. هل شعرت بذلك أثناء العمل؟

«عايدة» شخصية مجنونة هربت من أهلها ولكن ليس من أجل إثبات الذات والعمل، ولكن فقط من أجل أن تعيش هذه التجربة، العامل المشترك بين الثنائي هو البحث عن الحرية، ولكن «سامية» كان عندها هدف تريد أن تصل إليه، ولكن الأولى لم تفكر في هذا، فقط همها الوحيد هو التجربة.

- هل فكرت في المشاركة بالأفلام المصرية؟

أنا أحب أن أشارك في السينما المصرية ولكن من خلال أدوار تضيف إلىّ، لأني مش حابه إني أكون في مصر موجودة فى السينما فقط من أجل الشهرة؛ لأن معظم الفنانات اللي بييجوا مصر يأتون للشهرة لأن مصر تصنع النجوم وتملك إنتاجا أضخم من تونس -"أنا لو عاوزه أكون نجمة آجي مصر لكن أنا مش هاجي إلا لو كانت ستضيف لي"، وهناك مخرجون مصريون حابه أتعاون معهم، شريف البنداري وأحمد عبد الله وعمرو سلامة.

- ما آخر فيلم مصري شاهدته؟

آخر فيلم شفته هو «شيخ جاكسون» أعجبني جدا؛ وعندما عرض في تونس أنا كنت بين الحضور وشاهدت مدى تأثر الجمهور بالعمل وقام بالوقوف والتصفيق لمدة 15 دقيقة بعد العرض، وشاهدته أيضًا في مهرجان «الجونة»، الذى كان تنظيمه على أعلى مستوى وأتوقع أنه سيكون من أهم المهرجانات فى العالم.

- هل المهرجانات الفنية تعود بالنفع على الأفلام أم أصبح الاهتمام حاليا بالريد كاربت فقط؟

في كل مرة أشارك في مهرجان أكتشف أن الاهتمام فقط بالشكل وليس بالمضمون، وهتكلم عن مهرجان قرطاج والذي يتمتع بأهم حضور جماهيري فى العالم العربي وليس هذا لأنه مهرجان بلادي، ولكن هذه حقيقة فهناك إقبال من جانب الجمهور لمشاهدة الأفلام، ولكن على النقيض تجد الفنانين فقط يأتون للتمشية على الريد كاربت من أجل التقاط الصور ولا يعلمون شيئا عن الأفلام المشاركة، وأتمنى لو يتم الاهتمام بالأفلام والمنتجين والمخرجين أكثر من هذا.

شارك الخبر على