وطن الحكمة و«المنتدى»

٦ أشهر فى الإتحاد

اختتمت في «دانة الدنيا»، أمس الأول، فعاليات المنتدى الاستراتيجي العربي برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وشهد سموه الجلسة الختامية من المنتدى الذي عُقد تحت عنوان «حالة العالم العربي سياسياً واقتصادياً 2024». وبينما كان المتحدثون في الجلسات -بحضور ومشاركة كوكبة من الوزراء والمسؤولين والخبراء الاستراتيجيين وقادة الفكر في السياسة والاقتصاد من مختلف أنحاء العالم- يشرقون ويغربون وهم يتناولون حالة العرب من مختلف الجوانب، وماذا يريدون من العالم وماذا يريد العالم منهم؟ كانت تبرز أمامنا جميعاً حكمة الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في العديد من المواقف والأزمات التي تطرقوا إليها، خاصة بُعد نظره ورؤيته الاستشرافية في بناء موقف الدولة الفتية من الاستقطابات والتحالفات، ودعوته التاريخية للقيادة العراقية لتجنيب بلادهم ما آلت إليه الأمور بعد ذلك، عقب الغزو الذي أطاح بهم في العام 2003.ولخص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الرؤية الإماراتية للعالم العربي بتأكيده «أن منطقتنا بحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى إلى تصفير خلافاتها وتوحيد الجهود وطاقات الشعوب من أجل الازدهار الشامل، وأن أمن منطقتنا ورخاءها كل لا يتجزأ والجميع مسؤول أمام الأجيال الجديدة التي تنشد مستقبلاً أفضل»، وأن «النأي عن الاستقطابات العالمية أفضل وسيلة لاستقرار وازدهار المنطقة، وأن فلسطين كانت وستبقى في الوجدان، وأن الإمارات من أوّل الدول التي دعت إلى إيقاف الحرب وحماية المدنيين، وسيَّرت جسور الإغاثة الإنسانية لمساعدة أهلنا في قطاع غزة.. تكلفة الحروب باهظة في الأرواح والموارد واستمرار الصراعات يعني أن الجميع خاسر في استحقاقات التنمية وصناعة المستقبل».وقال سموه: «موقعنا الفريد منحنا منذ القدم ميزة استثنائية لنكون جسراً إنسانياً وحضارياً للتواصل بين جهات العالم، ونؤمن في دولة الإمارات بتنوع الرؤى بين الدول في السياسة والاقتصاد والنظرة الخاصة إلى شؤون العالم، واستراتيجية التعاطي مع الأزمات المستجدة والتحديات التنموية والاجتماعية، وإن الأزمات التي تواجهها الدول والشعوب اقتصادياً وسياسياً، ستبقى عابرة مهما بدت صعبة». وأضاف سموه: «نثق بأن دول الخليج العربي ستواصل في السنوات المقبلة ترسيخ حضورها المؤثر إقليمياً ودولياً، والانتقال إلى آفاق جديدة في التنويع الاقتصادي، ما ينعكس إيجابياً على شعوبها وعلى المشهد العالمي برمته». المنتدى الاستراتيجي العربي انطلق في العام 2001 تحت رعاية سموه كمنصة لاستشراف المستقبل والتعرف على حالة العالم والتوجهات المستقبلية سياسياً واقتصادياً في المنطقة العربية والعالم. وهكذا هي الإمارات.. وطن الحكمة دائماً تسعى لما فيه الخير والاستقرار والازدهار للجميع.

شارك الخبر على