إنتاج الملح.. انشغال إنساني

٥ أشهر فى الإتحاد

يقوم غاري بنتلي، صانع الملح الرئيسي في شركة Maldon Salt في مقاطعة إسكس الإنجليزية المطلة على بحر الشمال قرب العاصمة البريطانية لندن، بجرف الملح من حافة المقلاة إلى صناديق التجفيف، قبل تعليبه أخيراً ومن ثم نقله إلى الأسواق ومنافذ التوزيع والبيع. ولعل معرفة ما إذا كان سيتم استخدام الأملاح القشرية أو الناعمة أو أي نوع آخر من الأملاح الأخرى في الطعام، قد تكون أمراً محيراً للكثيرين، لكن القليل من قراءة التاريخ والاستماع لنصائح الطباخين المهرة من شأنها أن تساعد على تلافي التردد والحيرة بهذا الشأن.وما فتئ إنتاج الملح أحد انشغالات الثقافة الإنسانية منذ آلاف السنين، ذلك أنه من الناحية البيولوجية ضروري لحياة الإنسان ولا يمكن للبشر العيشَ من دونه، إذ يعمل كلوريد الصوديوم على تنظيم سوائل الجسم ويساعد الأعصاب والعضلات وأعضاء الجهاز الهضمي على أداء وظائفها. ولا أحد يعرف بالضبط متى أو كيف اكتشف البشر طرقهم الحالية لإنتاج الملح، لكن المرجح أن ذلك حدث مع ظهور الزراعة وتربية الحيوانات في العصر الحجري الحديث. ومن المؤكد أيضاً أن البشر قايضوا الملح بمثل كميته من الذهب في أفريقيا وأميركا، بل باعوا أبناءهم بزنتهم من الملح، إذ كانت الرغبة في الحصول عليه سبباً رئيسياً في انتشار العبودية وقيام أسواق النخاسة في أفريقيا جنوب الصحراء على مدى عدة قرون، حيث تم جلب العبيد من هناك، عبر البحر، إلى مزارع قصب السكر في العالم الجديد (أميركا)! (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)
 
 

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على