كارلو يهز عرش «السيليساو»

٤ أشهر فى الإتحاد

يُسأل المدربون أحياناً عن مشاريعهم القادمة التي ستأتي بعد شهر أو شهرين، أو حتى بعد عام أو عامين، فيصعب عليهم التكهن، لأن كرة القدم هي مثل نهر كبير لا تجري فيه المياه نفسها، وهي أحياناً كومة الثلج التي كلما تدحرجت حجبت عين الشمس، لذلك يحجم المدربون عن التكهن أو حتى الحدس.هذا المنطق الذي يتسلح به كثير من المدربين، رفضه الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وهو يعلن بسابق موعد، قبوله المبدئي بعرض الاتحاد البرازيلي لكرة القدم لتدريب «السيليساو» مع نهاية الموسم الرياضي الحالي، عندما يصل عقده مع الملكي إلى نهايته.ما كان أحد ليؤاخذ كارلو على ما فعله، فالرجل حر بحكم الشرائع والمواثيق، لكي يبرمج بشكل مستقبلي المرحلة التي تلي تدريبه ريال مدريد، خصوصاً أن الأمر يتعلق بمنتخب البرازيل، وعندما يأتي كارليتو لتدريب منتخب وطني للمرة الأولى في مساره التدريبي الخرافي رفقة الأندية، وهو الذي افتتح هذا المسار مساعداً لمدرب المنتخب الإيطالي، ويكون ذلك المنتخب هو «السيليساو»، فلا عتاب ولا عجب.ما حرك الداهية فلورنتينو بيريز رئيس «الملكي» ساكناً، لا هو امتدح الخطوة، ولا هو استهجنها، وهو الذي قال عنه كارلو يوم أعاده الريال: «لقد أخرجني من عتمة الاعتزال بومضة الضوء هاته». ظل فلورنتينو هادئاً يتعقب بذكاء كبير ما ستقضي به الأيام والشهور، ولعل ما قضت به الأسابيع هو ما سيقلب الأمور رأساً على عقب.كارلو أنشيلوتي، الذي كان يضع شهر يونيو المقبل موعداً لإنهاء الرحلة الجميلة مع الريال، سيجد فريقه يحقق واحدة من أفضل البدايات التي وقع عليها الريال طوال عقود من الزمن، فقد ختم دور مجموعات دوري الأبطال بالعلامة الكاملة، كما أنه أنهى عام 2030 متصدراً لليجا، وقد فعل ذلك بمجموعة اقتحمها العديد من اللاعبين الشباب في ظل الإصابات التي تكالبت على عمداء الفريق، من كورتوا إلى ألابا، مروراً بميليتاو وكامافينجا وفينسيوس.مقابل هذا الإعجاز الرقمي للملكي في منتصف الموسم، تقابلنا حالة غير مسبوقة من الهشاشة والتصدع داخل منتخب البرازيل، الذي سيسجل في 9 مباريات خلال العام المنتهي، خمس هزائم، تعادلاً واحداً، وثلاثة انتصارات، وهي أسوأ حصيلة لمنتخب البرازيل منذ عام 2001 دلالة على التخبط.وضع الاتحاد البرازيلي يوم 15 يناير الحالي موعداً للتوقيع بأحرف كبيرة على انتقال كارلو أنشيلوتي لتدريب منتخب البرازيل، إلا أن كارليتو أمام رغبة بيريز في مواصلة الرحلة مع الريال لغاية 2025، سيرد على الاتحاد البرازيلي، حتى قبل أن ينتصف شهرنا هذا، بأن أعلن تجديد عقده مع «الملكي» يحلم به ولا يرفضه أي مدرب، وبأن قال إن الريال أغلى من كل المنتخبات بما فيها منتخب البرازيل.

شارك الخبر على