الخطيب لا يمكن أن نصنع بلداً حقيقياً إلا بالخروج من الطائفية السياسية

٦ أشهر فى تيار

أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب ان “الذي يحفظ لبنان الآن هو المقاومة والبيئة التي تقف وراءها”، متسائلا “هل من مصلحة لبنان الآن أن يقف بعض اللبنانيين وبعض القوى السياسية ضد المقاومة وأن يطلبوا من المقاومة أن تنسحب الى خارج جنوب الليطاني،  وهذا مطلب اسرائيلي، هل هذا من مصلحة لبنان؟ هل هم يفكرون في مصلحة لبنان؟ ونحن نطالبهم ان يخرجوا من هذه العقلية، أنا لا أريد أن اتهم أحدا بالعمالة، بل أقول أن هذا التفكير اساسا يعود الى هذه الحياة السياسية التي نعيشها في لبنان والى هذا النظام الطائفي، بأن تفكر كل طائفة في نفسها وتكون المصلحة الخاصة الطائفية مقدمة على مصلحة الوطن، هذا هو سبب هذا التفكير اذا اردنا أن نحملهم على المحمل الحسن”.واستغرب الخطيب خلال احتفال تأبيني ان “بعض المحللين يظهرون على القنوات التلفزيونية ثم يفسرون الموقف الايراني وموقف المقاومة في لبنان وبيئة المقاومة في لبنان بأن هذه مصلحة طائفية وبأنها مصلحة ايرانية”، معتبرا ان “هذا التفكير نابع من هذه الذهنية المتغلغلة في نفوس هؤلاء لأنهم يعيشون عقلية طائفية ولا يعيشون منطق الوحدة الوطنية، وحين يتحدثون عن الوحدة الوطنية فهم يكذبون، فهم لا يعيشونها بل يعيشون خصوصياتهم المذهبية”.وقال: “لةلا يمكن  أن نصنع بلدا حقيقيا إلا بالخروج من الطائفية السياسية وأن نذهب الى دولة المواطنة التي يتساوى فيها اللبنانيون جميعا في الحقوق والواجبات”، مؤكدا ان “الانتماء الطائفي لا يعطي امتيازا للناس في الحقوق والواجبات، والخروج من هذه الذهنية لا يكون إلا بالعودة الى الانسانية والى القيم المعنوية التي لا تميز بين إنسان وانسان وبين طائفة وأخرى”.وأضاف: “اذا كنا نريد أن نعيش في بلد قوي ونخرج مما نحن فيه فإننا نحتاج الى أن نغير هذا النظام ونصلحه ويقوم بدلا عنه نظام المواطنة، وعلى زعماء الطوائف والاديان في هذا البلد أن يذهبوا في هذا الاتجاه اذا كانوا يريدون مصلحة أبنائهم ومصلحة بلدهم، وحينها يمكن أن نبني وطنا سيكون أقوى بكثير من هذا البلد في هذه الحالة، والمقاومة اليوم تشكل قوة كبيرة للبنان ولكن حينما يلتف اللبنانيون جميعا حولها لبنان لن يكون قادرا على مواجهة اسرائيل فقط وإنما سيكون قادرا على مواجهة العالم بهذه الارادة وبهذا المعنى”.وقال: “نحن اليوم في وضع نحتاج فيه الى تمتين بنيتنا الداخلية ومنع الذين يريدون أن يلعبوا بوحدتنا الداخلية ويفرقوا شملنا وبالتالي يريدون أن يضعفوا موقف المقاومة في مواجهة العدو الاسرائيلي، أبناؤنا ان شاء الله في كامل الوعي وهم الذين جربوا قبل المقاومة وجربوا ما بعد المقاومة كيف تبدلت الاحوال وكيف أصبح لبنان شامخا وكيف أصبح الجنوب وكل لبنان بلدا آمنا يتحدى اسرائيل في الوقت الذي تعجز عنه 57 دولة عربية وإسلامية أن يقفوا في وجه هذا العدو”.واكد ان “لبنان يقف شامخا في وجه العدو الاسرائيلي وتتصرف المقاومة بعقلانية في كل ما تقوم به اليوم من خلال المواجهة مع هذا العدو، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيد بعض السياسيين الى عقولهم وأن يتراجعوا عن التمسك بخصوصياتهم وبالتالي يتعاملوا مع الوضع الحالي على أن لبنان منتصر وأن المقاومة في لبنان منتصرة والمقاومة في فلسطين منتصرة، فالنصر تحقق منذ أول يوم، فليتعاملوا مع هذا النصر ويعملوا لبناء مؤسسات الدولة ولينهوا هذا الوضع الشاذ في بناء الدولة”.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على