التخطيط.. «بوصلة» لأهداف العام الجديد

٥ أشهر فى الإتحاد

خولة علي ( دبي) غياب التخطيط للعام الجديد يؤدي إلى ضياع الوقت من دون تحقيق أي هدف أو إنجاز، في حين يُعتبر التخطيط وسيلة مهمة لتقدم الفرد وتطوره في مختلف نواحي الحياة، ومنصة لحصد النجاحات والإنجازات التي تم استهدافها مع بداية كل عام، لذا لابد من وقفة مع الذات لمراجعة ما تم إنجازه وما تم الإخفاق فيه.عن التخطيط لتحقيق تطلعات وطموحات وإنجازات الفرد، تحدث لـ«الاتحاد» عدد من خبراء التنمية الاجتماعية والبشرية حول أهميته وطرق التعامل معه. 

أهداف واضحةالاختصاصية الاجتماعية فاطمة الظنحاني تقول: عندما يبدأ الفرد في التخطيط لحياته خلال فترة ما، فإنه يقوم بتوجيه جهوده نحو أهدافه المراد تحقيقها، حيث إن التخطيط ووضع الأهداف للعام الجديد له أهمية كبيرة ومتعددة الجوانب، تكمن في توجيه الجهود لوضع الأهداف الواضحة، ليصبح لدى الفرد إرشادات واضحة للخطوات التي يجب اتخاذها لتحقيق تلك الأهداف.تتابع: عندما نضع أهدافاً واضحة يزداد لدينا الشعور بالتحفيز، ويمكن أن نرى النجاحات الصغيرة التي حققناها في طريقنا نحو تحقيق هذه الأهداف، بأنها جزء من الإنجاز لتحفزنا على المضي قدماً للأمام. كما أن تحديد الأولويات يساعدنا في فهم ما هو الأهم والأقل أهمية، وترتيب الأمور وفقاً لأهميتها، فالتخطيط يسهم في تحديد ما نريد تحقيقه، وبالتالي التركيز على المهام والأنشطة التي تقود نحو إنجاز الأهداف وتجنب الانشغال بالأمور غير الضرورية، ومع تحقيق الأهداف التي تم تحديدها بداية كل عام تزداد ثقة الشخص بنفسه، ويزداد إحساسه بالقدرة على تحقيق أهداف أكثر تحدياً في المستقبل.عملية ممنهجةعن تأثير التخطيط من الناحية الاجتماعية، تلفت الظنحاني إلى أن الشخص عندما يبدأ بتحديد أهداف واضحة، تصبح لديه رؤية ورسالة مشتركة مع الآخرين، ما يساعد في التواصل الفعال مع المجتمع، والانخراط في الأنشطة المجتمعية التي تدعم رؤيته وأهدافه التي يرغب في تحقيقها، ما يسهم في تحقيق التوازن النفسي، والشعور بالرضا والسعادة.تؤكد الظنحاني أن التخطيط يحتاج إلى عملية ممنهجة ومنظمة لضمان تحقيق الأهداف والرؤية المستقبلية، وعلى الفرد قياس مدى التقدم الذي أحرزه من فترة لأخرى، والاهتمام بنقاط القوة والضعف التي واجهته العام السابق حتى يقوم على تحسينها وتقويتها ومواجهة التحديات التي قد تتطلب منه تعديل الخطة. وفي النهاية لابد من تقييم النتائج المحققة مقابل الأهداف المحددة التي تمكننا من معرفة مدى التقدم الذي أحرزناه، وتحديد ما يجب تحسينه في العام المقبل. وفي نهاية كل عام لابد من الاحتفال بالإنجازات لتعزيز الجانب النفسي والاجتماعي، وبما حققناه خلال مسيرة عام كامل.

وسيلة وجداوليعرّف د. شافع النيادي، خبير الموارد البشرية والتنمية الأسرية، التخطيط بأنه وسيلة ومنهج لتحقيق هدف معين من خلال تحديد الموارد والمهام والإجراءات والجداول الضرورية للوصول إليه، حيث يعبّر الهدف عن الغرض المستقبلي الذي يسعى الفرد إلى تحقيقه، وهذا يوضح الفرق بين الهدف والخطة. فالهدف يحدد الغاية المستقبلية، بينما الخطة تحدد الوسيلة المتبعة لتحقيقه. وهنالك 7 مجالات في حياة الفرد لابد أن يحقق فيها التوازن، وهو المجال الصحي والأسري والديني والمالي والشخصي والمهني والاجتماعي، وهذا لا يتم إلا من خلال عامل الوقت وتنظيمه واستثماره بشكل جيد ليسهل على الفرد تحقيق أهدافه ورؤيته، وبالتالي انعكاس ذلك على مجمل حياته، الأمر الذي يشعر الفرد بالسعادة ويحفزه على تحقيق إنجازات جديدة. فمن خلال التخطيط الجيد للعام الجديد يستطيع أن يتعرف على نقاط الضعف والقوة لديه ومتطلبات الهدف الذي يسعى إليه، ما يسهم في اكتساب مهارات جديدة وتنميتها. ويشبّه النيادي التخطيط بـ«البوصلة» التي من خلالها يستطيع الفرد تحديد اتجاهاته والمضي قدماً نحوها بكل ثقة، حتى يصل في نهاية الأمر إلى الهدف الذي يسعى إليه، ولابد أن يدرك الفرد أهمية وضع الخطط والأهداف للعام الجديد حتى يضمن تحقيقها بفعالية وكفاءة، ويرى انعكاس ذلك عليه وعلى المحيطين به. 

محفز قويوتقول فاطمة البادي، طالبة ابتكار وريادة أعمال، إن التخطيط يعين على تحديد الاتجاه المناسب الذي يرغب الفرد أن يسلكه خلال العام، ويعتبر خطوه أساسية لتحديد الرؤية بشكل أدق، ومن خلاله يعمل على وضع الأهداف كمحفز قوي للفرد، ويسهم في تحسين مستوى التنظيم الشخصي وترتيب الأولويات. كما أن التخطيط يؤثر بشكل إيجابي على النواحي الاجتماعية والنفسية للفرد، ويسهم في زيادة الرضا الذاتي وتعزيز الالتزام والانضباط، ومن الناحية الاجتماعية يوفر فرصاً جديدة لتحسين العلاقات والتقدم المهني. كما أن التخطيط ووضع الأهداف يلعبان دوراً حيوياً في تحسين جودة الحياة، وتحقيق النجاح الشخصي والمهني،. وقد يخفق البعض في تحقيق أهدافهم، لذا يجب عليهم تحديد خطوات فعالة لتحقيق طموحاتهم، وأن يكونوا مستعدين لمواجهة التحديات والصعوبات والتفاعل معها بشكل إيجابي والاستفادة من الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والعائلة.

رؤية للمستقبليرى أحمد عبدالله العبيدلي، طالب هندسة ميكانيكية في كليات التقنية العليا، أن للتخطيط الجيد أهمية كبيرة في حياة كل فرد، فهو بمثابة رؤية حقيقية للمستقبل وتصوره، كما يساعدنا في معرفة مدى ما حققناه من أهداف خلال سنة مضت، وتطلعاتنا في العام الجديد. وعندما يرى الفرد أنه حقق ولو جزءاً بسيطاً مما وضعه من أهداف، فإن ذلك يحقق له الرضا النفسي ويدفعه لإنجاز المزيد من الأهداف. ويعتبر أن الأهم من التخطيط، دراسة الخطة بشكل جيد ووضعها على أسس عملية يمكن تطبيقها، فالجميع يمكنه أن يخطط، لكن قلة يستطيعون تحقيق ما خططوا له.

تجديد الطاقةتقول آمنه النعيمي، طالبة إعلام: التخطيط أمر مهم بالنسبة لي لتنظيم وقتي وقدراتي، وتحقيق ما وضعته من أهداف مع بداية كل عام، وقياس الإنجازات التي حققتها مع نهاية كل عام. وأهم الخطط للسنة المقبلة هي تجديد طاقة الإنجاز، مع الإصرار على دفع مستوى القناعة، واتباع نمط صحي متوازن بين الحياة العملية والحياة الأسرية والنفسية.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على