إشادة عربية ودولية بقرار مجلس الأمن حول غزة

٦ أشهر فى الإتحاد

عبدالله أبو ضيف (القاهرة)بعد عدة قرارات صاغتها المجموعة العربية لدى الأمم المتحدة، نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في التوصل إلى صيغة قرار حظي بموافقة مجلس الأمن الدولي يقضي بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية العاجلة والضرورية إلى قطاع غزة وحماية المدنيين، الأمر الذي عده خبراء ومحللون بمثابة «إنجاز دولي كبير لدبلوماسية الإمارات» خاصة مع استخدام حق النقض «الفيتو» أكثر من مرة رفضاً لتمرير قرارات مماثلة.ويقضي القرار الأممي الجديد الصادر عن مجلس الأمن وحمل رقم 2720، بمطالبة الأمين العام للأمم المتحدة تعيين منسق للإشراف على إيصال المساعدات إلى غزة وإنشاء آلية أممية جديدة للمساعدات الإنسانية وزيادتها بشكل واسع، فيما جرى تبني القرار بموافقة 13 من أعضاء المجلس الـ15، وامتناع عضوين، هما الولايات المتحدة وروسيا. ويدعو القرار، الفلسطينيين والإسرائيليين، ولأول مرة منذ 7 أكتوبر، إلى وقف الأعمال العدائية والتأكيد على أهمية حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، والتزام مجلس الأمن الثابت برؤية حل الدولتين بحيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنباً إلى جنب بسلام وحدود آمنة ومعترف بها بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.واعتبرت معالي السفيرة لانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية والمندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أن قرار مجلس الأمن يشكل خطوة بالغة الأهمية ضمن مسار دولة الإمارات، مشيرةً إلى أنه سيتيح إدخال المساعدات التي تشكل شريان الحياة لأهل غزة، وإيصالها لمن هم بأشد الحاجة إليها.ورحبت دول عربية وغربية عدة، بينها البحرين ومصر وعُمان والأردن واليمن وبريطانيا والأمم المتحدة، بقرار مجلس الأمن الدولي باعتباره «خطوة على طريق وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة» والتأكيد على أهمية إدخال مزيد من المساعدات، حيث أشارت الخارجية المصرية إلى أن إنشاء آلية برعاية الأمم المتحدة لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة للتعامل مع الأوضاع الإنسانية المأساوية «مهم ومحوري» مع تعيين منسق أممي رفيع المستوى لتسهيل دخول المساعدات إلى داخل القطاع ما بين تنسيق ومراقبة وتحقق.جهود بارزةوقال عبدالفتاح دولة، المتحدث باسم حركة «فتح»، إن الفلسطينيين يثمنون جهود دولة الإمارات للوصول إلى قرار في مجلس الأمن يقضي بزيادة دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيراً إلى أن هذه ليست المرة الأولى، حيث سعت دولة الإمارات مراراً للتوصل إلى حل دبلوماسي يقضي بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في القطاع وهو أمر محمود ولن ينساه الفلسطينيون للأشقاء في دولة الإمارات.وأضاف عبدالفتاح دولة في تصريح لـ«الاتحاد» أن السلطة الفلسطينية بالتعاون مع الشركاء العرب والدوليين وفي مقدمتهم دولة الإمارات يعملون على كافة الحلول الدبلوماسية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خاصة مع تصاعد الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي تضرب القطاع وارتفاع أعداد الضحايا مؤخراً.

خطوة دبلوماسيةبدوره، شدد مستشار الرئيس الفلسطيني محمود الهباش، على أهمية الخطوة الدبلوماسية التي قامت بها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجلس الأمن، معتبراً أنها عبرت عن العمق العربي والعمل المشترك في كافة النواحي لرفع الأزمة والضغوط عن قطاع غزة وما يعانيه من أزمة إنسانية طاحنة منذ السابع من أكتوبر الماضي.وأضاف مستشار الرئيس الفلسطيني في تصريح لـ«الاتحاد» أن «العمل المشترك يجب أن يستمر بين كافة الشركاء ليس العرب فقط وإنما في العالم للعمل على المطلب الرئيسي للشعب الفلسطيني، وهو وقف إطلاق النار في أسرع وقت وأقرب فرصة، خاصة مع الأزمة الإنسانية الطاحنة في قطاع غزة والتي حولته وفقاً لمنظمات أممية لأخطر منطقة في العالم، مع معاناة كافة سكانه من أزمة جوع ستتفاقم خلال الفترة المقبلة».وأشار إلى أنه على المجتمع الدولي القيام بدوره والمساعدة في الوصول إلى حل نهائي يقضي بوقف إطلاق النار في أسرع وقت، مشيدًا بجهود دولة الإمارات في مجلس الأمن والتي لم تتوقف رغم استخدام «الفيتو» الأميركي أكثر من مرة.خطوة مهمة وفي السياق، أشاد السفير منير زهران، السفير المصري السابق بالأمم المتحدة، ورئيس المجلس المصر للشؤون الخارجية، بالدور الإماراتي في تمرير القرار الاستثنائي في مجلس الأمن بدون وجود أي «فيتو»، معتبراً أن ذلك يشكل خطوة مهمة على طريق وقف دائم لإطلاق النار كما ترسخ لحق تقرير المصير الفلسطيني والعمل على تنفيذ حل الدولتين في أسرع وقت.واعتبر السفير منير زهران في تصريح لـ«الاتحاد» أن «التناغم العربي فيما يتعلق بصياغة القرار وإثبات أهميته هو أيضاً عملية دبلوماسية غاية في التعقيد والأهمية ويجب الإشارة إليها حيث عملت المجموعة العربية سويةً في الأمم المتحدة على صياغة القرار بشكل يمكن تمريره خاصة مع عدم النجاح السابق في تمرير أي قرارات بسبب الفيتو من الولايات المتحدة الأميركية».وأشار إلى أن دخول المساعدات الإنسانية للقطاع كانت عملية مؤرقة، والتأكيد عليها من قبل مجلس الأمن يمثل إنجازاً حقيقياً من قبل الدبلوماسيين العرب عموماً ودولة الإمارات خصوصاً. وأكد الخبير الدبلوماسي البارز أنه «سيتم البناء على هذا القرار خلال الفترة المقبلة خاصة وأنه أعطى شرعية واضحة سيتم البناء عليها للمطالبة بوقف دائم لإطلاق النار وبشكل عاجل خاصة مع الأزمة الإنسانية التي اعترف بها القرار الصادر من أعلى جهة أممية، وهي مجلس الأمن الدولي، وبالتالي سيتم البناء عليها بشكل فعال خلال الفترة المقبلة».

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على