من الأشهر اليوم؟

 شريف عادل (واشنطن)
واصلت مؤشرات الأسهم الأميركية ارتفاعاتها للأسبوع السابع على التوالي، مدعومة بارتفاع معنويات المستثمرين، في أعقاب تثبيت بنك الاحتياط الفيدرالي معدل الفائدة على أمواله، للمرة الثالثة على التوالي، مع تلميح رئيسه جيروم باول بإمكانية خفض الفائدة «مرات عدة» في 2024.وبنهاية تعاملات الجمعة، كان مؤشر داو جونز الصناعي مرتفعاً بنسبة 0.15%، كما ارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 0.35%، بينما كان مؤشر «إس أند بي 500» في المنطقة الحمراء، ولكن بأقل نسبة تراجع يمكن تسجيلها. وأنهى مؤشر داو جونز تعاملات اليوم عند أعلى مستوى إقفال يصل إليه في تاريخه.وشهدت تعاملات اليوم تحركات عنيفة للعديد من الأسهم، بسبب ما يعرف باسم «السحر الثلاثي»، وهي ظاهرة تحدث مرة كل ثلاثة أشهر، حين تستحق العقود المستقبلية وعقود الخيارات على مؤشرات الأسهم وأيضاً عقود الخيارات على الأسهم في نفس اليوم.وكان الأسبوع المنتهي، والذي شهد آخر اجتماعات العام لمجلس الاحتياط الفيدرالي، واحداً من أفضل أسابيع العام للأسهم الأميركية، حيث ارتفع فيه مؤشر داو جونز بنسبة 3.8%، وأضاف مؤشر «إس أند بي 500» نسبة 3.3%، بينما تجاوزت المكاسب في مؤشر ناسداك نسبة 4%.وبنهاية الأسبوع، سجل مؤشر «إس أند بي 500» أطول سلسلة مكاسب له منذ عام 2017، وأصبح على مسافة تقل عن 2% من قيمته من تجاوز أعلى مستوياته على الإطلاق، والذي سجله في يناير 2022.وانتعشت وول ستريت هذا الأسبوع بعد أن أكد البنك الفيدرالي يوم الأربعاء أن جهوده لتخفيف التضخم قد اقتربت من جني الثمار، مشيراً إلى توقعه إجراء ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة العام القادم. وساعدت بيانات مبيعات التجزئة القوية عن نوفمبر، التي تم الإعلان عنها صباح الخميس في واشنطن، بعد بيانات أخرى ظهرت هذا الأسبوع وأوضحت تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة، على تعزيز الآمال في تحقيق الهبوط الناعم، الذي انتظره الكثيرون، بالقضاء على التضخم المرتفع، دون إدخال الاقتصاد الأكبر في العالم في ركود.ومع ذلك، خفف رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز من النشوة في الأسواق، حين قال في مقابلة تليفزيونية يوم الجمعة: «نحن في المجلس لا نتحدث حقاً عن التخفيضات في أسعار الفائدة في الوقت الحالي».وجاءت كلمات ويليامز، التي قلصت مكاسب الأسهم في آخر ساعتين من تعاملات يوم الجمعة، على عكس ما أظهرته البيانات الصادرة عن البنك الفيدرالي يوم الأربعاء، والتي أظهرت أن أعضاء مجلس الاحتياط الفيدرالي اقترحوا خفض الفائدة ثلاث مرات على الأقل في عام 2024، بمقدار ربع نقطة مئوية في المرة الواحدة، وهي أقل من توقعات السوق التي أشارت إلى أربع مرات، لكنها كانت أكبر مما أشار إليه صناع السياسة النقدية سابقاً.