الإمارات والبحرين.. شراكة فنية استثنائية

٥ أشهر فى الإتحاد

تامر عبد الحميد (أبوظبي)
شراكة استثنائية تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين في مجالات فنية عدة، وتشهد على ترسيخ أواصر العلاقة الثنائية بين البلدين. وفي مجال الدراما التلفزيونية، شارك عدد من أبرز نجوم الدراما البحرينية في بطولة العديد من المسلسلات الإماراتية خلال السنوات الماضية، كما تعاون فنانون إماراتيون في أعمال بحرينية حققت نجاحاً كبيراً. ولم يقتصر التعاون على مجال التمثيل، وإنما وصل كذلك إلى التأليف والإخراج.مناخ فنيحققت مملكة البحرين على مدى 52 عاماً، الكثير من الإنجازات في شتى المجالات، بعدما قطعت شوطاً كبيراً في سبيل التنمية وتحقيق الرخاء والاستقرار، ومع التطور الكبير الذي تشهده البحرين، فقد أوجدت مناخاً فنياً يستوعب أفكار المبدعين في السينما والتلفزيون، لتقديم أعمال فنية تنشر الثقافة والعادات والتقاليد وتعزز القيم البناءة. وكانت بداية الدراما البحرينية في فترة الثمانينات، حيث صورت العديد من الأعمال، بينها «ثلاثية العين» عام 1988، تأليف راشد الجودر، إخراج بسام الذوادي وبطولة سعد البوعينين ومحمد عواد، والأجزاء الـ 3 من مسلسل «أم هلال»، تأليف عيسى الحم، إخراج محيي الدين جلال، وبطولة سلوى بخيت وجاسم الصايغ.«بحر الليل»مسلسل «بحر الليل» من أبرز المسلسلات التي شهدت تعاوناً إماراتياً بحرينياً، وشارك في بطولته جابر نغموش وأحمد الجسمي ومحمد ياسين وعلي الغرير وهيفاء حسين، وتولى تأليفه الكاتب البحريني جمال الصقر وأخرجه البحريني مصطفى رشيد.إنتاجات مشتركةوشاركت الممثلة البحرينية سعاد علي في بطولة عدة مسلسلات إماراتية نالت صدى كبيراً، ومنها: «على قد الحال»، «وديمة وحليمة»، «الحرب العائلية الأولى» و«جديمك نديمك»، وقد أشادت بالقنوات الإماراتية التي تدعم الإنتاجات الدرامية المشتركة التي تسهم في تبادل الخبرات والثقافات، وتدعم المشهد الدرامي بأفكار جديدة تخرج من نطاق القصص المكررة، مثل «شبكة أبوظبي للإعلام» التي تحرص دائماً على دعم الدراما الخليجية، وعرض مسلسلات خليجية على قنواتها مثل «جديمك نديمك»، الذي عرض على «قناة الإمارات»، وتعتز به كثيراً، لاسيما أنه أعادها للتعاون مع الممثل جابر نغموش، بعدما ظهرا معاً للمرة الأولى في مسلسل «حاير طاير».تعاون مثمر«ساعي البريد» مع جابر نغموش، و«بنات مسعود» مع منصور الفيلي، «فنطاس» مع طارق العلي وميثاء محمد، أحدث المسلسلات التي شارك في بطولتها الممثل البحريني خليل الرميثي، وكلها من إنتاج «شبكة أبوظبي للإعلام». عرضت على قناتي «أبوظبي» و«الإمارات» في مواسم رمضان السابقة، وحققت صدى جماهيرياً كبيراً، حيث أعرب الرميثي عن اعتزازه بهذا التعاون المثمر مع الممثلين والمخرجين والقنوات الإماراتية، الأمر الذي أوجد فرصة للاحتكاك الخليجي، وتبادل الثقافات والخبرات والاستفادة من المدارس الفنية المختلفة، موضحاً أنه لا يتردد في الموافقة على المشاركة في عمل إماراتي خليجي، لاسيما أن التعاون الفني الإماراتي البحريني يضع بصمة خاصة له في مسيرته الفنية. تطورالممثلة البحرينية شيماء سبت تحرص على تواجدها المستمر في الأعمال الدرامية الإماراتية، ومنها «طماشة» و«كنا أمس» و«بنات مسعود»، إلى جانب مشاركتها في بطولة مسلسلات خليجية من إنتاج إماراتي لـ «شبكة أبوظبي للإعلام»، مثل مسلسلها الأخير «عين الذيب» مع الممثل داوود حسين. وأشادت شماء بالعلاقات الثنائية التي تجمع فناني الإمارات والبحرين وتقدم نمطاً فنياً فريداً، لاسيما مع التطور الذي وصلت إليه الإنتاجات الدرامية الإماراتية، من خلال القنوات التلفزيونية، مثل «شبكة أبوظبي للإعلام» التي تدعم تنفيذ أعمال درامية خليجية بمستوى عالٍ من أجل إثراء الساحة الفنية بمسلسلات مختلفة ترتقي بالمشاهد العربي.بداية حقيقيةوتعتبر البداية الحقيقية للدراما في تلفزيون البحرين، مع عرض الجزأين الأول والثاني من مسلسل «بن عقل»، تأليف راشد الجودر وإخراج عبد الله يوسف في عامي 1987 و1988. وشهد عام 1992 إنتاج 3 أعمال درامية دفعة واحدة، الأمر الذي شكل نقلة نوعية في مسيرة الدراما التلفزيونية. وقدم الكاتب راشد الجودر والمخرج أحمد المقلة أول عمل مشترك لهما، وهو البرنامج الدرامي «صور قديمة»، كما قدم التلفزيون البحريني عملاً درامياً غنائياً مميزاً، هو مسلسل «غناوي بو تعب»، بطولة عبد الله ملك، تأليف الشاعر علي الشرقاوي وإخراج أحمد يعقوب المقلة.إنتاج ضخموبعد تأسيس تلفزيون البحرين عام 1971، تولى تنفيذ وإنتاج العديد من المسلسلات الناجحة أبرزها: «ملح وذهب»، «فتاة أخرى» «البيت العود» و«فرجان لوّل»، ليخطو بعدها التلفزيون للمرة الأولى بخوض تجربة ضخمة في الإنتاج المشترك باستضافته الكاتب المصري محمد جلال عبد القوي والمخرج مجدي أبو عميرة، لكتابة وإخراج مسلسل «أولاد بوجاسم»، بطولة نخبة من ممثلي الإمارات والبحرين والكويت والسعودية وعمان وسوريا ولبنان، وحقق نجاحاً كبيراً.وفي عام 2000 تم تقديم العديد من المسلسلات التي نالت شهرة واسعة منها «السديم»، تأليف أمين صالح وإخراج أحمد يعقوب المقلة، و«مواطن طيب»، تأليف حمد الشهابي وإخراج مصطفى رشيد، و«هدوء وعواصف»، تأليف أحمد الفردان إخراج محمد القفاص.شهرة واسعةشارك الفنان الراحل علي الغرير في بطولة العديد من المسلسلات الإماراتية، وجسد عدداً من الشخصيات المتنوعة التي حققت له شهرة واسعة على مستوى العالم العربي، ومنها «وديمة وحليمة»، «الحرب العائلية الثالثة»، «حدك مدك» و«جديمك نديمك» مع جابر نغموش.تاريخ مشرفللسينما البحرينية تاريخ مشرف، حيث تم إنتاج العديد من الأفلام البحرينية بدءاً من الفيلم التسجيلي «كشمير تنادي» لخليفة شاهين عام 1967، ثم صور بعض الأفلام القصيرة، أبرزها فيلم «حمد والقراصنة» الذي أنتجته «والت ديزني» وعرض للمرة الأولى في الولايات المتحدة الأميركية، ثم تم توزيعه على دول العالم. وفي عام 1971 أسس شاهين مؤسسة «الصقر» وأنتج عدداً من الأفلام التسجيلية التي عرضت في مهرجانات عالمية وفازت بعدة جوائز، بينها: «صور من الجزيرة» و«ناس في الأفق» و«الموجة السوداء»، بعدها خاض الثنائي مجيد شمس وعلي عباس تجربة إخراج الأفلام الروائية، وقدما «الغريب علي عباس» و«الرجال الثلاثة» و«انتقام» و«غدار يا زمن».وشهدت السينما البحرينية نقلة نوعية مع ظهور المخرج بسام الذاودي الذي تولى إخراج عدد من الأفلام القصيرة منها «الوفاء»، «الأعمى»، «الأجيال»، «الأخوين» و«القناع». وقدم بعدها «الحاجز» عام 1990، و«زائر» عام 2003. ومنذ بداية عام 2000، تم تقديم عدد من الأفلام المميزة، منها «حكاية بحرينية» لبسام الذوادي، «أربع بنات» لحسين الحليبي، «سوالف طفاش: جزيرة الهمالايا»، و«طربال رايح جاى».

شارك الخبر على