قمة سوتشي تعلن هزيمة الإرهاب في سوريا والتحضير للتسوية

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن توافق أطراف قمة سوتشي الثلاثية على بدء العمل لإطلاق حوار سوري وطني شامل.

وقال بوتين، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقب القمة التي شارك فيها آلى جانبه كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني "إن روسيا وإيران وتركيا تواصل العمل الوثيق على تعزيز نظام وقف الأعمال القتالية، والتطبيق المستدام لخفض التصعيد، ورفع الثقة بين أطراف الأزمة". كما شدد على أن الزعماء الثلاثة قاموا برسم الخطوات ذات الأولوية لبتفعيل الحوار السوري الشامل بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".

وأشار الرئيس الروسي إلى أن "كلا من رئيسي إيران وتركيا أيد المبادرة الخاصة بعقد المؤتمر السوري العام للحوار الوطني في سوريا"، موضحا أن المشاركين في قمة سوتشي "اتفقوا على إجراء هذه الفعالية بالغة الأهمية على مستوى مناسب مع ضمان مشاركة ممثلين عن الشرائح الواسعة للمجتمع السوري فيها". وأكد أنه من المخطط، خلال هذا المؤتمر أن يتم جمع ممثلين عن مختلف الأحزاب السياسية، والمعارضة الداخلية والخارجية، والطوائف العرقية والدينية، حول طاولة المفاوضات.

كما شدد بوتين على أن "المؤتمر سينظر في القضايا المحورية للأجندة الوطنية العامة في سوريا"، مبينا أن من بينها، بالدرجة الأولى، تلك التي تتعلق بوضع معايير لهيكل الدولة السورية المستقبلية، وتبني دستور جديد، وإجراء انتخابات على أساسه بمراقبة من قبل الأمم المتحدة.

وذكر بوتين في هذا السياق أنه أبلغ كلا من روحاني وأردوغان بنتائج لقائه الرئيس السوري، بشار الأسد، في سوتشي، يوم الاثنين الماضي. وقال لقد "أشرنا إلى تمسك القيادة السورية بمبادئ الحل السلمي للأزمة السياسية، واستعدادها لإجراء الإصلاح الدستوري، وانتخابات حرة بإشراف من قبل الأمم المتحدة، كما أكدت لنا".

على صعيد آخر، أعلن بوتين أن أطراف قمة سوتشي اتفقت أيضا على بذل الجهود لتحفيز الدول الأخرى للانضمام للعمل على إعادة إعمار سوريا. وقال "إننا خلال المفاوضات لم نهمل قضية إعادة إعمار سوريا اجتماعيا واقتصاديا، ويجب القيام بعمل كبير يتمثل بمساعدة السوريين في إعادة إنشاء

البنية التحتية، وإحياء قطاعات الصناعة والزراعية والتجارة، وإعادة فتح المنشآت العامة مثل المستشفيات والمدارس ورياض الأطفال".

وشدد بوتين على الأهمية المبدئية لزيادة حجم المساعدات الإنسانية للسكان عدة مرات، وتطهير أراضي سوريا من الألغام بشكل كامل، والحفاظ على التراث التاريخي والثقافي. وأوضح بأن أطراف المحادثات في سوتشي اتفقت على فعل كل شيء ممكن لتحفيز انضمام الدول الأخرى والمنظمات الإقليمية والدولية إلى هذا العمل.

وأعلن بوتين أن أطراف قمة سوتشي أقرت بيانا ختاميا مشتركا بنتيجة المحادثات. وقال إنه "وفقا لرأينا المشترك فإن النجاحات في ميدان القتال، التي تعجل بتحرير كامل أراضي سوريا من قبضة المسلحين، تفتح مرحلة جديدة نوعية في تسوية الأزمة بشكل عام"، موضحا بأنه يقصد وجود آفاق حقيقية لتحقيق التطبيع الشامل وطويل الأمد في سوريا، ووضع المبادئ السياسية للدولة في مرحلة ما بعد النزاع، وهو الأمر الذي يعتمد عليه البيان المشترك المتفق عليه نتيجة محادثات سوتشي. وأعرب عن أمله في أن الاتفاقات، التي تم التوصل إليها في القمة، ستسهم في التسريع الحقيقي لعملية التسوية السورية، وخفض مخاطر وقوع نزاعات جديدة وتصعيد الخلافات العرقية والدينية، وبالتالي ستؤثر بشكل إيجابي جدا على الوضع في منطقة الشرق الأوسط.

من جانبه، أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني أن إيران وتركيا تؤيدان المبادرة الخاصة بعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري. وقال إن "الهدف الأساسي لقمتنا الثلاثية في سوتشي هو عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري.. وقد قمنا بالإعلان عن مواقفنا، وأعربت كل الدول الثلاث عن دعمها لعقد مؤتمر الحوار الوطني علنا، في سوتشي". وأضاف بأن إيران وروسيا وتركيا اتفقت على إجراء لقاءات على مستوى وزراء الخارجية وكذلك ممثلين عن الهيئات الخاصة لهذه الدول لضمان الظروف الملائمة لعقد المؤتمر. كما شدد على أن الأطراف الثلاثة تأمل في أن يصبح هذا المؤتمر خطوة جديدة في تحقيق السلام والاستقرار في سوريا"، وإجراء انتخابات حرة في البلاد على أساس دستور جديد.

شارك الخبر على