أنشيلوتي.. «القوة الهادئة»

٦ أشهر فى الإتحاد

 أنور إبراهيم (القاهرة)
يُعتبر الإيطالي كارلو أنشيلوتي من أكثر المدربين الذين يحظون بالاحترام، والمطلوبين في أندية كثيرة، سواء استمر على «دكة المدربين» في ريال مدريد، أو رحل إلى البرازيل في «صيف 2024»، بفضل أسلوبه الهادئ والمتميز وخبراته الطويلة في مهنته، وتفانيه فيها.نجح أنشيلوتي في تخطي عقبات كثيرة، في أصعب الظروف، مثلما حدث معه هذا الموسم من بدايته مع «الريال»، على مستوى إصابات اللاعبين بالجملة، بدءاً بالحارس البلجيكي العملاق تيبو كورتوا، وقلب الدفاع البرازيلي إيدر ميليتاو، وتواصل الإصابات لتشمل ما يقرب من نصف القوة الأساسية، حيث تعرض نجما الوسط الفرنسيان أوريليان تشواميني وإدواردو كامافينجا للإصابة، الأول مع منتخب بلاده، والثاني مع ناديه، ولحق بهما الجناح البرازيلي الخطير فينسيوس جونيور الذي أصيب مع منتخب «السامبا»، لينضم إليهم بعد ذلك الكرواتي لوكا مودريتش «مايسترو» الوسط، والظهير الإسباني «المحنك» داني كارباخال، ومواطنه الحارس كيبا الذي تماثل للشفاء، وقبلهم جميعاً النجم التركي الشاب أردا جولر الذي لم يلعب حتى الآن أي مباراة مع الفريق بسبب إصاباته المتكررة.ورغم «الصورة القاتمة»، لم يختلق أنشيلوتي أعذاراً، ولم يفقد أعصابه، أو يخرج عن شعوره، وإنما استطاع بخبرة السنين الطويلة والبطولات والألقاب الكثيرة التي حصل عليها، ومنها 4 بطولات دوري أبطال «رقم قياسي»، أن يواصل المسيرة مع «الميرنجي»، بل ويتصدر الدوري الإسباني «الليجا» حتى الآن، وأيضاً مجموعته في دور المجموعات بدوري الأبطال الأوروبي، ليؤكد مقولة إن «الريال بمن حضر».وإذا كانت الصحافة الأوروبية وخبراء الكرة أطلقوا على الإسباني بيب جوارديولا لقب «الفيلسوف»، والبرتغالي جوزيه مورينيو «سبيشيال ون»، وأطلق الألماني يورجن كلوب على نفسه لقب «نورمال ون»، أو الرجل العادي، فإن أنشيلوتي يستحق لقب «القوة الهادئة». 
وينصب حديث الصحافة الإسبانية، في الوقت الحالي، على الإشارة إلى تزايد فرص إستمرار أنشيلوتي مع الريال، خاصة بعد إطاحة إدنالدو رودريجيز رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم من منصبه، والذي كان متمسكاً بتولي أنشيلوتي مهمة تدريب منتخب بلاده، وكان على اتصال به ليقنعه بتدريب «السامبا».وترتيباً على ذلك أصبح «البلانكوس» خيار أنشيلوتي الأول للبقاء الموسم المقبل، ما لم يحدث ما «يعكر الصفو»، كأن يخرج «الريال» من الموسم الحالي، من دون أن يحقق أي لقب أو بطولة.ويرفض أنشيلوتي بشدة فكرة شد الرحال إلى الدوري السعودي، كما يؤكد أنه لم يتلق أي اتصال من أحد هناك، وحتى لو حدث ذلك، فإنه لن يرحب، لأن لديه خططاً أخرى، ليس من بينها التدريب في السعودية. 
وفي هذا الصدد، يقول إن مسألة الحصول على عقد مغرٍ هناك، لا تثير لعابه، لأنه ليس بحاجة إلى المال، ولديه ما يكفيه منه، وكل ما يريده أن يشعر بالراحة والسعادة في النادي الذي يدربه، حتى لو كان ذلك براتب أقل، وهو بالفعل يشعر بذلك في «السانتياجو برنابيو»، ويتمنى لو بقي هناك طويلاً.ويعترف أنشيلوتي بأنه لا يتخذ قراراته بناء على ما يمكن أن يحصل عليه من مال وفير، لأن المال لا يمثل أهمية كبرى بالنسبة له، وإنما يتخذها على أساس «قناعات» فنية في المقام الأول.

شارك الخبر على