من العين إلى الظفرة

٧ أشهر فى الإتحاد

هذه سيرة وطن، هذه رؤية قيادة، هذه طموحات دائرة لها في الشأن فن، ومركز يصنع الفارق في بناء اللحمة الثقافية ليس على مستوى الإمارات فحسب، وإنما هي الأهداف السامية، تفرد أجنحة التألق في جميع أنحاء العالم، لأن العاشقين تلهمهم القصيدة، لبناء سرج الجياد الجامحة، وعلى الصهوات تنطلق الإرادة مبتسمة، ورضابها من حبر خير جليس، وأنبل ورقة تصفحتها الأنامل، ونظرت إليها العيون الحور، مبتهجة بالمعطى، حبوراً بهذا المنجز الثقافي الابداعي الإنساني، الذي أصبح اليوم أبجدية الرواية الابداعية، وبلاغتها ونبوغها وأناقتها ولياقتها ولباقتها، وضوءها ووضوء تهجدها، وتراتيل غفوتها وصحوها.لم تنته فرحة العين، حتى بزغت شمس الظفرة محملة بأهداب السنابل الخضراء، مرفرفة بأوراق الوعي التاريخي منذ أن نزع الإنسان عن كاهله غبار البدائية، وسار في أزقة الحلم يبحث عن ذاته بين طيات الكتب والصحائف، وكل ما أبدعه العقل الإنساني، وكل ما برعت به القريحة البشرية من حياة أفضل، ومستقبل أرقى.في الظفرة الشاسعة جمالاً، الواسعة عطاء، المحاذية للبحر، القابعة عند مهد الصحراء الجليلة هناك، يزخرف الكتاب الرمل، ويخضب التلال الخصيبة، بحناء الفرح، وهناك ترتع غزلان الروح بين أعشاب الكلمات، مستلهمة بوحها منذ فجر التأسيس، حيث أوجد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كل ما يرتبط بشهامة الإنسان، وكرامته ووعيه، حتى أصبح للكتاب موقعٌ في النفوس كما هي الوردة في البساتين، كما هي الموجة وهي تحدق في السواحل، كما هي الشمس تحت قبعة السماء الزرقاء، واليوم تستمر المسيرة بفضل العطاء المديد، الذي تقدمه القيادة الرشيدة، وإيمانها بأن الكتاب يضم بين صفحاته كل ما ينمي القدرات، ويمنح المحسنات البديعية لثقافة الجيل، جيل الإنسانية.إذاً نحن أمام ثقافة مستدامة، لا يخبو لها وميض، ولا ينطفئ لها بصيص، بل هو النور الطالع من ثنيات الصحراء، الذاهب إلى الأفق، والمنثور في وجدان الناس جميعاً، المبثوث في الأرجاء الواسعة للنفس البشرية، المتحدر من سفوح العلاقة بين الإنسان ولغة التواصل بين أبناء الأرض.هذه هي استراتيجية دائرة الثقافة في أبوظبي، وهذه هي الأهداف التي وضعها مركز أبوظبي للغة الكونية، وهذه هي الحاجة الوجودية التي ينفذها شباب من هذا الوطن، آمنوا بأن الثقافة أمانة وأن الأمانة تقتضي تلوين الأحلام بلون الصحراء، وهي تملس خصلات الغاف، بأنامل الشغف، وهي تلامس العناقيد الغضة، بقلب مدنف بعشق الجذر والساق، وما بينهما، تكمن أسرار النمو وما أخفته العروق من اخضرار ضمير الصحراء، وتوهج القائمين على إرواء الثقافة، من ماء العيون التي تسهر، وتعب العقل الذي يمحص ويفحص، ويخلص الأصول من الشوائب، ويحرر العقول من التبعية، لما هو حكاية ما قبل النوم. فشكراً لكل مجتهد، وشكراً لكل محب لهذا الوطن، يعطيه من عمره، ونبض قلبه.

شارك الخبر على