في إكسبو .. المشهد كأنه البدايات

almost 2 years in الإتحاد

كان الإنسان البدائي يعيش حلم المشي على الأرض من دون معوقات ولا ضوارٍ تحيق به، ومع التأمل، والتفكير بعمق، حبت الأقدام، وسارت على الأرض الهوينا، واكتسب الإنسان التجربة والخبرة في تخطي العقبات، وبالإيمان بالوحدة البشرية، ونسج خيوط التعاضد بين البشر، استطاع الإنسان أن يبني بيته على الأرض، ثم يسيجه بالشجرة التي تفرعت وأثمرت، وأنتجت غذاء الروح والجسد، ونمت في رأس الإنسان الطموحات، وحدد الأهداف، وسدد الخطوات، وبلغ ما بلغ بها بعد أن نضجت النظرية في عقول الفلاسفة، وعلى رأسهم الفيلسوف الإنجليزي فرنسيس بيكون الذي أطلق إعلانه الشهير في سنة 1620م قائلاً «المعرفة قوة».والتاريخ يشبه نفسه في أحداثه وتطوراته، في تصاعدية مذهلة، وها هي الإمارات اليوم بفضل القيادة الرشيدة، تقود المرحلة، إلى مراحل ما بعد التفكير العادي، وإلى تطور لا يلغي ما قبله، وإنما يراكم التجربة، ليصير العالم إلى مراحل تحميه من التوقف عند نقطة معينة، وتردع عنه الخمول والكسل، وتذهب به إلى أبعد من الأحلام والتصورات، تذهب به إلى حيث تكمن بلاغة العقل، ونبوغ الملكات، وتنوع الأفكار، إلى عالم يرتع في بساتين الوعي، ويجدد العهد مع الحياة، ليكون الإنسان راعياً للكون، كما قال الفيلسوف الألماني مارتن هايدجر.هذه هي أهداف الإمارات، تصبو إلى جعل العالم يسكن تحت سقف مزخرف بصفاء النجوم، ورخاء الأرض، وعافية الإنسان، وجمال الطبيعة.هذه هي الأهداف التي وضعتها الإمارات، ونسبتها، ونمتها، ورعتها، وصارت في الحقيقة، عناوين عريضة، لدولة لا تقبل إلا المركز الأول، ولا ترضى إلا أن تكون في الفرادة التي تمنحها التقدم دون التوقف، لأن في التقدم يحدث الكمال، كما أشار الشاعر والفيلسوف العربي اللبناني جبران خليل جبران. هذه هي القواسم المشتركة التي ترسمها الإمارات على جبين الإنسانية، لأنها الحل لكل المعضلات، السياسية والاقتصادية والبيئية، ولا حل غير هذه الشروط الطبيعية، لبناء عالم من دون مخالب، عالم يجتمع على خير الجميع، عالم يلتئم على بناء مزرعة الأقمار والإعمار، عالم يؤمن بأن هذه الأرض بيتنا المشترك، ونحن المسؤولين عن نقائها، ورخاء ترابها، وصفاء سمائها.هذه هي القناعة التي تتكئ عليها قيادتنا الرشيدة، وهذه هي الثوابت التي لا تنحاز قيادتنا إلا إليها، ولذلك نجد الوثبة العالمية باتجاه الإمارات، لما نادى المنادي هيا لنتداعى، ونلتئم، ونعمل يداً بيد، وكتفاً بكتف، لأجل أجيال تأتي غداً وتفتح حقائب المدرسة، وتقرأ عن تاريخ عالم قادته دولة، سبقت غيرها في الوعي، فأينعت ثمار الشجرة على أرضها.إنها ملحمة التاريخ المعاصر، أن تحدث كل هذه الهبة العالمية، على أرض السخاء، ورخاء المشاعر، وثراء الأفكار المجللة بالوعي، المكللة بشفافية الوجدان، المتوجة بتاريخ رجل نجيب، ترك إرث التواصل بكل ما يحتويه من قيم عالية المنسوب، زايد الخير، طيب الله ثراه، وعلى أثره تسير خطوات القيادة الرشيدة بثبات وثقة، مدعمة بوفاء شعب أحبته قيادته، فمنحها القلب والروح.

Mentioned in this news
Share it on