فيلم "الثلج الاخير".. تحفة ايرانية عن الهروب من القدر!

٦ أشهر فى البلاد

ياخذنا المخرج الايراني امير حسين اصغري في فيلمه ( الثلج الاخير ) الى قصيدة سينمائية تعزف على مقام الهروب من الاقدار حيث جميع الشخصيات توجة بوصلتها الانسانية صوب ذلك الهروب من تلك الظروف الصعبة والقاسية التى تعيشها في تلك القرية الجبلية وسط الثلوج والقدرية المجهولة .
يوسف ( امين حياياي ) طبيب بيطري ناجح في تلك القرية يعاني من حروق شوهت جسدة نتيجة مبادرته للمساعدة اثناء نشوب حريق في احد المزارع حيث تعتقد زوجته بالخطأ انه جازف بحياته وباتت لا تستطيع تحمل تشوهات جسده لذا يطلب منها ان ترحل بعيدا عنه وتعيش حياتها، وهنا تبدا رحلته في الهروب من ذلك القدر الاعمي .
وفي خط متداخل نتابع حكاية رجل هربت ابنته ويقوم بالبحث عنها مع فريق الانقاذ الذى يجمع ابناء القرية وهو خاف من قدرية هروب ابنته حيث الفضيحة متمنيا ان تكون الذئاب قد اكلتها في الوقت الذى توجه له الاتهامات بانه اصاب احد الذئاب في تلك القرية حيث تمنع القوانين اغتيال الذئاب بوصفها من الثروات الحيوانية والتى تضطر الى النزول للقرية بحثا عن الالكل لذا تقوم بمهاجمة الخراف وهي تحدث المواجهات بين اهل القرية وجماعة حماية البيئة التى تحاول حماية الذئاب وبقية الحيوانات المفترسة .
وضمن جماعة حماية البئية سيدة تقف في مواجهة الجميع وتعيش حياتها بين الحيوانات ( الذئاب ) لحمايتها ونعرف لاحقا انها تهرب من علاقة زوجية نتيجة خيانته .
تتطور العلاقة بين الطبيب البيطري ( الذي يحمي الابقار ويعالجها – ويكره الذئاب ) وتلك السيدة التي ( تحب الذئاب وتحميها ) والتي تقول له جملة محورية ( كما تحب الابقار متى يأتى اليوم الذي تحب به الذئاب)، وهذا ما نتكتشفة لاحقا في المشهد الاخير، حينما يقوم احد الذئاب التى عالجها بايصاله الى المدينة بعد ضياعة وسط الثلوج في ليلة عاصفة .
جميع الشخصيات تعيش حالة من الهروب من ظروفها والاشكاليات التي تحيط بها في نسق مكتوب بعناية عمق وثري وساحر يتناغم مع مساحة الثلوج التي تغطي المنطقة وايضا تلك الانسيابية العالية في حركة الكاميرا والاداء الداخلي العميق والشديد الحساسية .
المخرج امير حسين اصغري من مواليد طهران 1978 بدا مشواره في المسرح واكمل دراسته في الفنون شارك كمساعد مخرج في اكثر من 50 فيلما مع اهم صناع السينما الايرانية والتلفزيونية .
ونشير هنا الى ان الفيلم حصد اكبر عدد من الجوائز في مهرجان الفجر الاخير من بينها جائزة لجنة التحكيم الخاصة وافضل ممثل وتصوير وماكياج، وهو ما يمثل انجاز اضافي لرصيد هذة التجربة السينمائية البالغة الاهمية والثراء .
معه في الفيلم كل من امين حياياي ولادان مصطفي ومجيد صلاحي ونوشين ماسوان . كتب الفيلم امير حسين اصغري ومحمد عبادي وسعيد حسين حسيني، وفي الفيلم حضور بهي لمدير التصوير الايراني المتميز ارمان فايز الذى قاد التجربة الى مضامين بصرية عالية الجودة .
في فيلم الثلج الاخير حكاية تأتى ذريعة لتمرير ذلك الشكل العامر بالصور والذي يعادل قسوة الظروف التى تحيط بتلك الشخصيات عبر حياكة عالية الجودة بين الصورة والمضمون والقضية والشخوص والدلالات والالم الانساني الذى يمس المشاهد في كل مكان .
فيلم الثلج الاخير تحفة سينمائية ايرانية تذهب بعيدا عن حدود الصورة والزمان والمكان لانها تمس الانسان في صياغة سينمائية عميقة وشذية تدهشنا وتمتعنا وتاخذنا للاسترخاء على حد النصل، حيث الالم الممتع، ويبقي ان نقول: "برافووو".

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على