بوتين يتزعم قمة إيرانية تركية بطعم «سياسي عسكري»

أكثر من ٦ سنوات فى الموجز

 أشرف الصباغ
التحرير
 
أخبار العالم تبدأ اليوم في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود، قمة ثلاثية تضم رؤساء الدول الضامنة في صيغة أستانا وهي روسيا وتركيا وإيران، وذلك على خلفية تحولات ملموسة في الأزمة السورية يتردد صداها في الأوساط السياسية والدبلوماسية والعسكرية إقليميا ودوليا.
 
وتم التمهيد لهذه القمة على المستويين "السياسي – الدبلوماسي والعسكري"، حيث التقى وزراء خارجية الدول الثلاث سيرجي لافروف ومولود جاويش أوغلو ومحمد جواد ظريف في مدينة أنطاليا التركية يوم الأحد الماضي، وتبادلوا الآراء حول جميع القضايا المتعلقة بالتسوية في سوريا، وبحثوا التوجهات الرئيسة في تطور الوضع الميداني والسياسي، ودعوا إلى مواصلة تعاونهم ضمن صيغة أستانا، لتهيئة الظروف المناسبة لتفعيل المفاوضات السورية السورية تحت الرعاية الدولية في جنيف. كما بحث الوزراء الثلاثة سير التحضير لعقد "مؤتمر الحوار الوطني" السوري في مدينة سوتشي، مشيرين إلى أن هذه المبادرة ترمي إلى إعادة الثقة بين السوريين، ونقل حل جميع بنود الأجندة الوطنية إلى ساحة حوار "سوري - سوري" شامل، اعتمادا على قرار مجلس الأمن رقم 2254.
 
وعقب اللقاء الثلاثي في أنطاليا، قال لافروف إن الاجتماع بحث كذلك إمكانية مشاركة الأكراد في مؤتمر الحوار الوطني السوري، وأوضح بأن هذا اللقاء الثلاثي يأتي في إطار التحضيرات لقمة رؤساء روسيا وتركيا وإيران، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على القضايا الهامة، والتي سيتم إطلاع الرؤساء عليها. وشدد على أن عسكريي الدول الثلاث على اتصال دائم بشأن التعاون في مناطق تخفيف التوتر في سوريا.
 
وعسكريا، بحث رؤساء أركان روسيا فاليري جيراسيموف وتركيا خلوصي أكار وإيران محمد باقري عشية هذه القمة الأوضاع في سوريا، بما فيها مناطق ما يسمى بـ"تخفيف التوتر"، وذلك تأكيدا لإشارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأن العسكريين في الدول الثلاث على اتصال دائم فيما يخص مسائل عمل المناطق الأربعة لتخفيف التوتر في سوريا، ومن أجل إنشاء منطقة خامسة مماثلة.
 
ويأتي هذا اللقاء العسكري، الذي لفت انتباه العديد من الأوساط السياسية والعسكرية، عشية القمة الثلاثية حول سوريا التي ستجري اليوم الأربعاء، وستجمع بين رؤساء كل من روسيا وتركيا وإيران. وذلك بعد لقاء الرئيسين الروسي والسوري الذي لا يزال صداه يتردد في وسائل الإعلام وأروقة مراكز القرار إقليميا ودوليا.
 
وتتوقع أوساط سياسية ودبلوماسية إمكانية بدء شهر عسل بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والسوري بشار الأسد بعد لقاء الأخير مع بوتين في سوتشي، حيث أبدى الأسد استعداده لطي صفحة الماضي والدخول في حوار مع الأطراف المعنية بالسلام والاستقرار في سوريا، من دون أن يحدد هذه الأطراف، وقال "نحن لا نريد الالتفات إلى الوراء، ونرحب بجميع، من يريدون تسوية سياسية، ونحن جاهزون لإجراء حوار معهم"، كما أكد أن نظامه حريص على التقدم في الحل السياسي.
 
وفي الوقت الذي لم يتطرق فيه الأسد إلى الأطراف الذي يقصدها، وهل هي المعارضة السورية فقط أم استعداد دمشق لإجراء حوار قد يشمل كذلك أطرافا إقليمية، كانت تطالب بتنحيه عن السلطة، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن استقالة الشخصيات المتطرفة في المعارضة السورية من شأنه أن يساعد على توحيد معارضة الداخل والخارج على مبادئ بناءة وأساسية، مرحبا في الوقت نفسه بخطوات المملكة العربية السعودية للتحضير لمؤتمر "الرياض 2"، والذي من المقرر أن يبدأ اليوم الأربعاء في العاصمة السعودية، بمشاركة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا. وفي سياق متصل، أعرب لافروف عن دعم روسيا ومساندتها للجهود التي تبذلها السعودية لتوحيد المعارضة السورية، وذلك في إشارة إلى ارتياح موسكو لاستقالة رئيس الهيئة العليا للمفاوضات، المنبثقة عن معارضة الرياض، رياض حجاب.
 
وقال لافروف إن خروج الشخصيات المتطرفة من المعارضة السورية سيساعد على توحيدها، موضحا بأن حجاب جر فريقا من المعارضة إلى الاتجاه الخاطئ، وحاولوا أن يستخدموا أسلوب الإنذار مشترطين خروج الرئيس بشار الأسد، وهو ما يتعارض مع قرارات مجلس الأمن، التي تؤكد أن السوريين هم من يقررون مصير بلدهم.
 
وكان رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن منصة الرياض، أعلن أمس الاثنين، استقالته من منصبه، في خطوة تلتها سلسلة من القرارات المشابهة لعدد من المسؤولين فيها، بينهم سالم المسلط، وسهير الآتاسي، ورياض نعسان آغا، واللواء عبد العزيز الشلال، والمقدم أبو بكر، والرائد أبو أسامة الجولاني، وسامر حبوش، وعبد الحكيم بشار وجورج صبرا.
 
 

شارك الخبر على