تكريم المبدعين خطوة للتقدم

أكثر من سنة فى الإتحاد

على مدى التاريخ البشري، للمبدع مصباحُه المنير، وإذا أطفئ المصباح، عتمت الحياة، وأصبحت الأرض خيمة تحرق خوصها، وتسبي عناقيد نخلها، وتجفف أنهارها، وتعيد الحياة إلى بدائيتها الأولى.هكذا يأخذنا وعي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وهكذا يبشرنا دوماً بدولة الاستنارة، وثقافة القيثارة المترنمة بأشجان مبدعيها، تلحن أغنيات ملكاتهم وهم يخصبون حياتنا بامتيازات الاستثنائية، ويخضبون أنامل توقنا بأجمل الإبداعات وأنبلها، وأكثرها إشعاعاً وتأثيراً وإثارة لنوازعنا، وأشواقنا، وأحلامنا نحو غد يشرق بوجوه جللها بقدرات، وإمكانيات، ومهارات، وبراعة في فن التعاطي مع الحياة.تكريم المبدع هو تكريم للحضارة، وهو إجلال للعلم، وتقدير لكل من يقدم ما ينفع، وكل ما يدفع العربة الحضارية نحو مزيد من الرقي، ورونق العطاء النبيل.والإمارات اليوم أصبحت محور التلاقي بين الحضارات، وجوهر البذل، والاجتهاد، من أجل إنسان يتحرر من التوكل على رتابة وسكون الأموات.الإمارات اليوم بفضل القيادة الرشيدة، تقدم نفسها، كطليعة سياسية، وثقافية واجتماعية، وإبداعية، في عالم يتطلع إلى رافعة تدفع عنه معضلات الطبيعة، وعواقب أزمنة شاعت فيها الحروب والكروب، وصار من المحتم على النبلاء أن يتصدوا لهذه التشققات في القماشة البشرية، ويبذلوا كل ما بوسعهم من أجل حماية الحضارة البشرية ومنع التراجع عن المنجزات العملاقة التي تحققت على مدى قرون، والوطن العربي خلال هذه الأزمنة كان المنبع والمنهل، كان الجدول العملاق الذي روى شغف العالم للمعرفة، فمن هنا، من هذه البقعة العزيزة من بلادنا انطلقت جياد المعرفة وعرفت العالم بأصول الوصول إلى نجوم السماء والتعرف على مواقعها ودوراتها، ومن هنا وهنا نشأ ابن سينا وهو الطبيب النفسي العتيد، والذي سبق فرويد في نظرية التحليل النفسي، ومن هنا جاء الفارابي، والرازي، وابن الهيثم، وابن خلدون مؤسس علم الاجتماع الإنساني، والذي سبق أوجست كونت مؤسس علم الاجتماع الغربي.أما ابن رشد صاحب مقولة (العلم في الغربة وطن، والجهل في الوطن غربة)، فهو صاحب الحقيقتين حول الإيمان.. إحداهما للعامة، والأخرى للخاصة، وهو واهب التفكير العقلي لأوروبا، وهو من عرف أوروبا بأرسطو، وترجم فلسفته لتلك الديار، يوم كانت تغط في السبات العميق.إذاً نستطيع القول إن فوز المبدع العربي بـ«نوبل العرب» هو الفاتحة، وهو الخطوة التي تؤسس لخطوات تجعل من هذا الوطن وبفضل القيادة الرشيدة، محط أنظار الشباب العربي والمبدعين عامة، وطن الاستثنائية، وتكريم من يكرم الأمة بنبوغه، وبراعة عطائه. وكما قال سموه: الجائزة رسالة تقدير لكل من يسهم في ريادتنا.

شارك الخبر على