عودة الملفات الى دائرتها المفرغة على خطين

٥ أشهر فى تيار

مات الشخص، لكنْ بقي المشروع.عبارة مقتضبة، مستوحاة من خبر وفاة وزير الخارجية الاميركية الأشهر هنري كيسنجر عن مئة عام اليوم، بعدما تولى المسؤولية بين سنتي 1973 و1977، وظل مؤثراً في السياسة الخارجية الاميركية لمراحل طويلة، وبعدما ارتبط اسمُه بما عرف تاريخياً بمشروع كيسنجر، الملتصق بحقبة سوداء على مستوى الشرق الاوسط، ولاسيما لبنان، وتحديداً مسألة ترحيل المسيحيين وإقامة الوطن البديل، وصولاً الى اتفاق الخطوط الحمر الشهير عام 1976.مات الشخص، وبقي المشروع. والترجمة العملية للمشروع اليوم، آخر تجلياتها الحرب على غزة، ومحاولة تهجير الفلسطينيين من جديد، بحثا عن وطن بديل جديد.غير ان ما كان ممكناً في السبعينات، غدا مستحيلاً اليوم، بفعل موازين القوى المستجدة، وتوازنات الردع المستحدثة، والتعديل الواضح في مراكز القوى ومواقع النفوذ.فعلى رغم التصريحات الاسرائيلية المعاكسة، كمثل كلام وزير الدفاع الاسرائيلي هذا المساء مجدداً عن مواصلة الحرب حتى القضاء على حماس، يبدو ان الهدنة في غزة سائرة من تمديد الى تمديد، وكذلك التهدئة في الجنوب، بدليل سعي حزب الله الى التعويض على المتضررين، سواء بشكل مباشر ام عبر الحكومة، وبغضّ النظر عن مزايدات سمير جعجع.اما على المستوى الداخلي، فعادت الملفات الى دائرتها المفرغة على خطين:رئاسيا، من خلال تأكيد الافرقاء تمترسهم خلف المواقف السابقة للحرب، وعسكريا، من خلال التخبط في مسألة قيادة الجيش، في ضوء انسداد الآفاق القانونية والدستورية امام غالبية المخارج المطروحة.وفي غضون ذلك، وفيما واصل الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان جولته على مختلف الافرقاء من دون ان تحمل جديداً يذكر، اتت المفاجأة من ميرنا الشالوحي، حيث وبحسب معلومات الأوتيفي، طرح لودريان على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بشكل مباشر وواضح اعادة النظر في موقفه من رفض التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، فما كان من باسيل الا ان جدد موقفه الرافض، معتبراً ان الموضوع شأن سيادي، ومكرراً عدم القبول بخرق الدستور والقانون، ولافتاً أن الموضوع ليس شخصياً بل مبدئي، وأن مواقف الافرقاء الآخرين من الموضوع غير ملزمة للتيار، فإذا توافرت الاكثرية المطلوبة، فليتصرفوا على هذا الاساس.وعند هذا الحدّ انتهى حديث لودريان وباسيل، حيث لم يواصل الاول النقاش في اي موضوع آخر، وانتهى اللقاء خلال وقت قصير نسبياً.

شارك الخبر على