بهذا العام... هاجم اليابانيون مطاراً إسرائيلياً وقتلوا ٢٦

٧ أشهر فى تيار

خلال العام 1972، عاشت إسرائيل على وقع هجومين كبيرين قادتهما كل من منظمة أيلول الأسود والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فقبل حادثة خطف الرياضيين الإسرائيليين ضمن الألعاب الأولمبية الصيفية المقامة بميونخ خلال شهر أيلول/سبتمبر، تعرض مطار اللد، المعروف منذ عام 1973 بمطار بن غوريون الدولي، لهجوم قادته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمساعدة الجيش الأحمر الياباني، وقد أسفر هذا الهجوم حينها عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وخلّف حالة من القلق الدولية حول أمن المطارات.
 
الجيش الأحمر الياباني
وسجلت مجموعة الجيش الأحمر الياباني ظهورها عام 1971 عقب انشقاقها عن التيار الشيوعي الياباني، وبأوج نشاطها، ضمت هذه المجموعة عشرات العناصر، وأثارت الخوف في العالم بسبب قيادتها للعديد من العمليات الدامية.
 
ومنذ السبعينيات، حظي الجيش الأحمر الياباني بعلاقة جيدة مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث اعتمد أفراده على هذه المنظمة الفلسطينية للحصول على السلاح والتدريب. وحسب العديد من المصادر، سعى الجيش الأحمر الياباني للإطاحة بالحكومة اليابانية والحكم الإمبراطوري، بسيناريو مشابه لذلك الذي شهدته روسيا خلال الثورة البلشفية، بهدف قيادة ثورة شيوعية عالمية.
 
أملا في إنجاح الهجوم على مطار اللد، اتجهت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لانتداب ثلاثة عناصر منتمين للجيش الأحمر الياباني. وبتلك الفترة، عمدت المنظمة الفلسطينية للقيام بذلك بهدف عدم إثارة الشكوك داخل المطار قبيل بداية الهجوم المسلح.
 
عملية مطار اللد
في حدود الساعة العاشرة مساء يوم 30 أيار/مايو 1972، حلّ أفراد الجيش الأحمر الياباني بمطار اللد على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية، قادمة من العاصمة الإيطالية روما، ومع نزولهم، لم يثر المهاجمون اليابانيون كثيرا من الانتباه حيث ارتدى الثلاثة أزياء عادية وحملوا معهم حقائب صغيرة مخصصة لنقل آلات الكمان الموسيقية.
 
ومع توجههم نحو قاعة الانتظار، فتح المهاجمون الحقائب الصغيرة التي كانت بحوزتهم وأخرجوا منها رشاشات من نوع في زاد 58 (vz. 58) تشيكية الصنع. وبشكل سريع، فتح المهاجمون التابعون للجيش الأحمر الياباني النار بشكل عشوائي تجاه الأشخاص الذين تواجدوا بقاعة الانتظار، كما عمدوا في الآن ذاته لإلقاء قنابل يدوية تزامنا مع قيامهم بتغيير مخازن رشاشاتهم.
 
أثناء الهجوم، قتل أحد المهاجمين بشكل خاطئ بنيران واحد من زملائه. وفي الأثناء، قتل الثاني، تزامنا مع تقدمه نحو إحدى الطائرات التابعة للخطوط الجوية الإسرائيلية، عقب انفجار إحدى القنابل اليدوية التي كانت بحوزته. من جهة ثانية، أصيب المهاجم الثالث كوزو أوكاموتو (Kōzō Okamoto) برصاص حراس المطار واعتقل أثناء محاولته الهروب من مكان الهجوم.
 
إضافة لاثنين من المهاجمين، أسفرت عملية مطار اللد عن مقتل 26 شخصا وإصابة 80 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وقد كان من ضمن القتلى 17 من الحجاج المسيحيين القادمين من بورتو ريكو (Puerto Rico) ومواطن كندي إضافة لثمانية إسرائيليين كان من ضمنهم العالم الإسرائيلي المختص في دراسة الكيمياء الكهربائية للبوليمرات أهارون كاتسير.
 
وعقب عملية مطار اللد، اتجهت إسرائيل للقيام بعمليات استخباراتية لاغتيال عدد من قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وقد أسفرت عمليات الموساد حينها عن اغتيال الكاتب والمؤلف الفلسطيني الشهير غسان كنفاني يوم 8 تموز/يوليو 1972.

شارك الخبر على