عنف وتحرش وتعذيب.. مصر تتجاهل يوم الطفل العالمي

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

«مابقناش نحتفل بيوم الطفل، وتم إلغاء عيد الطفولة في مصر»، قالت أمل جودة، عضو ائتلاف حقوق الطفل، مضيفة أنه تم إلغاء الاحتفالات بهذا اليوم منذ فترة طويلة.

وأضافت جودة، كانت المدارس تحتفل في السابق به، وكنا نطلق عليه عيد الطفولة، عبر حفلات وأغان للأطفال، ويكون بالنسبة لهم عيدًا بالفعل، أمّا الآن فقد تلاشى الاحتفال بهذا اليوم تمامًا، فلم أرَ أي مدرسة اهتمت بالاحتفال أو وضعت هذا اليوم في حسبانها.

وتابعت: "وحل محله يوم اليتيم وطفل الشارع، كل الأطفال المهمشين عملولهم أيام لنذكرهم بمشكلتهم، عدا الأطفال الطبيعيين".

وأكدت عضو ائتلاف حقوق الطفل، أن الطفل المصري مظلوم على صعيد الحقوق، إذا ما قارناه بأطفال دول عربية أخرى، فلديهم قوانين لحماية الطفل، في الوقت الذي طالبنا فيه مرارًا وتكرارًا بتنفيذ وسن قوانين مصرية تحمي أبناءنا.

وأضافت جودة، أن حقوق الأطفال المصريين تتراجع بشكل كبير في مقابل زيادة في الانتهاكات ضدهم، وأصبح العنف هو سيد الموقف.

وأشارت عضو ائتلاف حقوق الطفل، إلى المشكلات التي يواجها الأطفال من عنف بجميع أشكاله قائلة: "العنف المنزلي حيث ثقافة ضرب الآباء لأطفالهم، فهم يرونه وسيلة مقبولة من وسائل التأديب، وهناك عنف مدرسي حيث يعاقب الطفل بالضرب".

وتابعت: "أن تجعل من الطفل معتادا على الضرب والإهانة لإنجاز المطلوب منه، مما يؤثر على شخصية الطفل في المستقبل".

وأوضحت جودة، أنه تم تعديل قانون الطفل في عام 2008، وكان من المتوقع أن يحسن أوضاع الأطفال في مصر، لكن هذا لم يحدث، لعدة اسباب منها الثورة والحراك السياسي، الذى أدى إلى صعوبة تطبيق القانون بشكل كامل، مضيفة أن تلك الفترة شهدت استغلالًا للأطفال في أغراض سياسية كالمظاهرات، فكثير من الأطفال تم القبض عليهم في أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء، كما تم استخدام الأطفال في الانتخابات وفي بعض مشاهد العنف.

وعبرّت عضو ائتلاف حقوق الطفل، عن استيائها من عدم قدرة الدولة على إعداد قواعد بيانات او إحصائيات خاصة بالأطفال بشكل علمي صحيح، والأرقام الملعنة ليست كل الحقيقة، مشيرة إلى صعوبة رصد كل ما يحدث من عنف واغتصاب وتحرش بالأطفال، فمنها ما يتم الإبلاغ عنها، وأخرى لا نستطيع الوصول لها.

وأردفت: "فلا توجد جهة معنية برصد حالات الانتهاك ضد الأطفال، تستطيع دق ناقوس الخطر، وسيظل معدل انتشار العنف ضد الأطفال أكبر بكثير من الذي يتم الإعلان عنه". وانتقدت جودة، أداء المجلس القومي للأمومة والطفولة في عهد مشيرة خطاب، فلا توجد استراتيجية واضحة للقضاء على أشكال العنف المختلفة، حيث من المفترض أن يقوم المجلس بدور أكبر من ذلك، باعتباره المجلس الرسمي، وترصد له الدولة ميزانية ضخمة.

إلا أن أمل جودة، قالت: "هناك مجهودات فردية متمثلة في اليونيسيف، مثل حملة لحماية الأطفال ضد العنف، لكن للأسف لا يتفاعل معها إلا عدد من الصحفيين المهتمين والحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني".

وتابعت جودة أن العنف أصبح منتشرًا حتى في دور الرعاية الأطفال، الطفل ليس سياسات الحماية ماحدش من اللى بيتعامل معاه عارف يعني إيه سياسة حماية يتم معه من خلالها.

تعليقًا على عدم وجود أي من مظاهر الاحتفال بيوم الطفل العالمي قال أحمد مصيلحي، رئيس لجنة الدفاع عن الأطفال بنقابة المحامين، "حضرتك بتتكلمي عن مظاهر الاحتفال، خليني أقولك إنه مبقاش فيه اهتمام بالطفل نفسه من الأساس، أو بتطبيق قانون الطفل".

وأضاف مصيلحي، أن السنوات الماضية، شهدت أشرس الانتهاكات والتعديات على الأطفال وحقوقهم، وبخاصة العامين الماضيين، فارتفعت الاعتداءات الجنسية بشكل كبير، على أطفال ورضّع، وتعذيب وقتل أطفال بعدد من دور الرعاية.

وتساءل رئيس لجنة الدفاع عن الأطفال بنقابة المحامين، كيف يتبع المجلس القومي للأمومة والطفولة إلى وزارة الصحة؟ فهل حقوق الطفل يسأل عنها وزير الصحة؟

رغم تمثيل الأطفال نحو 40% من تعداد مصر حسب الإحصاء الأخير، إلا أننا لا نهتم بـ"مستقبل مصر بعد 10 سنوات".

وخلصت دراسة للمجلس القومي للأمومة والطفولة واليونيسيف صدرت عام 2015 عن العنف ضد الأطفال في مصر إلى أن أغلب الأطفال ما بين 9 - 8 سنوات الذين شاركوا في البحث - 50% في القاهرة، و56% في الإسكندرية، و58% في القاهرة - ذكروا أنهم تعرضوا لشكل ما من أشكال العنف الجسدي في العام السابق على البحث، وأن الفتيان يتعرضون له بدرجة أكثر من الفتيات.

كما أكد البحث الكيفي أن الكثير من الأهل، والمدرسين، والقيادات الدينية، بل وحتى من الأطفال أنفسهم، لا يزالون يعتبرون أن العقاب الجسدي أسلوب مقبول تمامًا من أساليب التأديب. فالكثير من الفتيات اللاتى شاركن في المقابلات -على سبيل المثال- يعتقدن أنه من حق أفراد الأسرة الأكبر منهن سنا ضربهن كنوع من العقاب، وأن أهلهن يضربهن لأنهم "يهتمون" بهن، وأن مثل هذه المعاملة تجعل الأطفال أكثر طاعة واحترامًا. كما رأين أيضًا أن من حق المدرسين أن يضربهن، وأن ذلك يحفزهن على الدراسة. أما الفتيان فلم يعترضوا على العنف الجسدي، إذا ما ارتكبوا خطأ ما، بل إن أحد الفتيان ادعى أن إهانة وضرب الولد تجعله شخصًا أكثر تواضعًا.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على