"البلاد" تنشر تفاصيل حادثة حريق منزل وادي السيل

٥ أشهر فى البلاد

سرير الغرفة ساعد مريم وخليفة على الخروج وخان بالإخوان

على وقع  الفاجعة، استيقظت البحرين يوم الخميس بفقد ثلاثة أطفال أشقاء انتقلوا إلى رحمة الله إثر حريق أتى على منزلهم الذي يقع في منطقة وادي السيل، واتشحت البحرين بالحزن بعد تداول الخبر الذي شكل صدمة لعائلتهم وللمجتمع البحريني ككل.

وبعد هّول الصدمة تحدثت العائلة المكونة من (ثمانية أفراد) إلى "البلاد" راوية تفاصيل مفجعة لرحيل الأطفال، وأشاروا إلى أن الحادثة وقعت في وقت مبكر صباح يوم الخميس الماضي إذ بدأ اليوم بقرار من العائلة أن لا يذهب للمدرسة خمسة أطفال من العائلة وهم المرحومين بإذن الله (روان، لطيفة، سلمان) والناجين (مريم وخليفة) وذلك بسبب وعكة صحية ألمت بهم.

وقالوا: استثني من قرار عدم التوجه للدوام المدرسي شقيقهم الأصغر حمد الذي قدر الوالدان أن ينتظم في دوامه المدرسي بمدرسة خالد بن الوليد الابتدائية في مدينة عيسى، فيما تعاني الأم من مرض عضال توجهت لمتابعة العلاج للمستشفى من الصباح الباكر في ذات اليوم، والأب أخذ حمد إلى المدرسة.

يقول ابن أخ والدهم: ترك الأب الأولاد الصغار الذين انتقلوا إلى رحمة الله: روان (6 سنوات) ولطيفة (12 سنة) وسلمان (4 سنوات) مع أخوانهم الكبار: مريم (12 سنة) وخليفة (10 سنوات)، وذلك لتقديره أن مريم وخليفة ولطيفة يستطيعون أن يهتمون بشؤون إخوانهم الصغار لما يمتلكونه من معرفة تأهلهم لذلك.

وتتابع العائلة في حديثها لـ"البلاد" فجأة انفجرت نار من وحدة الكهرباء الرئيسية في المنزل وسرعان ما انتشرت في كافة الأرجاء، هنا تفقد الجيران المنزل بعد ارتفاع الأدخنة والنيران من أبواب ونوافذ المنزل فسارع أحد الجيران إلى الإتصال بالدفاع المدني على الفور، وبدت النيران تسعر بشكل كبير وسريع جدًا.

وأضافوا: هنا توجه كافة الأولاد إلى إحدى الغرف شاقين طريقهم وسط النيران التي تستعر على وجه غير مألوف، سارع خليفة ومريم بالخروج من النافذة باستخدام خشبة رأس السرير الرئيسية، ولكن هذه الخشبة انكسرت بعد خروج الابنين، مما أعاق الأطفال الثلاثة: (روان ولطيفة وسلمان من الخروج)، وعلى إثر ذلك احتضنت لطيفة أخوانها روان وسلمان وانتقلوا إلى رحمة الله تعالى وسط النيران.

يتحدث ابن الأخ عن التفاصيل لعدم قدرة الأب على الحديث، ولكن الأب قاطعة بعد أن قال تفاصيل الحادثة الأخيرة قائلا: لم أرى أبنائي، منعني الإسعاف والجميع من رأيتهم، ولكني رأيت سلمان في المستشفى الذي فارق الحياة متأثرًا بجراحه بعد وفاة إخوانه في المنزل.

وهكذا قضى ثلاثة من أطفال البحرين منتقلين إلى رحمة الله، وصار بعدهم الحزن جار، والبحرين مجرورة/ مكسورة، لكن العائلة مؤمنة بقضاء الله سبحانه وتعالى حامدة على نعمائه، محتسبة بأن يتقبل أبنائهم في رحمة وأن يسكنهم فسيح جنته وأن يكونوا شفعاء لوالديهم وأخوانهم.

وأثنت العائلة على تلاحم ووقفة الشعب البحريني معها قيادة وشعبًا، مشيرين إلى أن وقفة الناس معهم كان لها أثر المداواة لقلبهم المكلوم بفقد فلذة أكبادهم.

ولفتوا إلى أن لاقوا اهتمام كبير رسمي وشعبي، شاكرين ومثمين الدور الإيجابي الذي قام به سمو مستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة.

وأفادت العائلة في حديثها أنه ببالغ الأسى تلقت بعض الملفات الصوتية المسيئة والمنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحمل كمية من الشائعات المتعلقة في حيثيات وفاة أبنائنا الثلاثة ( سلمان، روان، لطيفة) والذين وافتهم المنية في الحادث الأليم.

وأوضحوا أنه: "نمى إلى علمنا خروج بعض المتحدثين والذين بدؤوا في استعطاف الناس وجمع التبرعات لذوي المتوفين حسب ما  توفر من ملفات صوتية وذكروا معلومات مغلوطة عن والدهم حيث ان هذا الامر عار عن الصحة ووالدهم لا يزال يعاني من صدمة فقد فلذات كبده الثلاثة".

وقالوا: "نود التأكيد على أننا كعائلة نثق في جلالة الملك المعظم وحكومتنا الرشيده ونثمن وقفتهم وجهودهم الجبارة على جميع الأصعدة خلال يوم الواقعة، وإننا كعموم عائلة المؤذن نشجب ونستنكر جميع ما ورد في حق والدي المتوفين وتقدمنا ببلاغ لدى الاجهزة الرسمية لردع هؤلاء أصحاب الشائعات وغيرهم من الذين خلت قلوبهم من المشاعر والعاطفة تجاه ذوي الحادثة، وقاموا بالاساءة البينة لجميع العائلة كبارها وصغارها".

واختتموا بالقول: نشكر جميع من واسانا ووقف معنا ودعمنا معنويا سواء كان في الدفن أو في مجلس العزاء او عبر وسائل التواصل الاجتماعي داعين المولى عز وجل بأن لا يريكم مكروه في عزيز لديكم".

شارك الخبر على