كامل الصالح طموح “البدايات” يؤسس رؤية تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الخليجية

٦ أشهر فى البلاد


مجلس‭ ‬وزراء‭ ‬العمل‭ ‬بدول‭ ‬التعاون‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬“إطار‭ ‬حتمي”‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬النماء


منطلقات‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك‭ ‬جسدت‭ ‬روح‭ ‬العصر‭ ‬واستيعابًا‭ ‬لثقافته


التقييم‭ ‬والمراجعة‭ ‬جعلتني‭ ‬أتساءل‭ ‬دائمًا‭: ‬”ما‭ ‬الذي‭ ‬حققناه؟‭ ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬نطمح‭ ‬إليه؟”


أول‭ ‬بحريني‭ ‬يتم‭ ‬تكريمه‭ ‬من‭ ‬المكتب‭ ‬التنفيذي‭ ‬لوزراء‭ ‬العمل‭ ‬بـ‭ ‬”مجلس‭ ‬التعاون”


مؤمن‭ ‬تمامًا‭ ‬بأن‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬يعزز‭ ‬المصالح‭ ‬العليا‭ ‬للأمة‭ ‬ويجسد‭ ‬وحدة‭ ‬المنطلق‭ ‬والهدف


المؤتمر‭ ‬التأسيسي‭ ‬لوزراء‭ ‬العمل‭ ‬نظر‭ ‬إلى‭ ‬المجتمع‭ ‬الآمن‭ ‬الذي‭ ‬يكفل‭ ‬الاطمئنان‭ ‬والاستقرار‭   ‬

لا يمكن أن يتسع المقام للحديث حول سيرة شخصية بحرينية، خليجية وعربية لها بصماتها الريادية في حيز حوار صحافي، بل يتطلب ذلك “ملفًّا كبيرًا”، لا سيما حين نكون في ضيافة الأستاذ كامل صالح الصالح الذي يمتلك خبرة طويلة في المجال السياسي والدبلوماسي والمنظمات والعلاقات الخليجية والعربية والدولية، وفي مجال التنسيق والتعاون والتكامل الإقليمي وإدارة أنشطة وفعاليات وبرامج العمل الخليجي المشترك، وباحث في الشؤون القانونية واتفاقيات وتوصيات مستويات ومعايير العمل العربية والدولية، وفي التشريعات والقوانين وأنظمة العمل والشؤون والرعاية الاجتماعية، والتدريب وتنمية الأيدي العاملة الوطنية، ومؤسسات المجتمع المدني وجمعيات العمل الأهلي والخيري والتطوعي والجمعيات والاتحادات التعاونية.
هذا يعني أنك أمام “رجل موسوعي”، فالصالح الذي يتولى حاليًّا منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة صالح الصالح التجارية، يعتبر من الرواد على مستوى الخليج والعالم العربي، ولا أدلّ على ذلك من تكريمه ضمن لائحة رواد العمل العرب في الدورة الثالثة والأربعين لمؤتمر العمل العربي في جمهورية مصر العربية بالعام 2016، وسبق ذلك، وفي العام 2011، تم تكريمه باعتباره الشخصية الرائدة من قبل مجلس التعاون لدول الخليج العربية كأول بحريني ينال هذا التكريم من قبل المكتب التنفيذي لوزراء العمل بدول المجلس، تقديرًا لدوره في تأسيس المكتب التنفيذي في مملكة البحرين في العام 1978، والدور المميز الذي أسهم به في وضع الأطر الفنية والتنظيمية لانطلاقة العمل التنسيقي والتكاملي بين دول مجلس التعاون في المجالين العمالي والاجتماعي، حيث أرسى الصالح صرحا يعد من أبرز إنجازات مسيرة العمل الخليجي المشترك في المجالات التخصصية التي نتج عنها العديد من المشاريع المشتركة الناجحة في دول المجلس.

رؤية‭ ‬مشتركة

قبل‭ ‬أن‭ ‬تطرح‭ ‬“البلاد”‭ ‬أول‭ ‬أسئلتها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬مع‭ ‬الأستاذ‭ ‬كامل‭ ‬الصالح،‭ ‬نعود‭ ‬بالذاكرة‭ ‬إلى‭ ‬العام‭ ‬1978،‭ ‬حيث‭ ‬رعى‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أعمال‭ ‬المؤتمر‭ ‬التأسيسي‭ ‬لمجلس‭ ‬وزراء‭ ‬العمل‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الذي‭ ‬استضافته‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬6‭ ‬إلى‭ ‬8‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1978،‭ ‬وكانت‭ ‬نقطة‭ ‬البداية‭. ‬

والسؤال‭ ‬هو‭: ‬“من‭ ‬ذلك‭ ‬الحديث‭ ‬نسأل‭: ‬شاركتم‭ ‬بأفكار‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬وثيقة‭ ‬إعلان‭ ‬المؤتمر‭ ‬التأسيسي،‭ ‬كيف‭ ‬صغتم‭ ‬المبادئ‭ ‬العامة‭ ‬والأهداف‭ ‬الأساسية؟”‭.‬

‭- ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬هنا‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬التالي،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬إعداد‭ ‬وثيقة‭ ‬المؤتمر‭ ‬التأسيسي‭ ‬عملًا‭ ‬فرديًّا،‭ ‬وإنما‭ ‬تم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جهد‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬أشرف‭ ‬عليه‭ ‬مباشرة‭ ‬وزير‭ ‬العمل‭ ‬حينذاك‭ ‬المرحوم‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وكان‭ ‬دوري‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المنسق‭ ‬بين‭ ‬أعضاء‭ ‬الفريق‭ ‬بحكم‭ ‬موقعي‭ ‬الوظيفي‭ ‬المرتبط‭ ‬بمكتب‭ ‬الوزير‭ ‬وباعتباري‭ ‬مديرًا‭ ‬لإدارة‭ ‬التخطيط‭ ‬والشؤون‭ ‬الدولية‭ ‬والقانونية‭ ‬بالوزارة‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬لحكومة‭ ‬البحرين‭ ‬مُمثَّلة‭ ‬في‭ ‬وزير‭ ‬العمل‭ ‬سَبْق‭ ‬المبادرة‭ ‬والدور‭ ‬الريادي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مسارات‭ ‬العمل،‭ ‬وفي‭ ‬قيام‭ ‬المجلس‭ ‬الوزاري‭ ‬وأمانته‭ ‬العامة‭ ‬ومكتبه‭ ‬التنفيذي‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬استضافة‭ ‬البحرين‭ ‬للمؤتمر‭ ‬التأسيسي‭ ‬برعاية‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬ثم‭ ‬استضافة‭ ‬المنامة‭ ‬للمقر‭ ‬الدائم‭ ‬للأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للمجلس‭ ‬الوزاري‭ ‬ومكتبه‭ ‬التنفيذي،‭ ‬ثم‭ ‬اختيار‭ ‬مرشح‭ ‬البحرين‭ ‬كأول‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬للمجلس‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬التمديد‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬خمس‭ ‬دورات‭ ‬متتالية،‭ ‬واستمر‭ ‬في‭ ‬المنصب‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1978‭ ‬ولغاية‭ ‬العام‭ ‬2001‭.‬

الإرادة‭ ‬الجماعية

‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬ونحن‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬أواخر‭ ‬الثمانينات،‭ ‬هل‭ ‬كانت‭ ‬المعطيات‭ ‬معززة‭ ‬لتوجهات‭ ‬العمل‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك؟‭  ‬

‭- ‬بإمكاني‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬منطلقات‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك‭ ‬جسدت‭ ‬روح‭ ‬العصر‭ ‬واستيعابًا‭ ‬لثقافته‭ ‬واستجابةً‭ ‬واعية‭ ‬لحقائق‭ ‬الحاضر‭ ‬واحتمالات‭ ‬المستقبل‭ ‬وآفاقه؛‭ ‬لأننا‭ ‬بذلك‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬تلبية‭ ‬متطلبات‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬وبلوغ‭ ‬أهداف‭ ‬التقدم‭ ‬الحضاري،‭ ‬وقد‭ ‬حرصنا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتجلى‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬أبعاده‭ ‬وشتى‭ ‬مجالاته،‭ ‬ومنها‭ ‬المجالات‭ ‬العمالية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬باعتباره‭ ‬أحد‭ ‬تجليات‭ ‬الإرادة‭ ‬الجماعية‭ ‬لأقطار‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬وكما‭ ‬يعلم‭ ‬الكثيرون،‭ ‬فهذا‭ ‬كان‭ ‬خيارها‭ ‬الحتمي‭ ‬والوحيد‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬النماء‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وضمان‭ ‬السلام‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والرخاء‭.‬

هناك‭ ‬ركن‭ ‬جوهري‭ ‬أيضًا‭ ‬أسوقه‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك‭ ‬يستمد‭ ‬منطلقاته‭ ‬وتتحدد‭ ‬غاياته‭ ‬ويتدعم‭ ‬دوره‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ترابطه‭ ‬العضوي‭ ‬وعلاقاته‭ ‬المتداخلة‭ ‬مع‭ ‬حلقات‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬في‭ ‬مستوياته‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬والدولية،‭ ‬وبالطبع‭ ‬ذلك‭ ‬له‭ ‬ارتباط‭ ‬بخصوصية‭ ‬وقيم‭ ‬أصيلة‭ ‬يرتكز‭ ‬عليها‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬وفق‭ ‬تعاليم‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬السمحاء‭ ‬وما‭ ‬تطرحه‭ ‬من‭ ‬نسق‭ ‬متكامل‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬والمعايير‭ ‬والمفاهيم‭ ‬التي‭ ‬تحفظ‭ ‬للإنسان‭ ‬كرامته‭ ‬كما‭ ‬تحفظ‭ ‬للمجتمع‭ ‬تماسكه‭ ‬وتكافله‭ ‬وتقدمه،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬مشكلات‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬انتمائه‭ ‬القومي‭ ‬حيث‭ ‬يتفاعل‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬الخليجي‭ ‬ويتلاحم‭ ‬مع‭ ‬محيطه‭ ‬الأوسع‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬رقعة‭ ‬الوطني‭ ‬العربي‭ ‬الكبير،‭ ‬ليشكل‭ ‬رافدًا‭ ‬قويًّا‭ ‬من‭ ‬روافد‭ ‬الجهد‭ ‬والعمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك،‭ ‬تتعزز‭ ‬به‭ ‬المصالح‭ ‬العليا‭ ‬للأمة‭ ‬العربية،‭ ‬مجسدًا‭ ‬بذلك‭ ‬وحدة‭ ‬المنطلق‭ ‬والهدف‭ ‬والمصير‭ ‬العربي‭ ‬الواحد‭.‬

من‭ ‬المهم‭ ‬الإشارة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬وفرت‭ ‬لجهاز‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬وللمكتب‭ ‬التنفيذي‭ ‬إضافة‭ ‬للأمين‭ ‬العام‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬خيرة‭ ‬العناصر‭ ‬البحرينية‭ ‬المتميزة،‭ ‬بإخلاصها‭ ‬وكفاءتها‭ ‬وتخصصها‭ ‬العلمي‭ ‬وخبرتها‭ ‬العملية‭ ‬وتجاربها‭ ‬الثرية‭... ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬شكّل‭ ‬بحق‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬جدير‭ ‬بالثقة‭ ‬وتمكن‭ ‬من‭ ‬الاضطلاع‭ ‬بمسؤولياته‭ ‬خير‭ ‬قيام‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬النهوض‭ ‬بمهام‭ ‬وواجبات‭ ‬العمل‭ ‬والتعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬الجماعي‭ ‬المشترك،‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مجالات‭ ‬الإدارة‭ ‬والتخطيط‭ ‬والتنظيم‭ ‬والتنفيذ،‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بقطاع‭ ‬العمل‭ ‬وشؤون‭ ‬التنمية‭ ‬والرعاية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬التنسيق‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المحافل‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬العربية‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.‬

والشيء‭ ‬بالشيء‭ ‬يذكر،‭ ‬فمن‭ ‬الواجب‭ ‬إرجاع‭ ‬الفضل‭ ‬لأصحاب‭ ‬الفضل‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الذين‭ ‬كان‭ ‬لهم‭ ‬الدور‭ ‬البارز‭ ‬والمتميز‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬العمل‭ ‬أسماء‭ ‬بحرينية‭ ‬لامعة‭ ‬منهم‭ ‬وزير‭ ‬العمل‭ ‬الحالي‭ ‬جميل‭ ‬حميدان،‭ ‬ومستشار‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬لشؤون‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬الشيخ‭ ‬منصور‭ ‬الستري‭ ‬وخلف‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬العصفور‭ ‬وعائشة‭ ‬خليفة‭ ‬مطر‭ ‬وجاسم‭  ‬الفردان،‭ ‬والقائمة‭ ‬تطول‭ ‬وعذرًا‭ ‬لمن‭ ‬لم‭ ‬يتسع‭ ‬المقام‭ ‬هنا‭ ‬لذكرهم‭ ‬فحقهم‭ ‬واعتبارهم‭ ‬محفوظ‭.‬

مشروع‭ ‬حضاري

معنى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬المبادئ‭ ‬والأهداف‭ ‬وضعت‭ ‬قبل‭ ‬تأسيس‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي؟

‭ ‬لذلك‭ ‬يتسنى‭ ‬لي‭ ‬القول‭ ‬بأنه‭ ‬وإدراكًا‭ ‬لمتطلبات‭ ‬النمو‭ ‬والتقدم،‭ ‬واستجابةً‭ ‬لحتمية‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك‭ ‬ومنطلقاته‭ ‬وأهدافه‭ ‬جاء‭ ‬تأسيس‭ ‬الهيئات‭ ‬والمنظمات‭ ‬العربية‭ ‬الخليجية‭ ‬المتخصصة‭ ‬خلال‭ ‬عقد‭ ‬السبعينات،‭ ‬وتعاظم‭ ‬دورها‭ ‬الفاعل‭ ‬لتكون‭ ‬آليات‭ ‬للعمل‭ ‬الجماعي‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬قطاعاته‭ ‬الحيوية،‭ ‬ومع‭ ‬قيام‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1981‭ ‬تبلورت‭ ‬صيغ‭ ‬التعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬والتكامل‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬المجلس،‭ ‬وتعززت‭ ‬الجهود‭ ‬الدؤوبة‭ ‬لهذه‭ ‬الدول‭ ‬لإنجاز‭ ‬مشروعها‭ ‬الحضاري‭ ‬التنموي‭ ‬والمستقبلي‭ ‬الكبير‭.‬

الإقليمية‭ ‬الضيقة

هذا‭ ‬كلام‭ ‬مهم،‭ ‬لكن‭ ‬يلزمنا‭ ‬أن‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬بدء‭ ‬مسيرة‭ ‬المجلس؟

‭- ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬1978‭ ‬وفي‭ ‬رحاب‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬انطلقت‭ ‬مسيرة‭ ‬مجلس‭ ‬وزراء‭ ‬العمل‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬وما‭ ‬نراه‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬نمو‭ ‬عطاء‭ ‬هذه‭ ‬المسيرة‭ ‬وترسيخ‭ ‬جذورها‭ ‬بفضل‭ ‬جهود‭ ‬جماعية‭ ‬متضافرة،‭ ‬استمدت‭ ‬من‭ ‬طموحات‭ ‬بصيرتهم‭ ‬الثاقبة‭ ‬وتوجيهاتهم‭ ‬السديدة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬والعزيمة‭ ‬لمضاعفة‭ ‬الجهد‭ ‬ودفع‭ ‬عجلة‭ ‬العمل‭ ‬نحو‭ ‬الأهداف‭ ‬والغايات‭ ‬السامية‭.‬

والسنوات‭ ‬التي‭ ‬تلت‭ ‬التأسيس،‭ ‬شهدت‭ ‬حصيلة‭ ‬قيّمة‭ ‬من‭ ‬المنجزات‭ ‬العمالية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬شكلت‭ ‬في‭ ‬مضمونها‭ ‬مرتكزات‭ ‬للتكامل‭ ‬والتوحيد‭ ‬والتعاون‭ ‬المشترك‭ ‬وجسرًا‭ ‬للتواصل‭ ‬وتبادل‭ ‬المعارف‭ ‬والخبرات‭ ‬والتجارب،‭ ‬وهي‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬منجزات‭ ‬كبيرة‭ ‬بالنظر‭ ‬لظروف‭ ‬التجربة‭ ‬وحداثتها،‭ ‬وبالقياس‭ ‬للإمكانات‭ ‬المتاحة،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تبقى‭ ‬إنجازات‭ ‬متواضعة‭ ‬قياسًا‭ ‬بالطموحات‭ ‬والأهداف‭ ‬البعيدة‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬أقطار‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لبلوغها‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬تتشابك‭ ‬فيه‭ ‬المصالح‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتتقاطع‭ ‬فيه‭ ‬الخطوط‭ ‬والتيارات‭ ‬السياسية‭ ‬والثقافية،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬فيه‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المبادرات‭ ‬المحلية،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الجهود‭ ‬والمشاريع‭ ‬الإقليمية‭ ‬الضيقة،‭ ‬لأننا‭ ‬نعيش‭ ‬وسط‭ ‬عالم‭ ‬كوني‭ ‬واحد‭ ‬تدار‭ ‬فيه‭ ‬قضايا‭ ‬التنمية‭ ‬والرفاء‭ ‬والسلام‭ ‬والتقدم‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ضمن‭ ‬المجموعات‭ ‬والتكتلات‭ ‬الأكبر‭ ‬والأشمل‭ ‬والأقوى‭.‬

تقييم‭ ‬ومراجعة

وهل‭ ‬تحققت‭ ‬الرؤية‭ ‬التي‭ ‬صغتم‭ ‬مبادئها‭ ‬وأهدافها‭ ‬بشكل‭ ‬حقيقي؟

‭ ‬بدءًا،‭ ‬أود‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مبادئ‭ ‬وأهداف‭ ‬المؤتمر‭ ‬التأسيسي‭ ‬للمجلس‭ ‬تحددت‭ ‬بوضوح،‭ ‬وتركزت‭ ‬سياساته‭ ‬وقراراته‭ ‬نحو‭ ‬بحث‭ ‬ومعالجة‭ ‬الأبعاد‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والعمالية‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬مرحلي‭ ‬تدريجي‭ ‬وضمن‭ ‬المسارات‭ ‬الوطنية‭ ‬للتنمية‭ ‬ومن‭ ‬منظور‭ ‬تكاملي‭ ‬إقليمي‭ ‬مشترك،‭ ‬وعلى‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬يبرز‭ ‬الدور‭ ‬الإيجابي‭ ‬لوزارات‭ ‬العمل‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ويؤكد‭ ‬إسهام‭ ‬المجلس‭ ‬المؤثر‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬مسيرة‭ ‬التعاون‭ ‬نحو‭ ‬الأمام‭ ‬وهي‭ ‬مسيرة‭ ‬جماعية‭ ‬جادة‭ ‬وهادفة،‭ ‬وطنية‭ ‬الجذور‭ ‬والانتماء،‭ ‬عربية‭ ‬الطابع‭ ‬والهوية،‭ ‬إسلامية‭ ‬المضمون‭ ‬والجوهر‭ ‬وأخلاقية‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭... ‬إنسانية‭ ‬الروح‭ ‬والتوجه‭.‬

أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬حرصنا‭ ‬على‭ ‬تقييم‭ ‬ومراجعة‭ ‬ثمار‭ ‬وحصاد‭ ‬العمل‭ ‬وتحديد‭ ‬ملامح‭ ‬كل‭ ‬مرحلة‭ ‬تالية‭ ‬بشفافية‭ ‬وموضوعية‭ ‬ترسم‭ ‬للعمل‭ ‬مفاهيم‭ ‬وفلسفة‭ ‬جديدة‭ ‬تستجيب‭ ‬لمتطلبات‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل،‭ ‬ومفاهيم‭ ‬ترتقي‭ ‬بمستوى‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬لمستجدات‭ ‬العصر،‭ ‬وعليه‭ ‬فإن‭ ‬الفرصة‭ ‬آنذاك‭ ‬كانت‭ ‬مواتية‭ ‬لإحداث‭ ‬التطوير‭ ‬والتجديد‭ ‬المطلوب‭... ‬باختصار‭: ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التطوير‭ ‬متواكبًا‭ ‬مع‭ ‬ثقافة‭ ‬العصر‭ ‬ومعطياته‭ ‬وبقدرة‭ ‬على‭ ‬التجديد‭ ‬تتفاعل‭ ‬مع‭ ‬آثار‭ ‬العولمة‭ ‬وتحدياتها‭ ‬الكبيرة‭ ‬بعقلية‭ ‬الانفتاح‭ ‬والتسامح‭ ‬والحوار‭ ‬مع‭ ‬الآخر،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬جاء‭ ‬التشديد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬العاملون‭ ‬الحريصون‭ ‬على‭ ‬دفع‭ ‬عجلة‭ ‬العمل‭ ‬والمؤمنون‭ ‬بأهداف‭ ‬ومبادئ‭ ‬المسيرة‭ ‬ورسالتها‭ ‬النبيلة‭ ‬وأن‭ ‬يتساءلوا‭ ‬دائمًا‭: ‬“ما‭ ‬الذي‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬نطمح‭ ‬إليه؟”‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الركن‭ ‬يقتضي‭ ‬الواجب‭ ‬الإشارة‭ ‬كذلك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تسير‭ ‬وفق‭ ‬هذه‭ ‬المنهجية‭.‬

رؤى‭ ‬التطوير

إذا‭ ‬راجعنا‭ ‬جوانب‭ ‬من‭ ‬مسيرة‭ ‬عمل‭ ‬المجلس،‭ ‬سنجد‭ ‬أن‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬برامج‭ ‬العمل‭ ‬هو‭ ‬الزيارات‭ ‬الاستطلاعية‭ ‬لوفود‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬لبعضها‭ ‬البعض،‭ ‬كيف‭ ‬كانت‭ ‬الآلية؟

الزيارات‭ ‬الاستطلاعية‭ ‬هي‭ ‬استشفاف‭ ‬لرؤى‭ ‬التطوير‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬والميدان،‭ ‬وقد‭ ‬أكدت‭ ‬وثيقة‭ ‬المؤتمر‭ ‬التأسيسي‭ ‬للمجلس‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تنفيذ‭ ‬برامج‭ ‬مستمرة‭ ‬لتبادل‭ ‬الزيارات‭ ‬الاستطلاعية‭ ‬بين‭ ‬المسؤولين‭ ‬والعاملين‭ ‬في‭ ‬وزارات‭ ‬العمل‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬باعتبارها‭ ‬إحدى‭ ‬وسائل‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬وأداة‭ ‬لتحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬الاطلاع‭ ‬الميداني‭ ‬المباشر‭ ‬على‭ ‬المشروعات‭ ‬والبرامج‭ ‬القائمة،‭ ‬والتعرف‭ ‬عن‭ ‬كثب‭ ‬على‭ ‬التجارب‭ ‬القطرية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والعمالية،‭ ‬وقد‭ ‬أقرّ‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1988‭ ‬الإطار‭ ‬العام‭ ‬للزيارات‭ ‬الاستطلاعية،‭ ‬وضمن‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬باشر‭ ‬المكتب‭ ‬التنفيذي‭ ‬تنظيم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الزيارات‭ ‬الاستطلاعية‭ ‬الجماعية‭ ‬شملت‭ ‬مجالات‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬تنظيم‭ ‬استخدام‭ ‬القوى‭ ‬العاملة،‭ ‬رعاية‭ ‬وتأهيل‭ ‬المعاقين،‭ ‬التدريب‭ ‬المهني،‭ ‬رعاية‭ ‬الأسرة،‭ ‬السلامة‭ ‬والصحة‭ ‬المهنية‭ ‬وبيئة‭ ‬العمل،‭ ‬العمل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التطوعي،‭ ‬نظم‭ ‬وإجراءات‭ ‬توظيف‭ ‬وتسهيل‭ ‬انتقال‭ ‬العمالة‭ ‬الوطنية،‭ ‬ورعاية‭ ‬كبار‭ ‬السن‭.‬

زيارات‭ ‬وملتقيات

ما‭ ‬الأهمية‭ ‬المرجوّة‭ ‬وقتذاك‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الزيارات؟

‭- ‬أهمية‭ ‬كبيرة،‭ ‬فلك‭ ‬أن‭ ‬تعلم‭ ‬أن‭ ‬برنامج‭ ‬كل‭ ‬زيارة‭ ‬استطلاعية‭ ‬يشتمل‭ ‬على‭ ‬فعاليات‭ ‬ميدانية‭ ‬ومشاهدات‭ ‬لأهم‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمعاهد‭ ‬والمراكز‭ ‬والمنشآت‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬نماذج‭ ‬مختارة‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬الزيارة،‭ ‬كما‭ ‬يشمل‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬أحدث‭ ‬الخطط‭ ‬والإجراءات‭ ‬والوسائل‭ ‬والإمكانات‭ ‬المتوافرة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إدارة‭ ‬حلقات‭ ‬نقاش‭ ‬وحوار‭ ‬يتم‭ ‬خلالها‭ ‬عرض‭ ‬التجارب‭ ‬القطرية،‭ ‬وتبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬والبحوث‭ ‬والمطبوعات‭ ‬والتقارير‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بموضوع‭ ‬الزيارة‭.‬

وهناك‭ ‬مسار‭ ‬آخر‭ ‬مهم‭ ‬أيضًا‭ ‬وهو‭ ‬الملتقيات‭ ‬العلمية،‭ ‬فتلك‭ ‬الملتقيات‭ ‬والحلقات‭ ‬والدورات‭ ‬الدراسية‭ ‬وورش‭ ‬العمل‭ ‬التدريبية‭ ‬التي‭ ‬نظمها‭ ‬المكتب‭ ‬التنفيذي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬الصدى‭ ‬الكبير‭ ‬بين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬ميادين‭ ‬ومجالات‭ ‬العمل‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء،‭ ‬وفيما‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬الخبراء‭ ‬والاختصاصيين،‭ ‬وعلى‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬التفاعل‭ ‬الإيجابي‭ ‬وتبادل‭ ‬المعارف‭ ‬والتجارب‭ ‬الميدانية‭ ‬وتوثيق‭ ‬العلاقات‭ ‬المهنية،‭ ‬والتوصل‭ ‬إلى‭ ‬لغة‭ ‬موحدة‭ ‬ومفاهيم‭ ‬مشتركة،‭ ‬مما‭ ‬ينعكس‭ ‬أثره‭ ‬على‭ ‬تعميق‭ ‬الفهم‭ ‬لواقع‭ ‬ومشكلات‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬الخليجي،‭ ‬وزيادة‭ ‬كفاءة‭ ‬وقدرات‭ ‬العاملين‭ ‬والخبراء‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الركن،‭ ‬يسعدني‭ ‬إبلاغكم‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬استضافت‭ ‬معظم‭ ‬برامج‭ ‬وفعاليات‭ ‬وأنشطة‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬والمكتب‭ ‬التنفيذي،‭ ‬وتقديم‭ ‬كامل‭ ‬التسهيلات‭ ‬والدعم‭ ‬المادي‭ ‬والمعنوي‭ ‬لمجمل‭ ‬تلك‭ ‬الأنشطة‭ ‬والبرامج‭ ‬والفعاليات،‭ ‬وتمكين‭ ‬المكتب‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بالمهام‭ ‬المنوطة‭ ‬به‭ ‬وبأعلى‭ ‬المستويات‭ ‬الممكنة،‭ ‬والجودة‭ ‬المطلوبة‭ ‬مهنيًّا‭ ‬وفنيًّا‭ ‬وعلميَّا،‭ ‬ووفقًا‭ ‬لاحتياجات‭ ‬الوزارات‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭.‬

القيم‭ ‬الإيجابية

تطرقتم‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مهم‭ ‬أستاذ‭ ‬كامل‭ ‬وهو‭ ‬فهم‭ ‬واقع‭ ‬ومشكلات‭ ‬المجتمع‭... ‬ترى،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬أبرزها؟

هذا‭ ‬صحيح،‭ ‬فهناك‭ ‬مبادئ‭ ‬عامة‭ ‬لسياسة‭ ‬مشتركة‭ ‬لرعاية‭ ‬الطفولة‭ ‬تجسيدًا‭ ‬للاهتمام‭ ‬بقضايا‭ ‬الطفولة‭ ‬وتطوير‭ ‬البرامج‭ ‬والأنشطة‭ ‬الهادفة‭ ‬للارتقاء‭ ‬بها،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬إعلان‭ ‬إعلامي‭ ‬للتنشئة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وهو‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬وعي‭ ‬المجلس‭ ‬ومكتبه‭ ‬التنفيذي‭ ‬بخطورة‭ ‬دور‭ ‬أجهزة‭ ‬الإعلام‭ ‬الحديثة‭ ‬وتأثيرها‭ ‬المتعاظم‭ ‬على‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬وبخاصة‭ ‬الأطفال‭ ‬والناشئة‭ ‬والأجيال‭ ‬الشابة‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬الخليجي‭ ‬وضرورة‭ ‬توظيف‭ ‬الفاعلية‭ ‬والقيم‭ ‬الإيجابية‭ ‬لهذا‭ ‬الدور‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سياسة‭ ‬إعلامية‭ ‬واضحة‭ ‬المعالم‭.‬

ودعني‭ ‬أشير‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬إطار‭ ‬عام‭ ‬لرصد‭ ‬ودراسة‭ ‬الظواهر‭ ‬والمشكلات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ويشكل‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬دليلًا‭ ‬منهجيًّا‭ ‬وعلميًّا‭ ‬يتم‭ ‬الاسترشاد‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي‭ ‬والاستفادة‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬البحوث‭ ‬والدراسات‭ ‬حول‭ ‬المشكلات‭ ‬والظواهر‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وبخاصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفولة‭ ‬والناشئة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬وفق‭ ‬محددات‭ ‬ومتطلبات‭ ‬وإستراتيجيات‭ ‬بحثية‭ ‬وعلمية‭ ‬وفنية،‭ ‬ولقد‭ ‬اشتمل‭ ‬الإطار‭ ‬على‭ ‬خريطة‭ ‬بأهم‭ ‬الظواهر‭ ‬والمشكلات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬السائدة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬الخليجي،‭ ‬ومدى‭ ‬انتشارها‭ ‬وتحديد‭ ‬رتبتها‭ ‬ضمن‭ ‬سلم‭ ‬الأولويات‭ ‬حيث‭ ‬احتلت‭ ‬قضايا‭ ‬الطفولة‭ ‬والناشئة‭ ‬فيها‭ ‬موقعًا‭ ‬متقدمًا‭.‬

كل‭ ‬الميادين

بوركت‭ ‬هذه‭ ‬الجهود،‭ ‬وماذا‭ ‬تعني‭ ‬لكم‭ ‬هذه‭ ‬المسيرة‭ ‬كبحريني‭ ‬له‭ ‬مكانته‭ ‬الرائدة‭ ‬التي‭ ‬نعتز‭ ‬بها؟

في‭ ‬الواقع،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نفتخر‭ ‬بأننا‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وكل‭ ‬جهد‭ ‬نحققه‭ ‬ويترك‭ ‬أثرًا‭ ‬وبصمة‭ ‬طيبة‭ ‬هو‭ ‬مدوّن‭ ‬في‭ ‬سجل‭ ‬إنجاز‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين،‭ ‬ونحن‭ ‬نرى‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬وجهود‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظهما‭ ‬الله،‭ ‬بعزيمة‭ ‬وإرادة‭ ‬وإصرار‭ ‬ورؤية‭ ‬حكيمة‭ ‬ثاقبة،‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬واسعًا‭ ‬للإنجاز‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الميادين،‭ ‬ولهذا‭ ‬دائمًا‭ ‬أشدّ‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬الجنسين،‭ ‬وأحفّزهم‭ ‬وأشجعهم‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يبذلوا‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬ما‭ ‬استطاعوا‭ ‬إلى‭ ‬الابتكار‭ ‬والإبداع‭ ‬سبيلًا،‭ ‬وليس‭ ‬الأمر‭ ‬هيّنًا‭ ‬ويتطلب‭ ‬بالطبع‭ ‬شخصية‭ ‬روحية‭ ‬وجهدًا‭ ‬وعملًا‭ ‬وصبرًا،‭ ‬وقبل‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬التوكل‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬فهو‭ ‬ولي‭ ‬التوفيق‭.‬

خذنا‭ ‬معك‭ ‬في‭ ‬مسك‭ ‬الختام‭ ‬إلى‭ ‬صورة‭ ‬من‭ ‬جدولك‭ ‬اليومي‭ ‬الآن؟

لقد‭ ‬كانت‭ ‬مسؤوليات‭ ‬عملي‭ ‬الوظيفي‭ ‬الحكومي‭ ‬الرسمي‭ ‬السابق‭ ‬تأخذ‭ ‬مني‭ ‬جل‭ ‬الوقت‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬التحاقي‭ ‬بوزارة‭ ‬العمل‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬وزراء‭ ‬العمل‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الخليجي‭ ‬والعمل‭ ‬والتعاون‭ ‬العربي‭ ‬المشترك،‭ ‬ولاحقًا‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬بوزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬فإن‭ ‬ارتباطي‭ ‬بشركة‭ ‬الصالح‭ ‬وبقطاع‭ ‬التجارة‭ ‬والأعمال‭ ‬الحرة‭ ‬يأخذ‭ ‬مني‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬الوقت،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬واجباتي‭ ‬الأسرية‭ ‬والعائلية‭ ‬والعلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المتعددة،‭ ‬لكن‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فلا‭ ‬يزال‭ ‬أمامي‭ ‬متسع‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬للتفرغ‭ ‬لجانب‭ ‬من‭ ‬اهتماماتي‭ ‬الشخصية‭ ‬في‭ ‬الاطلاع‭ ‬والقراءة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬العودة‭ ‬لممارسة‭ ‬بعض‭ ‬هواياتي،‭ ‬ومنها‭ ‬الزراعة‭ ‬والبستنة،‭ ‬والاستماع‭ ‬للموسيقى‭ ‬والكلاسيكية‭ ‬منها‭ ‬بوجه‭ ‬خاص،‭ ‬وكذلك‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بجانب‭ ‬من‭ ‬الفنون‭ ‬التشكيلية‭ ‬والمسرحية،‭ ‬ومختارات‭ ‬من‭ ‬السينما‭ ‬العالمية‭ ‬والعربية‭ ‬وبالذات‭ ‬القديمة،‭ ‬وكذلك‭ ‬السفر‭ ‬والرحلات‭ ‬ورياضة‭ ‬المشي‭ ‬والسباحة،‭ ‬والحمد‭ ‬والفضل‭ ‬لله‭ ‬تعالى‭ ‬إن‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬والأساس‭ ‬دائمًا‭ ‬هو‭ ‬تنظيم‭ ‬الوقت‭ ‬وتحديد‭ ‬الأولويات،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أنسى‭ - ‬قبل‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ - ‬واجبات‭ ‬أخرى‭ ‬أساسية‭ ‬وشخصية‭ ‬مهمة‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬التفريط‭ ‬فيها‭ ‬أبدًا‭.‬

 

إضاءة‭ ‬على‭ ‬مسيرة‭ ‬حافلة

يعتبر الأستاذ كامل صالح الصالح إحدى الشخصيات البحرينية البارزة في مجال العمل، حيث التحق بوزارة العمل في الفترة (1971 - 1978)، وتدرّج خلالها في عدد من المناصب الإدارية والقيادية، ومثل البحرين والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في العديد من المؤتمرات والمنتديات الإقليمية والدولية.
تلقى تعليمه في المراحل الدراسية الأولى وحتى الشهادة الثانوية العامة في مدارس حكومة البحرين، ورشح بعدها لبعثة دراسية في الخارج حيث نال ليسانس قانون من كلية الحقوق بجامعة القاهرة، وشارك في مقرر لدبلوم القانون العام لمدة عام دراسي بقسم الدراسات العليا بجامعة القاهرة، وبعد التخرج كانت بداية عمله في المجال التجاري مع شركة صالح الصالح العائلية، وبعد انتهاء عمله الوظيفي الرسمي عاد من جديد للعمل التجاري العائلي.
وفي سنة 1978 تم تكليفه بتأسيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون الخليجي الذي اتخذ من المنامة مقرًّا له، وتولى منصب الأمانة العامة للمكتب منذ العام 1979 لغاية العام 2000، حيث اضطلع من خلال موقعه الوظيفي بالمهمات والمسؤوليات الإشرافية والإدارية الرامية لبلوغ سياسات وأهداف العمل المشترك وتحقيق المزيد من خطوات التكامل والتنسيق العمالي والاجتماعي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
والتحق بالسلك الدبلوماسي في ديسمبر2001 عندما تم تعيينه سفيرًا بديوان وزارة الخارجية بدرجة سفير ممتاز، كما عُيّن سفيرًا فوق العادة مفوضًا لمملكة البحرين لدى دول إيران، تركمانستان، أرمينيا، أذربيجان، كازاخستان، طاجكستان وأوزبكستان، وفي شهر مايو 2003 قلّده عاهل البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وسام البحرين من الدرجة الأولى تقديرًا لجهوده الوطنية ومنحه الديوان الملكي براءة ذلك الوسام الرفيع.
مسيرته الوظيفية بدأت في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية (1971 – 1978)، وعلى مستوى مجلس التعاون الخليجي (1979 – 2001)، وفي السلك الدبلوماسي سفير على الدرجة الممتازة (2001 – 2008)، كما تم تكليفه أثناء ذلك برئاسة فريق التخطيط الإستراتيجي بوزارة الخارجية المكلف بتحديد مرئيات الوزارة ومشاركتها في صياغة رؤية البحرين للعام (2020 – 2030).
له أنشطة ثقافية واجتماعية فهو عضو في منتدى الفكر العربي بالأردن، وفي المؤتمر التأسيسي للمجلس العربي للطفولة (عمّان والقاهرة)، وعضو رابطة الأسرة العربية (تونس)، وعضو مؤسس في جمعية البحرين للثقافة العربية (تحت التأسيس)، وعضو جمعية الحكمة البحرينية للمتقاعدين، وله عضوية شرفية في جمعية البحرين لتنمية الموارد البشرية والتدريب، وعضو نادي العروبة، وعضو جمعية الصداقة البحرينية الألمانية، وعضو مؤسس في نادي البحرين للتنس الأرضي.

‭   ‬

شارك الخبر على