بعد منحهم حق الفتوى فى الفضائيات.. «كبار العلماء» يتحدثون لـ«التحرير»

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

قال مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إنه تم الاتفاق مع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية، على منح أعضاء هيئة كبار العلماء حق الإفتاء، بحكم وظيفتهم، مؤكدا أن المجلس سيقوم من خلال التنسيق مع الأزهر ودار الإفتاء على العمل وبقوة على ضبط الفتوى عبر وسائل الإعلام المختلفة.

ويأتى فى مقدمة أعضاء هيئة كبار العلماء بالأزهر المخول لهم الإفتاء على الفضائيات بموجب حديث مكرم مع الطيب، الدكتور على جمعة، والدكتور محمود حمدى زقزوق، والدكتورمحمود مهنى، والدكتور حسن الشافعى، والدكتورأحمد عمر هاشم، والدكتور أحمد معبد عبد الكريم، والدكتور محمد عبد الفضيل القوصى، والدكتور جلال عجوة، والدكتور حمدى صبح طه، والدكتور محمد ربيع جوهر، والدكتور محمد عمارة، والدكتور محمد رأفت عثمان، والدكتور نصر فريد واصل، والدكتور طه أبو كريشة، والدكتور أحمد طه ريان، والدكتور إسماعيل الدفتار.

«سبوبة لكل من هب ودب»

قال الدكتورأحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، إن الفتوى بشكل عام سواء على الفضائيات أو غيرها من كل وسائل الإعلام المختلفة، أصبحت سبوبة لكل من "هب ودب".  

وثمن أحمد عمر هاشم لـ"التحرير"، قرار الدكتور أحمد الطيب، بالتنسيق مع رئاسة المجلس الأعلى للإعلام، منح أعضاء هيئة كبار العلماء، باعتبارها أعلى هيئة دينية فى العالم العربي والإسلامى وبمؤسسة الأزهر الشريف، حق الإفتاء على الفضائيات، لأنه أن تصبح عضوًا بالهيئة فى الأساس ستكون مؤهلا للحديث فى الدين، والإفتاء للناس، خاصة وأن أعضاء الهيئة جميعهم على قدر عال من الكفاءة والخبرات والتحلي بمختلف العلوم الشرعية، الأمر الذى يجعلهم أنسب الناس للإفتاء.

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن الإفتاء علم له أصوله وقواعده ويحتاج إلى مزيد من المعرفة بالعلوم الشرعية وفهم للواقع ومستجدات العصر، وقراءة دقيقة لعلوم القرآن ونصوص الشريعة، فضلا عن التفسير العلمى الشرعي لعلوم الحديث، والقدرة على التفرقة بين الأحاديث الصحيحة والمدسوسة والضعيفة، فالإفتاء عالم يحتاج إلى رجال متخصصة تستطيع تطبيق النص على الحكم.

وصف الدكتور محمود مهنى، عضو هيئة كبار العلماء، تمكين أعضاء هيئة كبار العلماء من الإفتاء على الفضائيات بالتعاون مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بالقرار الصائب، خاصة وأن الهيئة هى الأجدر على الإفتاء من خلال كل أعضائها المؤهلين لذلك، فالهيئة بيت الإفتاء بالتنسيق مع دار الإفتاء المصرية، وكل مؤسسات الأزهر المعنية.

وأكد محمود مهنى لـ"التحرير" أن ما أقدم عليه الأزهر من تحديد شخصيات معينة يكون لها الحديث فى الفتوى عبر الشاشات، مأخوذ من نصوص القرآن والسنة النبوية، التى دعت إلى احترام أهل التخصص، واستشهد بقوله تعالى "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" وبالحديث النبوي (خَيْرُ أُمَّتِى أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِى دِينِ اللهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ).

وأضاف عضو هيئة كبار العلماء، أن ذلك التحرك من قبل الأزهر بالتنسيق مع الجهات المعنية، يحد وبقوة من غزو الأفكار المتطرفة، والفتاوى الشاذة التى تبث سمومها فى عقول الشباب ليل نهار على الفضائيات، خلال الفترة الأخيرة.

وتابع: "إن من يفتى فى الدين، لا بد وأن يمتلك المزيد من أدوات الإفتاء، ودراسة وتعلم أكثر من ثلاثين علما، مثل علم الصرف والنحو وعلوم البلاغة الثلاثة، وأصول الفقه، والناسخ والمنسوخ، علم القراءات، وفقه الواقع، والقياس، والمصالح المرسلة، والفقه على المذاهب الأربعة، والعقيدة والقرآن وعلومه والحديث وعلومه واللغة العربية وعلومها، وفقه العبادات، والمعاملات وعلم الحديث رواية، وعلم الحديث دراية، وأصول الفقه: وهو يتعلق بأدلة الفقه الإجمالية كالأمر والنهي والعام والخاص والمطلق والمقيد والأدب والشعر والاشتقاق".

تشكيل وعى المواطن

وقال الدكتور حمدى صبح، عضو هيئة كبار العلماء، إن مسألة الحد من صعود غير المؤهلين لتصدر المشهد فى الفتوى، أمر فى غاية الأهمية، خاصة وأن الفتاوى الشاذة وغير المعتدلة تزيد من انتشار الأفكار المتطرفة لدى الشباب، وتهدد السلم والاستقرار المجتمعى.

وأوضح صبح لـ"التحرير" أن الإمام الأكبر حريص على تمكين المؤهلين للإفتاء على الفضائيات، لحماية المجتمع، وأن الفتوى أمر يترتب عليه تشكيل وعي المواطن والمعرفة والثقافة الدينية، ويترتب عليها مصير معاملات ومستقبل الشعوب، لذلك فانضباط المسألة أمر ملح وضرورى.

وأشار صبح إلى أن لكل علم من العلوم متخصصين، وعلى من يفتى أن يكون ملما بالإفتاء من حيث فهم النص وإدراك الواقع، والتفسير السليم لعلوم القرآن والسنة، والتمتع بمعرفة علوم اللغة، وإدراك مستجدات العصر وفهم الواقع، والتفرقة بين الثوابت والمتغيرات ومعرفة الآثار التى ستترتب على الفتوى، والقياس والاستدلال والإجماع، وبالتالى يجب أن تكون الفتوى للمؤسسات الرسمية وليست لكل من يحمل شهادة فقط.

وكان مكرم محمد أحمد، قد التقى مساء اليوم الإثنين، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بمقر المشيخة بالدراسة، وذلك من أجل عرض قائمة الأوقاف على الطيب، لمراجعتها واعتمادها بشكل رسمى وهى القائمة المخول لها الظهور على الفضائيات وإصدار الفتاوى.

وسلم وزير الأوقاف، فى لقائه بمكرم، بمقر المجلس، خلال الساعات الماضية، قائمة للوزارة، ضمت 136 شخصية، غير أن قائمة الأوقاف، لم تقتصر على رجال الوزارة المؤهلين للإفتاء، بل احتوت على شخصيات أزهرية فى المقام الأول، والذين تم تجاهلهم من قبل مشيخة الأزهر، رغم أزهريتهم.

ويأتى فى مقدمة الشخصيات التى تجاهلها الطيب ورشحت من قبل وزارة الأوقاف، الدكتور أسامة العبد، رئيس اللجنة الدينية بالنواب، ورئيس جامعة الأزهر السابق، والدكتور أسامة الأزهري، مستشار الرئيس للشئون الدينية، والدكتور محمد أبو هاشم، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحرى، والدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر.

وقدمت مشيخة الأزهر إلى رئاسة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الأسبوع الماضى، قائمة ضمت 50 شخصية أزهرية يخول لها حق الإفتاء على الفضائيات، للحد من غزو الأفكار المتطرفة.

وجاء فى مقدمة قائمة الأزهر، الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، والدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور نصر فريد واصل، مفتى الديار السابق، والدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، والدكتور مجدى عاشور، المستشار الأكاديمى لمفتى الجمهورية.

 

 

شارك الخبر على