«رئاسة كوب ٢٨».. إنجازات عابرة للحدود

٧ أشهر فى الإتحاد

طه حسيب (أبوظبي)في 23 يونيو 2022، وبعد الإعلان الرسمي عن استضافة الإمارات مؤتمر الأطراف في نسخته الثامنة والعشرين، حرصت القيادة الإماراتية الرشيدة على تشكيل لجنة وطنية عليا برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، وعضوية عدد من المسؤولين في الدولة، بينهم معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، في منصب نائب رئيس اللجنة المعنية بالإشراف على الإجراءات الخاصة بالاستعداد لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، وفي 12 يناير 2023، وبناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أصدر سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، قراراً بتكليف معالي الدكتور سلطان الجابر، المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، رئيساً معيناً للدورة الـ 28 من مؤتمر الأطراف الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وتكليف معالي شما المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب، لتكون «رائدة المناخ للشباب في مؤتمر «كوب28»، ورزان المبارك رئيسة التحالف الدولي لحماية الطبيعة لتصبح «رائدة المناخ في كوب28». رؤية واضحة رصيد ضخم وعمل دؤوب يؤديه فريق عمل «كوب28» انطلاقاً من رؤية وطنية واضحة لهذه الفعالية العالمية الكبرى، تستند إلى أربعة أهداف أساسية تتضمن: تسريع تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، وحماية البشر والطبيعة وتحسين الحياة وسُبل العيش، واحتواء الجميع بشكل تام في منظومة عمل المؤتمر.ويحمل الفريق مهمة كبرى تتضمن: حشد اهتمام دول العالم بالخطوات العاجلة المطلوب تحقيقها من أجل الوفاء بما تم التعهد به خلال مؤتمرات مناخية سابقة، وتخفيف تداعيات التغير المناخي، وبحث مسارات جديدة في مسألة التمويل المناخي، خاصة في ظل الحديث عن «صندوق الخسائر والأضرار»، وتخفير مبادرات القطاع الخاص كي يلعب دوراً أكبر في استثمارات خضراء. 

أسابيع المناخ العالميةوسجلت رئاسة «كوب28» حضوراً فاعلاً في أسابيع المناخ العالمية، ومبادرات غير مسبوقة تجعل من مؤتمر المناخ الذي تستضيفه الإمارات منعطفاً تاريخياً في العمل المناخي، وضمن هذا الإطار جاءت مشاركة الرئيس المعين لـ «كوب28» في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، ومشاركته مع أعضاء من فريق عمل «كوب28» في أسبوع المناخ بنيويورك، آنذاك تم التأكيد على أن «كوب28» سيكون أول مؤتمر عالمي للمناخ يركز على دور المدن والجهات المحلية في مفاوضات المناخ، بما يتيح فرصة لرؤساء المدن ومسؤولي المنظمات غير الحكومية للعب دور في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين.وجاءت مشاركة رئاسة «كوب28» في أسبوع المناخ الأفريقي، الذي انعقد في العاصمة الكينية نيروبي خلال سبتمبر الماضي، لتؤكد قدرة الإمارات على إطلاق المبادرات النوعية التي تؤسس لانتقال عادل ومنطقي في قطاع الطاقة، حيث أطلقت الإمارات مبادرة تمويل في قطاع الطاقة النظيفة مع «مجموعة أفريقيا 50»، بقيمة 16.5 مليار درهم، بهدف توفير الدعم لاستثمارات الطاقة المتجددة في القارة السمراء. وهذه المبادرة تأتي في إطار برنامج «اتحاد7» الصادر عام 2022 خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة، وهي خطوة تدعمها وزارة الخارجية الإماراتية من أجل تزويد 100 مليون فرد في أفريقيا بالكهرباء المستمدة من مصادر نظيفة بحلول عام 2035. تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكملها نقطة ساخنة لتغير المناخ، حيث تتنبأ النماذج المناخية بدرجات حرارة أعلى بنسبة 20% من المتوسطات العالمية. وهي بالفعل المنطقة الأكثر ندرة في المياه في العالم، ومن المتوقع أن تؤدي درجات الحرارة المتزايدة إلى المزيد من الجفاف الحاد والمستمر.وجاءت مشاركة معالي الدكتور سلطان الجابر، الرئيس المعين لـ «كوب28»، في أسبوع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمناخ في العاصمة السعودية الرياض، خلال الفترة من 8 إلى12 أكتوبر2023، لتؤكد رؤية رئاسة كوب28 للانتقال المنظم والمسؤول والعادل في قطاع الطاقة، مشيراً آنذاك إلى أن الدول المنتجة للوقود التقليدي استضافت17 مؤتمراً من مؤتمرات المناخ الـ27، وأن دول المنطقة عززت استثماراتها في الطاقة المتجددة بمقدار 4 أضعاف مقارنة بما كانت عليه في العقد الماضي، في ظل فرص واعدة بمضاعفتها خلال السنوات الخمس المقبلة، لدول المنطقة في مجال الهيدروجين النظيف على الصعيد العالمي، وأن دول المنطقة تمتلك الموارد والخبرات اللازمة لبناء مستقبل داعم للعمل المناخي. خطوة كبرى ملهمةوفي الأول من نوفمبر الجاري، بادرت رئاسة «كوب28» بالإعلان عن «ميثاق الانتقال إلى الحياد المناخي» بهدف تشجيع القطاع الخاص على اتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة تداعيات تغير المناخ. الميثاق يهدف إلى تشجيع القطاع الخاص على اتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة تداعيات تغير المناخ والالتزام بتعزيز الشفافية والنزاهة في تطبيق التعهدات الخاصة بتحقيق الحياد المناخي. 

أسبوع المناخ الأفريقيخلال أسبوع المناخ الأفريقي، أعلن فريق «كوب 28» عن «ميثاق معالجة الهشاشة المناخية»، والذي من المقرر إطلاقه خلال مؤتمر الأطراف خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر2023، ويطمح الميثاق إلى توجيه مزيد من التمويل للدول التي تعاني من تحديات في مواجهة تداعيات التغير المناخي. وخلال أسبوع المناخ بنيويورك، دعت رزان المبارك رائدة الأمم المتحدة للمناخ في «كوب 28» إلى ضرورة استعادة 15 مليون هكتار من غابات القرم بحلول عام 2030، ضمن هدف يتحقق بزيادة التمويل والدعم التقني. وخلال فعالية خاصة بالرابطة الدولية لتجارة الانبعاثات، دعا السفير ماجد السويدي، المدير العام والممثل الخاص لرئاسة دولة الإمارات لمؤتمر المناخ، لتوسيع نطاق أسواق الكربون الطوعية عالية النزاهة.خبرة كبيرة تتولى اللجنة الوطنية العليا للإشراف على أعمال التحضير لمؤتمر الأطراف COP28 «مؤتمر الإمارات للمناخ»، إدارة استراتيجية المؤتمر، وتشمل في عضويتها كلاً من: معالي محمد بن هادي الحسيني وزير الدولة للشؤون المالية، ومعالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ومعالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، ومعالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، ومعالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة تنمية المجتمع، ومعالي محمد عبدالله الجنيبي رئيس الهيئة الاتحادية للمراسم والسرد الاستراتيجي، ومعالي الفريق عبدالله خليفة المري، قائد عام شرطة دبي، ومعالي الفريق طلال حميد بالهول الفلاسي، مدير عام جهاز أمن الدولة في دبي، ومعالي اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي، قائد عام شرطة أبوظبي، ومعالي مطر محمد الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات في دبي، وسعادة راشد سعيد العامري، وكيل وزارة ديوان الرئاسة، واللواء الركن خليفة حارب الخييلي، وكيل وزارة الداخلية، وسعادة هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة السياحة والاقتصاد في دبي، وسيف سعيد غباش، مدير عام مكتب أبوظبي التنفيذي، والدكتور جمال الحوسني، ممثلاً عن المجلس الأعلى للأمن الوطني.

التركيز على الشبابفي 15 مارس 2023، نظمت رئاسة مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، بمدينة «إكسبو دبي»، فعالية «الطريق إلى كوب28» بقيادة الشباب، وذلك لتحفيز الوعي المناخي لدى هذه الفئة، آنذاك أنجز «مركز الشباب العربي» خلال يوم واحد دورات توعوية مكثفة ساهمت في تدريب 1000 شاب وشابة على مبادئ الوعي المناخي، وذلك امتداداً لدورة «أبجديات العمل المناخي» التي تم إطلاقها خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة مطلع عام 2023.وشهدت الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات التي انعقدت 8 نوفمبر الجاري في أبوظبي الإعلان عن أعضاء فريق الإمارات التفاوضي في «كوب28»، ويشكل الشباب ممن تقل أعمارهم عن 35 عاماً 70 % من الفريق ضمن خطوة تؤكد قناعة رئاسة «كوب28» بأهمية دور الشباب في العمل المناخي، خاصة دبلوماسية المناخ، التي تهدف إلى إحراز نجاحات غير مسبوقة في هذه النسخة من مؤتمر الأطراف الذي ينعقد من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023 في مدينة إكسبو دبي. أعضاء الفريق التفاوضي شاركوا في برامج تدريب متخصصة ومتكاملة في دبلوماسية المناخ والتواصل الدولي من ضمنها أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، إلى جانب الحضور والمشاركة في المؤتمرات والاجتماعات الدولية المتصلة بالعمل المناخي. وتم اختيار الفريق وفق معايير محددة ودقيقة ترتكز على الكفاءة والتميز في المجالات ذات الصلة بالدبلوماسية والعمل المناخي ومهارات التواصل والطموح والقدرة على تمثيل الدولة في المحافل الدولية.إنجازات مهمةخطوات مهمة على طريق حفز العمل المناخي أنجزها فريق رئاسة المؤتمر منذ تشكيله حتى الآن، من أهمها حشد الاهتمام الدولي قبل انعقاد «كوب28» بضرورة مضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة بمقدار ثلاث مرات بحلول نهاية العِقد الحالي، وما يبعث على التفاؤل أن هذا الاقتراح حظي بقبول 85 في المئة من اقتصادات العالم. جهود رئاسة المؤتمر نجحت في إقناع أكثر من 20 شركة من شركات النفط والغاز بتخفيض انبعاثات الميثان إلى الصفر بحلول عام 2030. وتمكنت رئاسة «كوب28» من تحريك ملف التمويل المناخي، حيث باتت البنوك متعددة الأطراف أكثر استجابة لتطوير آليات التمويل المناخي. وفي مطلع نوفمبر الجاري توصلت اللجنة الانتقالية الخاصة بصندوق الخسائر والأضرار التي انعقدت في أبوظبي إلى توصيات بتفعيل ترتيبات التمويل وتطوريها. ويحسب لرئاسة «كوب28» دعوتها إلى إدماج القطاع الخاص على الصعيد العالمي في التمويل المناخي بشروط ميسرة، وذلك في إطار قناعة رئاسة المؤتمر بتطوير الهياكل المالية العالمية. 

شارك الخبر على