خطوة مهمة لتوسيع قاعدة العمل التطوعي المستدام

٧ أشهر فى الإتحاد

خطوة مهمة لتوسيع قاعدة العمل التطوعي المستدام
رسوخ ثقافة التطوع في دولة الإمارات يمثل انعكاساً لتجذر المبادئ الإنسانية في سياسات الدولة، في ظل الاهتمام الخاص الذي توليه قيادتنا الرشيدة لدعم العمل التطوعي
 
تعزيزاً لثقافة العمل التطوعي، أطلقت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، خلال مشاركتها في فعاليات الكونغرس العالمي للإعلام، الذي عقد خلال الفترة من 14 إلى 16 نوفمبر الجاري، «منصة المتطوعين» التي تتيح لأفراد المجتمع التسجيل للمشاركة في الفرص التطوعية في مشاريع وبرامج المؤسسة داخل الدولة وخارجها من خلال الموقع الإلكتروني لها.
وفيما يعكس رسوخ قيم المشاركة في العمل التطوعي، وتجذرها في مجتمع دولة الإمارات، بين المواطنين والمقيمين على حد سواء، فإن المنصة، وعلى مدار ثلاثة أيام فقط، استقطبت أكثر من 950 متطوعاً ومتطوعة ينتمون إلى 47 جنسية حول العالم.
وتستمد هذه الخطوة أهميتَها من اعتبارات عدة: أولها، أنها تعزز مشاركة أفراد المجتمع في الفرص التطوعية ضمن مشاريع المؤسسة وبرامجها داخل الدولة وخارجها. وثانيها، العمل على تكوين منظومة متكاملة ومستدامة للعمل التطوعي واستقطاب المتطوعين واستثمار مهاراتهم.
وثالثها، إبراز دور المؤسسة وما تقوم به من أنشطة تطوعية في أكثر من 186 دولة. ورابعها، توفير فرص تطوعية تتناسب مع أصحاب الهمم، باعتبارهم شركاء فاعلين في عملية التنمية. وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي المدير العام لمؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، أن المؤسسة أطلقت «منصة المتطوعين» في إطار جهودها لتوسيع قاعدة التطوع المجتمعي المستدام، وإيماناً بدور المتطوعين في تحقيق التنمية البشرية والإنسانية عبر العمل معاً من أجل إحداث التغيير المطلوب في مجالات العمل الإنساني التي تواجه تحديات كبيرة نتيجة للأزمات والكوارث حول العالم.
وفي الواقع، فإن إطلاق «منصة المتطوعين» يندرج ضمن جهود دولة الإمارات المتواصلة لتعزيز العمل التطوعي، الذي بات يمثل جزءاً لا يتجزأ من هوية مجتمع الإمارات، ويجسد رسالة سامية تسهم في تعزيز توجهات الدولة الإنسانية على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وهو ما ينعكس في العديد من المؤشرات، أبرزها العدد الكبير من المؤسسات الخيرية والإنسانية الموجودة في الدولة، ومنها: هيئة الهلال الأحمر، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة دبي العطاء، ومؤسسة وطني الإمارات للعمل التطوعي، وأكاديمية الإمارات للتطوع، وغيرها الكثير.
ومما لا شك فيه أن تجذر ثقافة التطوع في مجتمع دولة الإمارات إنما يعود إلى الموروث الإنساني الثري للمغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أولى العمل التطوعي اهتماماً كبيراً، وجعل الإمارات منارة للإنسانية ونموذجاً ملهماً في العطاء الإنساني، انطلاقاً من إيمانه الراسخ بوحدة المصير البشري.
ولعل الإقبال الكبير على حملة «تراحم من أجل غزة»، التي تُشرف عليها وزارة الخارجية، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وبرنامج الأغذية العالمي، وبالتنسيق مع وزارة تنمية المجتمع، وبمشاركة 20 مؤسسة خيرية وإنسانية، وتواصل المشاركة المجتمعية فيها بشكل مكثف.. كل ذلك يُجسد تنامي ثقافة التطوع في مجتمع دولة الإمارات.
وهنا تُمكن الإشارة إلى أن هذه الحملة قد تمكنت من جمع أكثر من 1500 طن من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية، وتم إرسال نحو 32 طائرة تحمل 1030 طناً من المساعدات التي بدأت عمليات إدخالها إلى قطاع غزة وتوزيعها.
إن رسوخ ثقافة التطوع في دولة الإمارات يمثل انعكاساً لتجذر المبادئ الإنسانية في سياسات الدولة على الصعيدين الداخلي والخارجي، ويتعزز هذا الرسوخ في ظل الاهتمام الخاص الذي توليه قيادتنا الرشيدة لدعم ركائز العمل التطوعي، واستمرار طرح المبادرات التي تحقق هذا الهدف، والتي يتمثل أحدثها، ولن يكون آخرها، في إطلاق مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية «منصة المتطوعين».
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. 

شارك الخبر على