الحرفيون.. أصدقاء «البيئة»

٦ أشهر فى الإتحاد

خولة علي (دبي) ارتبط الحرفيون بالبيئة ارتباطاً وثيقاً، حمايتها والحفاظ على مواردها من اهتماماتهم ووعيهم بمسؤوليتهم تجاهها، حتى إنهم حوّلوا الخامات والقطع المهملة إلى منتجات عالية الجودة وقابلة للتطوير، فهي مصدر للمواد والأدوات والخامات التي يعتمدون عليها في صناعة منتجاتهم الحرفية، مع الحرص على التمسك بنظام الاستدامة، واتخاذه كمنهج ونمط وأسلوب للتعامل مع الموارد الطبيعية للحفاظ عليها بشكل مستمر ومتجدد. 

تحقيق التوازن يشير عادل الزريقي، المختص في صناعة الأقلام، إلى أن مهنة الحرفي مهمة للغاية، في ظل ما يشهده العالم من تقلبات في الطقس وظواهر التغير المناخي والاحتباس الحراري التي تضر بالطبيعة، وبالتالي يجد الفرد نفسه في مواجهة حقيقية لإعادة التوازن للطبيعة، ووضع قوانين أو نظم تحول دون تفاقم قضايا البيئة، ويضيف أن دورنا كحرفيين في الحفاظ على البيئة يتلخص في المحافظة على الأشجار كعنصر من عناصر خلق التوازن في الطبيعة، والعمل على عدم قطعها أو التخلص منها نتيجة مشكلة ما، موضحاً أنه يحاول جاهداً ألا يتخلص من أي قطعة من خشب خلال عمله، بل يستخدم نظام التدوير في صناعة الأقلام أو مقابض السكين أو في صناعة الطاولات وقطع الأثاث، كما يجمع قطع الأخشاب ويحوّلها إلى أقلام بألوان وأشكال جميلة ونادرة لاقت استحسان الناس.

تدوير الخامات ويرى يوسف إبراهيم البهلولي، حرفي مختص في صناعة السكاكين، أن الحرفي يجب أن يكون له دور في المحافظة على البيئة والاستدامة، حفاظاً على الموارد الطبيعية، فهو يحرص على استخدام عدة طرق للتدوير بناءً على نوعية المادة أو الخامة، قائلاً: «في مجال عملي كصانع أنصال فولاذية كالسكاكين والسيوف والخناجر وغيرها، أقوم بإعادة تدوير المعادن المستخدمة في قطع غيار السيارات (كالريش والجامبينات)، وغيرها من قطع الفولاذ العالي الكاربون، لاستخدامها في صناعة الأنصال عالية الصلابة، كما أعيد تدوير النحاس في المحركات الكهربائية العاطلة وصهره وإعادة استخدامه في ملحقات الأنصال كالواقي والجراب وغيرها، إضافة إلى العمل على تدوير الأقمشة البالية وخلطها بمادة الأيبوكسي واستخدامها كمقابض للأنصال ويسمى (مايكارتا)، كما أعمل على إعادة استخدام البلاستيك، بعد تذويبه وصبه في قوالب حسب الشكل المطلوب للنصل والجراب، وهذه بعض طرق إعادة تدوير الموارد التي أستخدمها للحفاظ على الاستدامة».

علاقة متجذرة ويوضح الحرفي محمد البلوشي، أن الاستدامة تتمثل في كيفية تحقيق التوازن في مختلف مجالات الحياة البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وغيرها، لضمان الحفاظ عليها للأجيال القادمة، فكل فرد في المجتمع عليه أن يقوم بدوره، وفقاً لطبيعة عمله والتزامه في تحقيق رؤية الدولة وتطلعاتها فيما يتعلق بالاستدامة، لمواجهة قضايا ظاهرة التغير المناخي. ويؤكد البلوشي، أن علاقة الحرفيين الأوائل بالاستدامة قديمة ومتجذرة، فهم استخدموا الخامات في إبداع منتجات مبتكرة ومستدامة، فعندما يقوم الحرفي بأعمال الصيانة في منزله على سبيل المثال، كان يعمل على إصلاح أي قطعة أو إعادة تدويرها ليحولها إلى منتج آخر يفي بالغرض، فليس في قاموسه الحرفي كلمة الاستغناء أو التخلص من مخلفات الصناعة.

حس المسؤوليةيستخدم عادل الزريقي نشارة الخشب بخلطها مع مواد لتصبح مادة صلبة يمكن تحويلها لقطع من الأواني والطاولات، وبذلك يستغل كل قطعة بطريقة إبداعية، موضحاً أن هذا السلوك يتبعه الكثير من الحرفيين بعد أن زاد لديهم حس المسؤولية والتفكير في تحقيق الاستدامة. أخشاب مهملةالحرفي محمد البلوشي، قال: أحاول أن أطبّق هذا النهج في عملي كحرفي في مجال النجارة، من خلال تحويل طاولة قديمة مهملة إلى منتج آخر يمكن الاستفادة منه، وأحياناً نستخدم قطع الأخشاب المهملة في ابتكار منتج له فوائده واستخداماته حفاظاً على الاستدامة.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على