لهذه الأسباب اختلف الإعلاميون على لقاء عماد أديب مع «إرهابي الواحات»

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

تباينت آراء عدد من المتخصصين فى الشأن الإعلامي بشأن استضافة الإعلامي عماد الدين أديب، للمتهم بحادث الواحات عبد الرحيم المسماري أمس "الخميس" على فضائية الحياة، حيث أكد البعض أن هدوء أديب الزائد أسهم فى إخراج الإرهابي كل ما فى جعبته، وكشف الكثير من أفكار ومعتقدات تلك الجماعات والعناصر التكفيرية، بينما رآى آخرون أن أديب لم يخرج بالنتيجة المطلوبة من اللقاء.

ويرى الدكتور سامي عبد العزيز، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن الهدوء الذى تحلى به الإعلامي عماد الدين أديب في أثناء حواره مع الإرهابي المتهم بحادث الواحات عبد الرحيم المسماري أمس "الخميس"، منحه الفرصة لكي يخرج من الإرهابي كل ما بداخله، منوها بأن أديب لم يقم فى الحوار بدور المحقق الذى يريد أن ينتزع أشياء بعينها من الشخص الذى يجلس أمامه، ولكنه استخدم أسلوبه الهادئ فى الحوار، مشيرا إلى أن الاعترافات التى قالها الإرهابي خلال الحوار كشفت عن حجم عمليات غسيل المخ التى يتعرض لها هؤلاء.

وأضاف عبد العزيز فى حديثه لـ"التحرير"، أن ما أدلى به الإرهابي على الشاشة كشف بما لا يدع مجالاً للشك أن التعامل الأمني والعسكري لا يكفي على الإطلاق فى مواجهة تلك العناصر والتنظيمات، لأن تلك الأفكار التى يختزنها الإرهابي داخل عقله تكونت منذ الصغر وليس فى الكبر.

وردا على تساؤل "التحرير" حول ما إذا كانت استضافة تلك الشخصيات على الهواء مباشرة أمرا خاطئا من الناحية الإعلامية، قال عبد العزيز: "على الإطلاق، المتعارف عليه أنه إذا كان اللقاء سيعود بفائدة على المجتمع، تكشف حقائق وتؤكد وقائع، فهذا أمر جيد، لأن كشف هذه الأفكار يقلل من المخاطر ويجعل هناك نوعا من أنواع الوقاية".

بينما قالت الكاتبة الصحفية وعضو المجلس الأعلى للصحافة السابق كريمة كمال، إنه لا يوجد خطأ من الناحية الإعلامية فى محاورة إرهابي على الهواء، ولكن العبرة والفيصل بالنتيجة التى يصل إليها اللقاء فى النهاية.

وأشارت كريمة إلى أن البعض شعر أن الإعلامي عماد الدين أديب لم يحقق مردودا إيجابيا من وراء اللقاء وبالتالي لم يصل لمرحلة التأييد ولم ينجح فى رسالته بأن يُنفر الناس من تلك الأفكار الإرهابية المتطرفة، وقد يكون السبب وراء ذلك يرجع لعدة اعتبارات، أولها أن البعض يحكم على النقاش من واقع علاقة المحاور بالنظام، فالبعض يرى أن أديب محسوب على النظام، وبالتالي تأثر اللقاء بهذا الأمر، كما أن هناك كتلة كبيرة من الشعب متعاطفة مع التيار الإسلامي، لافتة إلى أن تلك الأسباب أسهمت فى انتقاد البعض للحوار وعدم الوصول للنتيجة المطلوبة له.

بينما قال الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن إدارة الحوار عملية وظيفية تتوقف على توجه الحوار ومضمونه ونوعية الأسئلة، مشيرا إلى أن محاورة إرهابي أمام مرأى ومسمع الجميع ليس أمرا خاطئا من الناحية الإعلامية، ولكن نوعية الأسئلة والرسالة المستهدفة هى الأسئلة التى يجب أن يسألها المحاور لنفسه حتى لا يخرج الإرهابي فى سياق أنه بطل أو نموذج حقيقي، فالتعميم هنا خاطئ، حسب تعبيره، مشيرا إلى أن هناك أمورا يجب إخضاعها للمنهج الوظيفي وتتوقف على القائم بالاتصال.

كان الإعلامي عماد الدين أديب قد استضاف المتهم بحادث الواحات عبد الرحيم المسماري خلال حلقة برنامجه أمس "الخميس" على فضائية الحياة، واختلفت الآراء فى وسائل التواصل الاجتماعي حول مضمون ما تعرض له أديب خلال اللقاء، وما إذا كان اللقاء حقق الأهداف المرجوة منه أم لا.

شارك الخبر على