كانت مباريات ودية «سابقاً»!

٨ أشهر فى الإتحاد

لم تعد المباريات الودية، لفرق أو منتخبات كرة القدم، تحمل الطابع «الرومانسي» القديم نفسه، لدرجة أنها كانت توصف بأنها «حبية» من الحب، وعندما خسر منتخب مصر أمام نظيره التونسي، تعرض روي فيتوريا، المدرب البرتغالي لـ«الفراعنة»، لانتقادات شديدة، ورد عليها مبرراً، وقبل مواجهة الجزائر، قال في مؤتمره الصحفي وفي تصريحات مختلفة المواقع، إن المباراة قد تسبب له وللمنتخب قلقاً، بينما اعتبرها جمال بلماضي فرصة للتعلم حسب ما قال.لم تعد مجرد مباريات ودية، فقد عم الغضب شارع الكرة التونسية، بعد الهزيمة الثقيلة أمام كوريا الجنوبية صفر- 4، وقال صحفيون في تونس «المنتخب كان غائباً تماماً طيلة فترات المباراة، وظهر بمردود باهت، وكانت هناك سيطرة ميدانية واسعة للمنتخب الكوري، وأخطاء متراكمة لحارس المرمى، وخط الظهر، وكثير من لاعبي الفريق، مقابل اكتفاء أبناء المدرب جلال القادري بالدفاع في معظم فترات اللقاء».وعندما تعادل منتخب المغرب أمام كوت ديفوار، صرح وليد الركراكي، مدرب «أسود الأطلس»، بأن الخبرة الدولية فقط سمحت للمنتخب بالعودة، لكننا تعرفنا على أخطاء ولا بد من معالجتها.الأمر بالنسبة لمنتخب الإمارات، كان أفضل، بعد الفوز على كوستاريكا، ثم على الكويت، وهو ما اعتبر دفعة معنوية قبل خوض تصفيات كأس العالم، ونهائيات كاس آسيا، والواقع أن النتائج باتت مهمة للغاية على مستوى المباريات الودية، وربما كان الفوز الذي حققه منتخب مصر على نظيره الزامبي تحقق في الدقيقة 94، وهو ما عكس تقييماً غير دقيق لأداء الفريق المصري، لأن الهدف جاء متأخراً، بينما كان وارداً أن ينتهى اللقاء بفوز الفراعنة 3-صفر على الأقل، وعندها كان الأداء سيترجم إلى: «رائع»!حتى منتخب ألمانيا، فالصحف والخبراء احتفلوا بالفوز الذي حققه الفريق تحت قيادة مدربه الجديد جوليان ناجلسمان، وذلك على حساب نظيره الأميركي 3-1 ودياً، وقالت صحيفة «بيلد» عن هذا الفوز: «خطوة في الطريق الصحيح»، فيما أشارت صحيفة «سود دويتشه تسايتونج» إلى «الرقي في أداء الفريق»، وأوضحت مجلة «كيكر» أن «الظهور الأول لناجلسمان يرفع الآمال قبل كأس أمم أوروبا».لماذا هذا الإعجاب والاحتفال بفوز ودي على منتخب أميركا؟، هل لأن الأداء كان جمالياً وممتعاً، وقدم الألمان عرضاً اتسم بالهدوء والقوة؟ هل الاحتفال يرجع إلى إخفاقات متكررة رسمياً وودياً؟الإجابة نعم.. فقد خرج منتخب ألمانيا في مرتين متتاليتين من الدور الأول لكأس العالم 2018 و2022، وحقق أربعة انتصارات فقط في آخر 17 مباراة تحت قيادة المدرب السابق هانزي فليك، وهو ما دفع الكرة الألمانية إلى حالة الأزمة في الأعوام الأخيرة.** لم تعد المباريات الودية كما كانت سابقاً، باتت كأنها مباريات رسمية تمس نتائجها كبرياء الأمم.. نعم إلى هذه الدرجة أصبحت!

شارك الخبر على