«تقليب في الدفاتر القديمة».. صناع الدراما والقنوات يعيدون كلاسيكيات الأعمال

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

تحت شعار «الحنين إلى الماضى»، اتجهت بعض القنوات وعدد من صنّاع الدراما فى الفترة الأخيرة لإعادة تقديم الأعمال القديمة من جديد، سواء عن طريق إعادة عرضها على المحطات، نظرًا لارتباط الجمهور بها، وهو ما يضمن لها تحقيق مشاهدة جيدة في الموسم الحالي، خارج سباق رمضان، منها «بوابة الحلوانى، ولن أعيش فى جلباب أبى، والمال والبنون»، أو من خلال تقديم مؤلفين لإعادة معالجتها في شكل يناسب العصر الحالي، مع إضافة تفاصيل وشخصيات جديدة عليها، منها «الطوفان، أبو العروسة، أرض النفاق».

وهو ما يطرح عدة تساؤلات، منها هل تكشف إعادة عرض ومعالجة الأعمال القديمة عن فقر الأفكار لدى المؤلفين، أم رغبة في استثمار نجاح سابق في السينما أو التليفزيون؟

«الطوفان» بشكل معاصر
محمد رجاء، أحد مؤلفي مسلسل «الطوفان»، ذكر أنه سعى مع المؤلف وائل حمدي لتقديم العمل التليفزيوني الجاري عرضه بشكل معاصر، مع إضافة شخصيات جديدة، كما حدث بمسلسل «لا تطفئ الشمس»، المأخوذ عن عمل سينمائي بنفس الاسم.

يذكر أن مسلسل «الطوفان» من إخراج خيري بشارة، ويشارك في بطولته مجموعة كبيرة من الفنانين، منهم ماجد المصري، وفاء عامر، أحمد زاهر، وهنا شيحة.

تحويل «أرض النفاق» لـ«المدينة الفاضلة»
الفنانة سميحة أيوب قالت إنها تؤيد مسألة إعادة تقديم أعمال قديمة، التي منها فيلم «أرض النفاق»، الذي شاركت في بطولته مع الراحل فؤاد المهندس، إذ يجري تحويله لمسلسل بعنوان «المدينة الفاضلة»، يقوم ببطولته محمد هنيدي، ويكتبه أحمد عبد الله، ويتولى إخراجه سامح عبد العزيز.

ولفتت «أيوب» إلى أنه طالما سيتم العرض في شكل جديد فلا بأس من الأمر، وأوضحت أنها إذا ما تلقت عرضًا بالمشاركة في المسلسل لن تعترض، بالعكس قد تشارك فيه بعد قراءتها للمعالجة.

ضعف الإبداع وتحكم المعلنين
السبب الرئيسي في إعادة تقديم الأعمال القديمة، في رأي الناقدة خيرية البشلاوي، ينقسم إلى جزأين، الأول مرتبط بعدم وجود قدرة على الإبداع لدى الصنّاع، ويخشى المنتجون الدخول في مناطق خطيرة ومناقشة موضوعات تهم المجتمع، واتباعهم مبدأ «ابعد عن الشر وغني له»، والجزء الثاني متعلق بتحكم شركات الإعلانات، والبعيد عن هموم الناس، إذ لا يريد المعلنون تقديم موضوعات لها تأثير إيجابى، لذلك يقومون بعرض موضوعات هادئة، واصفة تلك المرحلة بـ«الإفلاس الفني»، وتابعت: "لا أمانع تقديم الأعمال القديمة مرة أخرى لتكون إسقاطا على الماضي، أو استرجاع ذكريات زمان، لكن هذا ليس الغرض من العرض وإعادة الصناعة، إنما هي فترة استثنائية بسبب الإفلاس الذي يعاني منه القائمون على الدراما".

ملء فراغ ساعات البث
اختفاء كتاب السيناريو الكبار، الذين كانوا يقومون بكتابة الأعمال الدرامية، وانتشار ورش الكتابة، هو أحد أسباب هذه الأزمة، حسبما أوضح الناقد نادر عدلى، مؤكدًا فقر الأفكار لدى المؤلفين الجدد، وهو ما يؤثر في النهاية على المستوى للمسلسلات، وذكر: «ننتج أكثر من 60 عملًا سنويًا، وهناك الكثير من القنوات المتخصصة فى الدراما التليفزيونية، ومع ذلك لا يمكنها تعويض عجز البث لديها وملء فراغاتها إلا بتلك الأعمال».

وسيلة لتعريف الجيل الجديد
«إعادة الأعمال القديمة هي وسيلة لتعريف الجيل الجديد بأعمال الزمن الماضي، والتي اتسمت بجودة الصناعة على كل المستويات»، كان هذا هو الرأي الذي اتفق عليه الناقدان محمود قاسم وحنان شومان، واللذان أكدا أن الحكم يكون على المعالجة الأخيرة للعمل ومقارنتها بالأصل، ومقدار إضافة الكاتب لها، ولفتا إلى أن هناك أعمالًا أعيد معالجتها وكانت أفضل من الأصل.

شارك الخبر على