أبوظبي حضن التراث
ما يقرب من سنتين فى الإتحاد
تحتفي العاصمة الأيقونة «أبوظبي» من الثاني عشر، وحتى الخامس عشر من هذا الشهر، بالتراث وهو وجدان، وأشجان لإنسان مر من هنا، ولم تزل خطواته محفورة على جبين الوطن، ولم تزل أنفاسه تعبق الزمان والمكان بشذا الذين صنعوا مجد الوطن بعرقهم، وكدهم، وجهدهم، وبذلهم، وإبداعهم، ونبوغهم.وحضور سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، لهو النور، والمنارة، لإرث شكل بنية الوطن، وبنائه، وبيانه، وبنانه. فلا رقي ولا نهوض ولا تطور من دون ركائز، يسند عليها الوطن ظهر تطلعاته، وثوابت تنطلق منها طموحاته.هذا ما تصبو إليه القيادة الرشيدة، وهذا ما ترنو لترسيخه في ضمير الأجيال، وعياً منها بأهمية أن يظل التراث مرآة ورؤية، لأبناء هذا الوطن، وهذه هي رؤية الباني المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وأسكنه جنات الخلد، هذه حكمته، وهذه جبلته، وهذه سيرته، ومساره الذي رسمه لأهل الوطن، ولتبقى عطرة، مخضبة بجمال الروح وكمال النفس، وجلال العقل.اليوم ونحن نتابع ما يحدث في وطننا العزيز، نستلهم من المشاهد المدهشة، ما يجعلنا أمام أفكار بلون البحر، وصفاء السماء، ورخاء شجرة النخل، ثراء القرم العتيد، هذه المشاهدة لهي الفكرة الأولى التي دعت الإنسانية، بأن تتطلع إلى الشمس، ثم القمر، ثم الغروب، والشروق، حتى أيقن الإنسان أن وراء هذه التحولات الكبرى إرادة فائقة في القوة، وعبقرية في ذروة النبوغ، حتى أصبح الإنسان الواعي يستلهم من هذه العظائم، دروساً في فهم أهمية أن يكون لأي أثر، من معنى، ومغزى، وبصمة في ضمير الإنسانية.واليوم أبوظبي تتصدر المشهد، في مختلف المجالات، وتقف عند منصات الدهشة، لتشير العالم من أن السلام النفسي لا يتحقق إلا من خلال عقد التوازن بين الإنسان وطبيعته، وكذلك بين الإنسان ونفسه، وما النفس الإنسانية إلا تراكم خبرات، وأعمال جليلة يصنعها الإنسان لتبقى في قلب التاريخ إرثاً معرفياً، يحتذى به، فيصان، ولا يهان، ويحفظ ولا يهمل، ويعتنى به ولا يترك للريح تأخذه إلى نهايات التلاشي، والعدمية.هذا الوعي الإماراتي بأهمية التراث يجعل من حركة التنوير في العقل الوطني، يمضي نحو الأفق، محمولاً على كفوف ذاكرة تزخر بمخزون تاريخي قيم، ومقيم في العقل قبل أي شيء.هذا الجهد الإماراتي في الاحتفاء بتراث كلا الوطن بمكانة، ورزانة، وأمانة، يجعل الأجيال القادمة تتكئ على مسند قماشته من حرير العطاء، ويجعل المهتمين بهذا التراث، هم الأمناء على صندوق الوطن الثقافي، والفكري الإبداعي. وإذا كان الشعر ومضة الروح على صفحات التاريخ، فإن الاحتفال بالتراث عبر الشعر، له المسعى المهيب، الشوق القريب جداً من وجدان كل إنسان، يعرف أن للتراث مغزاه، وللشعر مسعى الدم في الشريان.