من الأشهر اليوم؟

تنطلق الجهود التي تبذلها دولة الإمارات لرعاية أصحاب الهمم وتمكينهم وتوفير أفضل فرص الحياة لهم من رؤية إماراتية راسخة، تؤمن بضرورة توفير الحياة الكريمة للبشر جميعاً، وبأن هذا الهدف الإنساني السامي يصبح أكثر أهمية حين يتعلق الأمر بمن يواجهون تحدي الإعاقة، والذين تُقدِّر الأمم المتحدة عددهم بمليار شخص، يمثلون نحو 15% من مجموع سكان العالم.وتقود دولة الإمارات منذ سنوات طويلة العمل الدولي في مجال رعاية «أصحاب الهمم» وتمكينهم، إيماناً منها بأن رسالتها الإنسانية تُحتّم عليها أن توسع نطاق عملها في هذا المجال، لتمتدّ فوائده إلى العالم بأَسره، وهو ما عبَّر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بوضوح وقوة، خلال استقباله اللجنة العليا والمنظّمين للأولمبياد الخاص 2019 الذي استضافته الإمارات، بتوجيهه «الشكر والتقدير لكل من أسهم في تحقيق أهداف الأولمبياد، وإيصال رسالة دولة الإمارات الإنسانية إلى العالم، حول أهمية التضامن مع أصحاب الهمم، وتمكينهم في مجتمعاتهم، للانتقال بهم من مرحلة الاعتماد إلى مرحلة المشاركة والفاعلية والتأثير».وفي هذا الإطار، جاءت استضافة دبي معرض «إكسبو أصحاب الهمم الدولي»، والذي استمر ثلاثة أيام، من الاثنين 9 أكتوبر 2023 حتى يوم أمس الأربعاء 11 أكتوبر 2023، ليُقدِّم من خلال ضخامة المشاركة فيه كمّاً ونوعاً، نموذجاً للعمل الجاد والمثمر لخدمة أصحاب الهمم، إذ شاركت فيه أكثر من 50 دولة، وضم أكثر من 250 عارضاً دوليّاً قدَّموا «أحدث ما توصل إليه العالم في مجال منتجات وحلول التكنولوجيا المساعدة والروبوتات» المخصَّصة لمساعدة أصحاب الهمم على الاندماج في المجتمع، وتيسير سبل أداء الأعمال والمهام التي يحتاجون إلى الاضطلاع بها في كل نواحي حياتهم.ويُعدُّ «إكسبو أصحاب الهمم الدولي» الذي غطّى جانب المنتجات التكنولوجية المساعِدة، حلقةً في سلسلة ممتدة من الفعاليات الدولية التي تستضيفها الدولة، لتغطية جوانب متعدّدة تخدم أصحاب الهمم. وعلى سبيل المثال، فقد كان «المؤتمر الدولي لأبحاث التوحد» الذي استضافته أبوظبي في 28 أبريل 2023، إضافةً مهمةً إلى الجانب العلمي والبحثي والتدريبي. وكان الإعلام محور عمل المؤتمر الدولي الأول لـ «دور الإعلام في دعم قضايا أصحاب الهمم» الذي عُقد في رأس الخيمة في 15 يناير 2022. وكان التعليم والتوظيف محطّ اهتمام المؤتمر الدولي لـ «التوظيف الدامج والتعليم المهني» الذي عُقد بدبي في 10 ديسمبر 2017. وكانت أبوظبي محطّ أنظار العالم خلال استضافتها «الأولمبياد الخاص بالألعاب العالمية أبوظبي 2019»، الذي أصبح محطة كبرى في البطولات الرياضية لأصحاب الهمم حول العالم بسبب التنظيم المبهر والجهود الجبارة التي بذلتها الدولة لوضع رياضة أصحاب الهمم في بؤرة الضوء العالمية.وتستعدّ أبوظبي لاستضافة «المؤتمر العالمي لإعادة التأهيل» في سبتمبر 2024، تحت شعار العمل والتوظيف، وهي المرة الأولى التي يُعقد فيها المؤتمر في منطقة الشرق الأوسط. كما فازت دولة الإمارات باستضافة مؤتمر «الاتحاد العالمي للصم» في عام 2027، بعد أن صوّتت أغلبية كبيرة من الدول لصالحها. وهذه - أيضاً - هي المرة الأولى التي ينعقد فيها المؤتمر في منطقة الشرق الأوسط. وتعكس هذه الفعاليات الدولية وغيرها، بوضوح، الاعتراف العالمي بمكانة الإمارات الرائدة في الجهود الدولية لتمكين أصحاب الهمم، وما تحظى به من تقدير واحترام. 
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية