انتخابات «الوطني» في الأفق جولات

٧ أشهر فى الإتحاد

انتهت انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، وفي الأفق جولات وصولات، كانت اللجان قد مرت بتجربة ليس أحلى منها، وكانت الانتخابات قد مرت مثلما تمر الجداول في عروق الشجر، مثلما تتسلل أهداب الشمس بين الرموش والأجفان.اليوم نقول للفائزين ألف مبارك، ولا أحد خسر في هذا العمل الوطني، لأن الوجود في الخضم، والحضور في قلب العملية الوطنية، لهو شرف لكل مواطن ومواطنة، ولا مجال للقنوط، لأن الرابح هو الوطن، والجميع أغصان في هذه الشجرة العملاقة، التي علَّمت الناس كيف يكون الحب، وكيف تكون العلاقة بين الفرد والوطن، وبين الوطن والآخر.فهذه تجربة تضاف إلى تجارب مرت، وتركت في الوجدان تراكم خبرة، ولم تزل هذه القهوة الوطنية تنثر عطرها في القلوب، وسوف تستمر طالما هناك قيادة ترعى وتعتني، وتلاحق الظل كي تنشره على الرؤوس، وتجعل من الإنسان على هذه الأرض هو الأميز، وهو الأكثر نوراً وتنويراً ومنارة.انتهت الانتخابات والبقية تأتي، والمسؤولية تكبر، والالتزام يعظم، وليس الفوز إلا رسالة لمن يهمه الأمر بأن محبة الناس لا تأتي عبثاً ولا تعسفاً، بل هي نتيجة لجهود بذلها الذين حققوا أعلى الأرقام، جهود رسخت في ضمير الناخب بأن الحب لا يعطى إلا لمن عرف للحب طريقاً في قلبه، ومارسه على أرض الواقع حقيقة دامغة، راسخة، تروغ عن النفوس كل ما يتعلق بالأنانية وحب الذات، والبروز من أجل البروز.الانتماء إلى هذا الصرح، صرح المجلس الوطني، هو انتماء إلى الوطن، ومن ينتمي إلى الوطن تقع عليه مسؤولية الحفاظ على سمعته، ولكي تتم هذه الوشائج، علينا جميعاً مواطنين ومقيمين، تقع أسئلة الوجود، وأولها أن تحفظ الود بيننا، ونحمل على عاتقنا حماية الوطن من اللغو والثرثرة والغوغائية، لأن الوجود تحت القبة الزرقاء يعني تسكين النقاط على الحروف، من دون زلل أو خلل في المشاعر، ومن دون تداعي الأهواء والأرزاق، لأن الإمارات (غير)، لأن الإمارات شيد حصونها القائد الفذ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعلى أثره تمضي القيادة الرشيدة، حاملة الرسالة الوطنية إلى كل من يهمه الأمر، وكلنا تسكننا هذه الرسالة، لأنها من لدن حكيم، أسس البنيان على قواعد الحب، وليس غير الحب من ترياق يحمي مكتسبات الوطن، ويحفظها من عين كل حاقد وناقم ومعتد أثيم.. الانتخابات انتخب، وما يطل علينا في الأفق ما هو أهم وأجدر أن نصونه ونحميه من كل عاهنة وشائنة، ونحفظه من كل رث وخبث، ونطلب من الله أن يحفظ بلاد الخير، ويجعلها في العليين، وفي منازل الرقي والتقدم والتطور، وكلنا على ثقة من أن عيال الإمارات لن يتخلوا عن مبادئ المؤسس، ولن تغريهم الشهرة على حساب مصالح الوطن وقضاياه المحورية، وأهم القضايا التي تهم الوطن هي سمعة الإمارات وأمنها واستقرارها.والله ولي التوفيق.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على