متروبوليت عكار باسيليوس منصور يرد على الشائعات حول القداس خلال زيارة الرئيس عون لرحبة نجانا الله من كلّ كذاب لئيم!

٨ أشهر فى تيار

افتتاحيّة البشارة بقلم سيادة المتروبوليتباسيليوس منصور الجزيل الاحترام07/10/2023على هامش ما صدر من أكاذيبالإخوة والأبناء الأحباء،يتخالف أبناء الكنيسة، ويختلفون فيما بينهم حول التّعامل مع أصحاب السّلطات والمراكز، مع أنّ تعاليم الرّبّ يسوع المسيح واضحة في هذا المجال، وخاصّة من خلال الأمثلة الّتي كان يضربها، وفيما قاله لبيلاطس.ضرب السّيّد مثلا فقال: من هو العبد الأمين الّذي يقيمه سيّده على خدمه ليعطيهم الطّعام في حينه؟ طوبى لذلك العبد الّذي إذا جاء سيّده يجده يفعل هكذا. الحقّ الحقّ أقول لكم إنّه يقيمه على جميع أمواله. وفي مكان آخر، يصنع عشاء، ويتّكئه معه ويخدمه.وبالتّالي، السّيّد يقيم العبد رئيسًا على الخدم والعمّال، وكلّ أعماله. فهل يعامل هذا الّذي صار سيّدا على جميع أعمال سيّده كما يعامل العبيد أو العمال الآخرين؟ لقد أعطي لهذا أن يدبّر وأن يرعى ويقود من هو مسؤول عنهم إلى العمل بكلّ ما هو واجب، وهم يعملون تحت إمرته، يسمعون أوامره وينفذونها.في مكان آخر قال السّيّد عن هيرودس: "قولوا لهذا الثّعلب: "ها أنا أخرج الشّياطين وأشفي اليوم وغدا، وفي اليوم الثّالث أكمل". قال عنه ذلك لأنّه سار سيرة سيّئة في حكمه، إذ كان مثالا مراوغًا مختالا فنعته الرّبّ بهذه الصّفة القاسية (الثّعلب). ففي الإنجيل إقرار بالمسؤوليّات، وإعطاء الصّفات لكلّ مسؤول حسب أعماله، لهذا قيل: "طوبى لذلك العبد الأمين"، وللملك هيرودس قيل: "هذا الثّعلب". فكلّ شيء يسمّى باسمه. وكم هو مخطئ من يسمع شيئا ويتبنّاه من غير أن يسمع عنه.جاء في بستان الرّهبان، أنّ راهبًا حاقدا مرّ بالقرب من بيادر القمح، فرأى شيئًا لم يتبيّنه جيّدًا، فظن أنّ شخصين يتعاطيان الفاحشة بالقرب من أكداس القمح، واشتكاهما لرئيس الدّير. فذهب معه رئيس الدّير ليتبيّن الأمر، هل هو صحيح أم كاذب، فلمّا وصلا إلى الموقع وجدا أنّ أحدهم قد ترك حزمتين متساندتين على بعضهما البعض، فعاد ذلك الأخ الحقود الحسود واللئيم مخزيّا واستحق التّقريع. وهذا يحدث في كثير من الأحيان ليس في البراري والقفار، بل وفي المجتمعات المدنيّة والقَرويّة، وحتّى على أعلى المستويات الاجتماعيّة. فعلينا أن نتبيّن النبأ لعلَّ فاسقًا كاذبًا جاء به لا عن رؤية بل عن خصام وانقسام وانتقام، فهل نصدّقه؟ هل صرنا جماعة ببغائيّة تردّد، وتقبل، وتتبنى كلّ ما يقال؟السّؤال يطرح نفسه، هل الكلّ واحد في المجتمع؟ بكل تأكيد مع أنّ الكلّ واحد في المسيح. لا فرق بين عبد وحرّ، ولا ذكر وأنثى، ولا يهوديّ ولا يونانيّ. هذا لا يعني أنّه لا توجد تباينات بالرّءاسات، ولو لم يكن كذلك لما قال الرّسول بولص في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس: "لقد جعل الله في الكنيسة رسلا أوّلا، ثانيًا أنبياء، ثالثًا معلّمين، ثمَّ قوّات، وبعد ذلك مواهب شفاء... ولكن جِدّوا للمواهب الحسنى، وأيضًا أريكم طريقًا أفضل".في الرّسالة الى أهل رومية، جاء: "لتخضع كلُّ نفس للسّلاطين الفائقة، لأنّه ليس سلطان إلّا من الله، والسّلاطين الكائنة، هي مرتّبة من الله حتّى إنّ من يقاوم السّلطان يقاوم ترتيب الله، والمقاومون سيأخذون لأنفسهم دينونة... لذلك يلزم أن يخضع له، ليس بسبب الغضب فقط بل أيضًا بسبب الضمير... فأعطوا الجميع حقوقهم، الجزية لمن له الجزية، والخوف لمن له الخوف، والإكرام لمن له الإكرام. لقد عمِلت الكنيسة خلال الزّمن الّذي توالى عليها منذ نشأتها حتّى الآن بهذه الوصيّة الإلهيّة، فلم تعلّم تحقير أيّ إنسان سواء أكانت مرتبته عالية، أم كان من أصحاب المراتب الدّنيا.كان الإمبراطور يوقيناليوس أريوسيّا، ولم يقبل خدام الكاتدرائيّة في قيصريّة كبادوكية التّقديمات الّتي جاء بها إلى الكنيسة، ولكنّ القدّيس باسيليوس الكبير ذهب بنفسه، وتناول التقديمات من الإمبراطور. في كلّ أديارنا ومؤسّسات كنائسنا نضع صورة القيصر أو البطريرك أو غيرهم ممّن يدخل الدّير في نطاق سلطته، من غير أن تتّهم الكنيسة أو رجالاتها بمسايرة أصحاب السّلطات والنّفوذ.وما كنت أريد أن أتطرّق لما حدث في رحبة يوم زارها الرّئيس السّابق للجمهوريّة اللّبنانيّة ميشال عون، وتكاثر مروّجي الإشاعات والبكّائين على أطلال الكنيسة المنتهكة حقوقها، الّذين لم يجدوا إلّا مطران عكّار كمذلٍّ للهيبة الكنسيّة، ولكن أن تتكلّم صحيفة الأخبار في هذا الموضوع أوجب عندي أن أقول الحقائق.أوّلا كان الاتّفاق أن يصل فخامة الرّئيس ميشال عون السّاعة العاشرة، ولكنّه وصل بوقت أبكر بعشر دقائق أو ربع ساعة، وهو وسط حشود ملأت الكنيسة على اتّساعها وساحاتها وما حولها، فطلب بكلّ تهذيب أن ينتظر خارج الكنيسة، وانتظر في غرفة جانبيّة إلى أن أنهينا القدّاس، وشارفت المناولة على النّهاية، ولكن عندما رأيت أنّ الحابل قد اختلط بالنّابل طلبت من الآباء أن يتراجعوا إلى الهيكل للحفاظ على قدسيّة المكان، وكنت قد ختمت القدّاس الإلهي، وطلبت من الآباء أن نذهب إلى مدخل الكاتدرائيّة لنرحب بالرّئيس ميشال عون الّذي جاء وسلَّم وأدخلناه الكنيسة كما يليق بالرّؤساء، وهكذا ترتيب تعلمناه من تقليد كنيستنا الأنطاكيّة قديمًا وحاضرا. فلم نخرج من الكنيسة. وأقمنا صلاة التّريصاجيون لراحة نفوس شهداء رحبة، ونحن صليناها لراحة نفوس جميع الشّهداء. وتوجه فخامة الرّئيس إلى النّصب التّذكاري لشهداء رحبة وودّعناه وأكمل هو زيارته لعكّار. ولم نقم بواجب أيّ من المسؤولين معه تجنّبًا للاتّهام بالتملق أو انتهاز الفرصة وما شابه ذلك. ولكن، أصحاب الأغراض السّياسيّة، والمعروفون بالخصومات والمنازعات اختلقوا حادثة إيقاف القدّاس الإلهيّ، ومنع المناولة عن المؤمنين، وبالواقع لم نوقف القدّاس الإلهيّ، ولكن طلبت من الآباء إرجاع المناولة إلى الهيكل، وقد شارفت على النّهاية إلى حين هدوء الجماهير الحاشدة الّتي دخلت إلى الكنيسة، وقد أكملت المناولة بعد ذلك لمن يستحقّها وانتظرها.ولم نكن نعلم بأنّ بعض ذوي الأغراض والنيّة السّيّئة سيوردون الأكاذيب. ونحن نعلم أنّ الكذّابين ومروّجي الأكاذيب والقابلين بها إنّما هم أبناء الشّيطان (الشّيطان أبو الكذّابين)، وهؤلاء الّذين يخافون على البشارة المسيحيّة وتشويهها ألم يقرؤوا "ماذا ينتفع الإنسان إذا ربح العالم كلّه وخسر نفسه". لقد قال الرّسول بولص: "النّمّامون والكذّابون لا يرثون ملكوت السّماوات".وفي إنجيل يوحنّا جاء: "ذاك كان قتّالا للنّاس منذ البدء، ولم يثبت في الحقّ لأنّه ليس فيه حقّ. من تكلّم بالكذب فإنّما يتكلّم ممّا له لأنّه كذّاب وأبو الكذّابين"، وخاصّة إذا كانوا ظالمين في كذبهم ويبغون مضرَّة الآخرين.ما قرأنا في يوم من الأيّام أنّ الكنيسة اهتمت بالفقراء وأهملت الأغنياء، بل تعاملت مع الجميع وبدون تمييز بحسب مواقعهم وحاجاتهم وواجباتهم واستحقاقاتهم.ومن قال إن المسيح لم يأت للأغنياء كما للفقراء، للأصحاء كما للمرضى، لذوي المناصب كما لغيرهم؟ لا يمكننا أن نقول إنّ المسيح جاء فقط لأجل الفقراء والمهمّشين. والحمد لله ما أهملنا إنسانًا، ولم نعتبر أنّ إنسانًا ما مهمّشا أو غير مستحقّ لعنايتنا ورعايتنا على قدر الإمكان.إنّ الجواب على الحديث الّذي جاء في جريدة الأخبار يطول ويطول. ولم أصدّق أنّ الجرائد والإعلام عامّة يؤيّد مواقفه بالأكاذيب حتّى قرأت ما جاء في جريدة الأخبار من أكاذيب على المسيحيّة، وحدث زيارة الرّئيس ميشال عون إلى عكّار، وخاصّة رحبة. وتذكرت مع ذلك أنّه منذ خمس سنوات تقريبًا قال أحد معدّي البرامج المشهورين في لبنان أنّ مطران عكّار لا يقبل بتعميد أبناء الّذين عقدوا زواجًا مدنيّا. فنفيت الأمر نفيًا قاطعًا، وتساءلت لماذا معد البرامج الصّحفيّ الألمعيّ لم يكلّف خاطره ويسأل، بل قبل الأكاذيب على علّاتها بدون وازع من ضمير.في الكنيسة الأرثوذكسيّة بالإجمال الغاية لا تبرّر الواسطة، نجانا الله من كلّ كذّاب لئيم محتال. متروبوليت عكّار وتوابعهاباسيليوس

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على